فِي القُدسِ مَا استَخفَى تَجَلَّى الآنَا
وبَـدَا لَنَـا مَا كَـانَ لَا يَخفَــــــانَا
لَو كَـانَ سَفَــرَاً قَاصِدَاً لِغَنِيمَــةٍ
لَأَتَـوا زُرَافَــاً أَو أَتَـــوا وُحـدَانَـا
وسَيَحلِفُونَ لَوِ استَطَعنَا خُرجَةً
مَا كَــانَ وَانِينَــا بِـذَاكَ تَـــوَانَى
أَنِفُـوا الجِهَادَ فَدُثِّـرُوا بِقَمَـاءَةٍ
وعَلَيـهِ صَـارَ رِجَــالُهُم نِّسـوَانَا !
وبَنُوا الضِّرَارَ وأَشعَلُوا الأُخدُودَ بَل
وتَحَـــوَّلَت أَنفَـــــاسُهُم دُخَّــانَا
لَفُّوا عَلَى الشَّعبِ الكَرِيمِ بِبُخلِهِم
دَهَنُـوا الغُرَابَ مِنَ البَيَـاضِ دِهَـانَا
نَفَخُوا بِكِيرِ الكَـافِرِينَ نُفُـوسَنَـا
نَفَثُوا سُمُـومَ الحِقدِ فِي أَحشَـانَا
سَلَخُوا القَبِيلَةَ عَن أَئِمَّـةِ دِينِهَا
فَصَـلُوا عَلَى قُــرَنَائِـهِ القُـــرآنَا
عَقَدُوا لِـ(صَالحِ) بِالبِلَادِ وقَرَّبُوا
ثَـــــرَوَاتِهَـا ؛لِعَــدُوِّهَـا قُـــربَـانَا
شَغَلَ المَنَاصِبَ والمَرَاتَبَ لَم يَذِر
لِلقَـائِمِـينَ عَلى البِــــلادِ مَكَــانَا
أَخَذَ اللِّبَاسَ على البَرِيَّةِ واشتَرَى
حَتَّى عَلى أَمــوَاتِهَـا الأَكفَـــانَا !
أَعــدَاؤُنَا يَا قُدسُ تَقتُــلُنَا بِنَـا
مِـن قَبلِ أَن يَتَبَنُّــوَا العُــدوَانَا
مَا جَاءَ سَلمَـانُ اللَّعِينِ بِحَـربِـهِ
إِِلَّا لِيُنقِــذَ مِن يَـدِي ... سَلمَــانَا
إِنَّ الكَيَــانَ المُستَبِـدَّ أَمَـامَنَـا
مِثـلُ الكَيَــانِ المُستَبِـــدِّ وَرَانَا !
لَا فَـرقَ بَينَ تَسَعـوُدٍ وتَيَهــوُدٍ
كُــلٌّ عَلَى دِينِ الكَنِيسَــــةِ دَانَا
مَالَآنَ طَرفُ المَرءِ صَوبَ ذَمِيمَةٍ
إِلَّا وَكَـانَ فُــــــــــؤَادُهُ قَـد لَآنَا
هُوَ لَم يُؤَذِن فِي المَسَاجِدِ وَاثِقَـاً
إِلَّا وَقَــد أَصمَـــى لَــــهُ الآذَانَا
مُتَمَركِسُونَ تَيَهوَدُوا بَاعُوا ،عَلَى
صَحنِ العَمَالَـةِ قَـدَّمُوا الأَوطَـانَا
لَو لَم يُعَـادُونَا لَحَـقَّ جِهَـادُهُم ؛
كَي نَصدُقَ المُستَضعَفِينَ وَفَـانَا
يَا (قُدسُ) لَا تَحزَن مِنَ الأَعرَابِ مَا
دُمنَـا ، ومَا دَامَ القَـــوي مَــولانَا
حُكَّــامُنَـا لِلكُفـرِ بَاعُـوا ... مِثلَمَا
بِعنَـا لِــــدَاعِي اللَّهِ حِـينَ دَعَـانَا
لَا يَستَجِيبُ سِوَى المُجِيبِ لِرَبِّهِ
والعُربُ وَالمَوتَى...غَدَوا عُميَـانَا !
لَا اشتَاطَ (أَعرَابٌ) وَلَا مَن قَلَّدُوا
(عُثمَـانَ) حَتَّى قَـلَّدُوا (عُثمَـانَا) !
