من المعلوم أن اليهود ينظرون إلى المال نظرة مقدسة ولكن ليس لأجل المال ذاته وإنما لكونهم يعتقدون أنه القوة أو الوسيلة التي من خلالها تتم السيطرة والتحكم في الناس والشعوب، ولذلك فاليهود جاهدون دوماً وأبداً في جمع المال وتكديسه بمختلف الطرق والوسائل غير المشروعة.
اليهود معروفون بالربا منذ الالاف السنين:
ولأن اليهود المعروفون بالربا منذ الالاف السنين، فإنهم يسعون إلى إفساد الأمَّة بالتعامل بالربا، الذي يساعدهم ويتيح لهم الفرصة في السيطرة على من حولهم، وإحكام القبضة عليهم، حيث ظهر خبث اليهود عندما أصبح التعامل بالربا مستساغاً لدى الأمَّة، يقول الشهيد القائد:
“الربا أليس من المعروف أن بني إسرائيل هم كانوا من المشهورين بالتعامل بالربا؟ التعامل بالربا الآن أصبح طبيعياً وأصبح تعاملاً اقتصادياً طبيعياً داخل البلدان العربية كلها، البنوك في البلدان العربية تتعامل بالربا بالمكشوف، والشركات تتعامل بالربا بالمكشوف. ألم يُفسِد بنو إسرائيل حتى العربَ أنفسَهم؟ وحتى جعلوا الربا الذي قال الله في القرآن الكريم وهو يحذر من الربا: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (البقرة الآية 278 -279) يتهدد بحرب من جهته وبحرب من جهة رسوله لمن يتعاملون بالربا، ثم يصبح الربا شيئاً طبيعياً”
.
سعي اليهود إلى إفساد الأمَّة بالتعامل بالربا:
يسعى اليهود إلى إفساد الأمَّة بالتعامل بالربا، وعندما أصبح التعامل بالربا مستساغًا لدى المسلمين أنفسهم، فهذا من آثار عمل اليهود وخبثهم، يقول الشهيد القائد:
“تأملوا جيداً لنرى الحرب التي يشنها الله على الناس؛ لأنهم استساغوا الربا، المسلمون أنفسهم استساغوا الربا، وهذا من آثار عمل اليهود، اليهود بخبثهم، اليهود هم المعروفون بالربا من مئات السنين، لكن بطريقتهم الخبيثة بالإضلال: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} (النساء:44)”
.
وأصبح الربا عند أبناء الأمَّة مستساغاً، وأصبح شيئاً مألوفاً لديهم، يقول الشهيد القائد:
“أين نحن من آية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ} (البقرة:279) وقد أصبح الربا عندنا مستساغاً.
وأصبح شيئاً مألوفاً لدينا… هذا هو الترويض من قبل اليهود الذين يروضوننا شيئاً, فشيئاً, فشيئاً إلى أن يصبح كل فساد من جانبهم مستساغاً، ويلطموننا لطمة بعد لطمة، صغيرة، ثم أكبر منها ثم أكبر ثم أكبر حتى تصبح الركلة بالقدم مقبولة ومستساغة، خبثهم شديد”
.
ويؤكد الشهيد القائد بالقول:
“لقد أضلونا من قمة رأسنا إلى أخمص أقدامنا فعلاً ثقافياً، اعتقادياً، سياسياً، اقتصادياً!. الرّبا جعلوه يصل كل بيت من بيوتنا، البنوك في البلدان العربية تتعامل بالربا، البنوك المركزية التي تنطلق منها عملات أي دولة عربية تتعامل بالربا، وكل عملة في جيبك مصبوغةٌ بالربا، وكل لقمة تأكلها الآن، وكل حاجةٍ تستخدمها من إنتاج شركة معينة، أو تمويل تاجر معين مصبوغة بالربا، مصبوغٌة بالربا. والمعروف عن اليهود أنهم في تاريخهم التجاري والاقتصادي معروفون بالربا وبالتعامل بالربا. لقد استطاعوا أن يوصلوا الربا إلى كل بيت ناهيك عن كل قطرٍ من الأقطار العربية
“.
التعامل بالربا أصبح من أساسيات السياسة الاقتصادية:
يبين السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي أن التعامل بالربا أصبح واحداً من أساسيات السياسة الاقتصادية لمعظم الدول العربية والإسلامية، حيث يقول:
“الربا بكل أضراره الاقتصادية والمدمرة هو كذلك بلى طغى وانتشر اليوم حتى أصبح واحداً من أساسيات السياسة الاقتصادية لمعظم الدول العربية والإسلامية بكل ما ترتب عليه من ثراء فاحش لفئة قليلة وإفقار للمجتمع وتحميل للاقتصاد في كل بلد عربي وإسلامي يمارس ذلك أعباء رهيبة جداً نتيجة للربا”
.
وفيما يتعلق بالتعامل فيما بين الشعوب نفسها، نجد الآن أن معظم الشعوب العربية مليئة بالديون، وأن الشعوب الذي تقترض بالربا تتحمل الزيادات التي صارت أكثر من المبلغ الأصلي، ولم يعد يستطيع الناس التخلص منه، يقول السيد القائد:
“عندما تجد هنا في موضوع الربا فيما يتعلق بالتعامل فيما بين الشعوب نفسها، شعب من الشعوب يقترض مبالغ وتكون على هذا النحو فيها ربا فلا تدري إلا وقد المبالغ التي هي الربا وحده، الزيادات قد صارت أكثر من المبلغ الأصلي، من المبلغ الرئيسي الذي استلمه أو حول له بشكل مواد أخرى، لم يعد يستطيع الناس يتخلصون منه! الآن معظم الشعوب العربية مليئة بالديون، ترى ما يمثله رأس المال الحقيقي، المبلغ الحقيقي لم يعد يعتبر إلا ربما نصف أو أقل من النصف! صارت الزيادة تلك الأرقام الكبيرة التي تطلع مليارات الدولارات كلها ربا كلها الزيادات التي في كل سنة، نسب معينة”
.
الرأسمالية جعلت الحصول على المال غاية وهدفاً رئيساً:
جعلت الرأسمالية الحصول على المال غاية وهدفاً رئيساً، من منطلق القول بأن “الغاية تبرر الوسيلة”؛ وبالتالي فتحت المجال لكل الأساليب والوسائل المحرمة في الحصول على المال بأي طريقة، مهما كانت محرمة أو ظالمة
يقول السيد القائد:
“اليوم ما الذي نعانيه من الرأسمالية في العالم؟ الرأسمالية في العالم جعلت الحصول على المال غاية وهدفاً رئيسياً، ثم قالت: [الغاية تبرر الوسيلة]؛ وبالتالي فتحت المجال لكل الأساليب والوسائل المحرمة في الحصول على المال بأي طريقة، مهما كانت تلك الطريقة محرمة أو ظالمة، في الإسلام هذا محرم، هذا محرم، يأتي الإسلام ليعطي أهميةً قصوى للجانب الاقتصادي، ومما يدلل على هذه الأهمية أن تكون الجرائم في المجال الاقتصادي من أشنع الجرائم، من أكبر الجرائم في المعاملات، عندما يكون الربا الدرهم أفظع من أربعٍ وثلاثين زنية، فهذا يدل على أهمية الجانب الاقتصادي في الإسلام، الجانب الاقتصادي إذا قام على أساسٍ صحيح، وعلى معاملات سليمة، وعلى تعامل نظيف وسليم من الغش والخداع والمكر، وقام على أساسٍ من الأمانة، وعلى أساسٍ من الإتقان والجودة، وحسن المعاملة، والصدق في المعاملة، هذا يساعد على الاستقرار الاقتصادي، وعلى النمو الاقتصادي
“.
وبالتالي، فقد أصبح التعامل بالربا من أساسيات السياسة الاقتصادية لمعظم الدول العربية والإسلامية، يقول السيد القائد:
“الربا بكل أضراره الاقتصادية والمدمرة هو كذلك بلى طغى وانتشر اليوم حتى أصبح واحداً من أساسيات السياسة الاقتصادية لمعظم الدول العربية والإسلامية بكل ما ترتب عليه من ثراء فاحش لفئة قليلة وإفقار للمجتمع وتحميل للاقتصاد في كل بلد عربي وإسلامي يمارس ذلك أعباء رهيبة جداً نتيجة للربا”
.
الهوامش:
- السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، لا عذر للجميع أمام الله..
- السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، يوم القدس العالمي.
- السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، سلسلة معرفة الله، معرفة الله، وعده ووعيده، الدرس الرابع عشر.
- السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، سلسلة دروس شهر رمضان المبارك، الدرس الثاني عشر، آخر سورة البقرة أول سورة آل عمران.
- السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، سلسلة المحاضرات الرمضانية، المحاضرة الحادية والعشرون، 1440هـ.
- السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، سلسلة محاضرات المولد النبوي الشريف، المحاضرة الرابعة، 1439هـ.