يدعون انهم ملتزمون بالهدنة لكنهم ماضون وبوتيرةٍ عالية في كل ممارسات الاحتلال..
أي هدنةٍ هذه التي تتحدث عنها قوى العدوان فيما هي في الحقيقة تمارس كل أفاعيل واباطيل الحرب والغزو..
بالنسبة للسعوديين والإماراتيين فإن السيطرة على الجزر الاستراتيجية في البحرين العربي والأحمر هي احدى مطامعهم الرئيسية التي شنّوا من أجلها هذه الحرب العدوانية علينا..
الامر لا يقتصر على مجرد استمالة أهالي هذه الجزر ومحاولة استلاب خيراتها ونصب ابراج المراقبة فيها بل يتعداه لمخططات احتلالها بصورةٍ كاملةٍ والعمل على اخضاعها للوصاية المباشرة للرياض أو أبوظبي..
على هذا الصعيد كشفت منصة “ايكاد الدولية” عن تسارع خطى الاحتلال الاماراتي لاستكمال بناء القاعدة العسكرية التي تم الكشف عنها سابقاً في جزيرة عبد الكوري..
هذه الممارسات المفضوحة لمشيخة الشر الإماراتية تعكس بوضوحٍ رغبة هؤلاء في المضي قدماً في مخططاتهم الاحتلالية التي رسموها مبكراً برعاية أمريكية صهيونية..
يتناسى هؤلاء ان الجزر اليمنية ومهما كانت نائية وايّاً كانت الظروف الجيوسياسية التي يعانيها هذا البلد فإنها جزءٌ لا يتجزأ من الجغرافية اليمنية ذي التاريخ الموحد الذي عرّفته كتب التاريخ على مر العصور بأنه مقبرة الغزاة..
تضيف المنصة الدولية المتخصصة في التحقيقات أن صور الأقمار الصناعية الجديدة تظهر البدء في وضع طبقة الأساس بمدرج القاعدة العسكرية المستحدثة في جزيرة عبد الكوري المحتلة تمهيداً لتعبيده..
منصة “ايكاد” قالت ايضاً ان صورة الأقمار الصناعية الجديدة أظهرت تطورات طالت مصف الطائرات الرئيسي الذي جرى تعبيد منطقة بجانبه تمهيداً لما يرجح بأن يكون مخازن عسكرية او مباني لوجسيته ناهيك عن انشاء منطقة عمال ومباني حديثة شرق القاعدة..
هذه الممارسات لا تقتصر على جزيرة عبد الكوري فهي نسخةٌ مما تفعله قوى العدوان في جزيرة سقطرى وميون وغيرها من الجزر والموانئ والمدن الاستراتيجية والحيوية..
فيما تدعي الرياض وابوظبي التزامهما بالهدنة المزعومة إلا انهما تمضيان قدماً في كل ما يتعارض مع اي توجهٍ للسلام وترسخان الاحتلال وأهدافه القذرة في كل مكان في بلادنا..
الامارات ليست وحدها من يلتف على هذه الهدنة المزعومة بل إنها سياسات ممنهجةٌ لقوى العدوان وداعميها وكل من يقف معها او خلفها..
شاهدنا بالأمس كيف يتم تضييق الخناق على المرضى المسافرين بدءاً بالأردن بادئ الامر وصولاً الى مصر حيث يتم فرض إجراءات تعسفيةٍ تحول في الغالب دون تمكن الكثير من الراغبين في تلقي العلاج في الخارج من تحمل أوزارها..
هي سياسات ممنهجةٌ لقوى الاحتلال والغزو وليست وقتيةً طارئة أو ردود أفعالٍ أو احداثاً عرضية..
ليست جزيرة عبد الكوري هي الوحيدة التي تمضي فيها قوى العدوان على قدمٍ وساق في تحقيق مآربها مستغلةً الهدنة التي تلتزم بها صنعاء اكثر منهم على الرغم من انهم يدعون الالتزام بها فيما رفضنا نحن الإعلان عن تجديدها كي لا تستغل هذه الهدنة لالحاق المزيد من الأضرار بهذا الشعب باسم الهدنة والرغبة في السلام..
تتعامل قوى العدوان والغزو مع الهدنة التي يفترض بها ان تمهد للسلام وان تكون الطريق الموصل اليه وكأنها فترةُ لتجميد قدرات صنعاء على ردع ممارسات الاحتلال..
أوهام هؤلاء تصور لهم بأن الجزر اليمنية يمكن ان تكون لقمةً سائغة لهم فقط لبعدها الجغرافي عنّا أو لأن قوتنا البحرية اقل من قدراتهم او تعويلاً على التواجد الامريكي والغربي في المياه الدولية في بحورنا..
أضغاث أحلام هؤلاء ستوقظهم منها كوابيس مسيراتنا وصواريخنا التي لن تسمح باقتطاع أي جزء من هذا الوطن مهما كان بعيداً عنٌا..
لو إننا كنّا نملك مثل هذا الاستعداد للتنازل عن أي شبرٍ من أرضنا لما سمحنا لهذه الحرب المجرمة القاتلة ان تستمر ولقدمنا التنازلات التي تجنب شعبنا ويلات الحرب والحصار لكن ذاك لم ولن يكون مفردةً في قواميسنا او جزء من معادلتنا..
بالنسبة لقوى العدوان والغزو فإن الهدنة لا تعني لهم اكثر من ان تكون الضمان لهم ليأمنوا جانب صواريخ صنعاء ومسيراتها عدا ذلك فالهدنة هي عبئٌ ثقيلٌ عليهم يتمنون ان يزيحوه عن كاهلهم..
انها الحقيقة التي تؤكدها الكثير من الوقائع على الأرض..
لا سلام بالنسبة لهؤلاء ما لم يكن بأمرٍ من أسيادهم في واشنطن أو أن يتم فرضه رغمٌ عن أنوفهم..
إنها عقلية قطّاع الطرق الذين لا يعترفون بمبادئ ولا ثوابت ولا متغيرات ولا يلتزمون إلا بما يتم فرضه عليهم بالقوة.
* نقلا عن :السياسية