واللَّهِ مَـا إِســلَامُهُم إِســـلَامَ أَو
إِيمَــــانُهُم بَينَ الـــوَرَى إِيمَــــانَا
أَوَلَستَ لَـولَاهُم لَكُنــتَ مُحَــرَّرَاً
ولَكُنــتَ مَنسِيَّــــاً لَهُـم لَــــــولَانَا
لَيسُوا سَوَآءَ،فَمِنهُمُ (العَاصُونُ) او
مَن قَـد غَدَا (مِنهُم) وكَـانَ أَخَـانَا !
مَن هَانَ هِينَ كَمَا أَهَانَ ،وَمَن يَهُن
زَمَنَــاً ؛ يَكُـونُ هَـــوَانُـهُ أَزمَــــانَا !
مَن بَـاعَ بِيـعَ كَـبَيعِهِ يَـومَـاً وَمَن
يَـومَـاً يَبِــع أَرضَـاً يَبِــع إِنسَـانَـا !
مَن لَم يَكُن فِي الحَقِّ وَافٍ؛كَانَ فِي
صَـفِّ البَــوَاطِلِ خَـائِنَـاً وجَبَــانَا
مَـا كُـلُّ مَـا أَنسَـاهُمُ مُغـرٍ ؛ فَمَـا
أَنـسَـاهُـمُ بِالجُــوعِ ، مَـا أَنسَــانَا
والمَـالُ كَالـ"زَّقُّومِ" مَا أَضحَى بِهِ
مَن يُشتَرَى "مَلَكَينِ" بَل"شَيطَـانَا" !
لَا تَأسَ مِنَ مُوتِ الضَمِيرِ فَإِنَّ مَن
يَـومَـاً أَمَــاتَ ضَمِيــرَهُم أَحيَــانَا
أَيَّــامُـــكَ ائتَمَّــت بِهَـا أَيَّـــامُنَـا
وعَلَيـكَ لَم يَشتَــاط غَيـرُ سِــوَانَا
مَـا أَكثَرَ الأَنصَـارَ ! حِينَ تَعُـدُّهُم
وَعَلَى الـوَغَى ،مَـا أَكثَرَ الخُـذلَانَا !
مَن سَاءَ لَا يَلقَى سِوَى سُوءٍ فَمَن
لَم يُحسِنُـوا لَن يَلقُـوَا الإِحسَـانَا
لَسنَا ولَيسَ اللَّهُ خَـاذِلَكُم ؛ فَمَن
لَكُـمُ أَسَــالَ دَمَـاً ، أَسَــالَ دِمَــانَا
إِن تَفرَحُوا نَفرَح ، وَأَنَّى تَحزَنُوا
نَحــزَن ؛ وَمَـا أَضنَـــاكُمُ أَضنَــانَا
شُهَــدَاؤُكُم شُهَـدَاؤُنَا دَومَـاً ومَـا
جَــرحَـــــاكُمُ إِلَّا كَمَـا جَـــرحَــانَا
مَا دَاؤُكُـم تَــــــــــــاللَّهِ إِلَّا دَاؤُنَا
وَدَوَاكُــمُ فِي الفَتــحِ مِثـلُ دَوَانَا
وصَدِيقُكُم فِي العَالَمِينَ صَدِيقُنَا
وعَــــدُوُّكُم كَعَــــدُوِّنَا عُــــدوَانَا
إِن حَاصَرُوا (عَطوَانَ صَوتِكَ) وَحدَهُ
صِـرنَا لِصَوتِكَ دَائِمَـاً (عَطــوَانَا) !
وإِذَا وَجَـدتَ الصَّامِتِينَ وَجَدتَنَا
لَكَ فِي الأَنامِ مَنَـــابِرَاً وأَذَآنَا
مَـا بَينَنَـا حَي كَـــأَنَّكَ بَـينَنَـا
رُوحٌ تُحرِّكُ جُثةً وكَيانَا
مَـا كان عِندهم الخلاص وإِنما
فِيمَن ؛لِأَجـلِكَ يُقصَفُـونَ (ثَمَـانَا)
لَم يَنقُــمِ الـرَّحمَـنُ أَولَآنَا بِهِـم
إِلَّا لِيَجعَلَ نِعمَةً أُخرَانَا
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين