إلى روح الشهيد المعلم عبدالكريم الخيواني
..
صنعاءُ ذاتَ مساءٍ في "الجرافِ"(1) معاً
وبيننا صلفُ القضبانِ والحَرَسِ
وكنتَ -أَذكُرُ- في يُمناك تقضمها
تفاحةُ الرَّفضِ، زاهي السَّمتِ غيرَ أسي
يَلوكُ زنديك -مشبوبَ الهوى- زَرَدٌ
فيما نَلوكُ -ذبولاً- عِلْكَةَ الخَرَسِ
سَمْحاً تُطَرِّي شجى اللُّقيا لتُلهيَنَا
عن لؤمِنا بشفاهٍ حلوةِ الجَرَسِ
وكان قيدُكَ نوطاً في يديكَ، وفي
نُفوسِنا كان نسْغُ القيدِ والنَّفَسِ
تطوفُ في الكبْلِ جبَّاراً، وأغلبُنا
أسرى نراوحُ مسكونين بالعَسَسِ
موتَى، ووحدكَ أحيانَا وأسمقُنا
هاماً، لوحدكَ تَدمى غيرَ مبتئِسِ
يا سنديانَ السَّنا والبرقِ في زمنِ
التَّدليكِ والفَرْكِ والتَّمسيدِ والمَلَسِ
غَمَدتَ أمضى يَراعٍ في مخاوفِنا
وقُلتَ: يا حرفُ بالحرِّية انْبَجِسِ
أنَّى تلفَّتُّ أستهدي النِّضالَ أرى
وعْرَ المسالكِ خَيْوانيَّةَ القَبَسِ
يعودُ آذارُ، والأحزانُ ما برِحَتْ
كخنجرٍ في صميمِ القلبِ مُنغرِسِ
ولا يزالُ حُسَيْنيَّ النَّزيفِ دمي
ثَرّاً وكسرُ يَراعي غيرَ مُنْكَلِسِ
مولايَ! لو أنا لمْ أجْبُنْ لكنتُ إذَنْ
مِجَنَّ قلبِكَ، إذْ لا قائلَ: احْتَرِسِ
غُفرانَ عينيكَ أنِّي عشتُ بعدَهما
أُزجي المراثيَ مَيْتَاً خَلْفَ مُتَّرَسي
غُفرانَ عينيكَ أنِّي عشتُ بعدَهما
غِرَّاً تَخَطَّاهُ سَهْواً حتفُهُ، ونُسِي
غفرانَ عينيكَ أنِّي عشتُ بعدَهما
لم أخلِفِ الوعدَ، لكنِّي كَبَتْ فَرَسي
غفرانَ عينيكَ -يا مولايَ- بَعدَهما
عن كلِّ ثانيةٍ في العمرِ أو نَفَسِ
#الشهيد_الخيواني
#كلمة_لاتموت
___
(1) "الجراف" (بضم الجيم وكسرها): من أحياء مدينة صنعاء.
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين