طه العامري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
طه العامري
فلسطين.. الصهيونية والتآمر الدولي..؟!
تصفية القضية الفلسطينية.. مشروع أمريكي ؟!
الصهيونية والصهاينة..؟!
مرة أخرى عن العرب و"فوبيا إيران"..!
الغطرسة الصهيونية والنفاق الدولي
العرب و"فوبيا إيران"..!
"الصهاينة" والنفاق الدولي الوقح..!!
العرب ودورهم في حماية العروبة والإسلام..!
أمريكا والكيان.. ضحك على العالم..!
عن "مجاهدي الغفلة" والصراعات الجيوسياسية..!

بحث

  
السقوط الأخير للمخططات "الصهيونية"..!!
بقلم/ طه العامري
نشر منذ: سنة و أسبوعين و 5 أيام
الإثنين 10 إبريل-نيسان 2023 12:30 ص


 

تبدو الغطرسة (الصهيونية) المعتادة إزاء القضايا العربية وخاصة فيما يتصل برد فعل هذا الكيان وجيشه وأجهزته تجاه أي عمل مقاوم تقوم به المقاومة العربية في فلسطين أو في لبنان، آيلة للسقوط والتلاشي وربما الخفوت أمام تنامي قدرة المقاومة وتوحد ساحاتها بعد أن العدو وحلفاءه قد امعنوا في تكريس مخططات تقسيم القضية العربية الفلسطينية وتقسيم نطاقاتها الجغرافية ودق اسفين بين الفعاليات الفلسطينية المقاومة، تزامن هذا السلوك (الصهيوني) مع دور أمريكي – غربي استعماري نجح في فك الارتباط المصيري بين فلسطين القضية وعمقها القومي والإسلامي وتحويل مسار الصراع من صراع عربي – صهيوني، إلى صراع فلسطيني- صهيوني، ثم اختزال هذا الصراع الفلسطيني- الصهيوني، إلى صراع بين الكيان و (غزة) من ناحية وأخرى بين الكيان و(الضفة)..؟!
فيما عمل الكيان وحلفاؤه من أنظمة التطبيع وبرعاية ودعم أمريكي- غربي على تكبيل حركة ومواقف السلطة الوطنية الفلسطينية والسعي الجاد في طريق تطويعها وتحويلها من سلطة ممثلة للشعب العربي في فلسطين، إلى سلطة، مهمتها حراسة الكيان الصهيوني وأمنه وأمن مستوطنينه، هذا المخطط الذي تم تكريسه منذ رحيل القائد العربي الفلسطيني الرئيس الشهيد ياسر- عرفات رحمه الله – في محاولة صهيونية لاختزال قضية شعب وإرادة أمة برعاية أمريكية هدفت إلى عزل قضية فلسطين عن عمقها العربي الإسلامي – أولاً – ثم إفراغها من هويتها الوطنية الجامعة وبالتالي إظهار القضية وكأنه مجرد قضية بين دولة ديمقراطية ذات سيادة هي (الكيان) وبين مجاميع (إرهابية) فلسطينية هم (المقاومة) وبما أن (الكيان) شريك أساسي لأمريكا في حربها ضد (الإرهاب) فإن من الطبيعي والحال كذلك أن تواصل عربدتها ضد شعب ووطن وأمة وقضية وهذا ما لم يتحقق وفق كل المؤشرات الماثلة التي تؤكد فشل كل هذه المخططات حتى مع محاولة أمريكا والغرب إجبار عدد من الدول العربية والإسلامية على تطبيع علاقاتها مع الكيان في سبيل منحه غطاء وشرعية لوجوده في جغرافية المنطقة وتعزيز مكانته والحفاظ على تفوقه العسكري والتقني وتحويل كل النطاقات الجغرافية المجاورة لفلسطين إلى بؤر مزعزعة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وجعلها منهمكة في أزماتها وخلافاتها وحروبها الذاتية وفاقدة القدرة على الانهماك في المشهد الفلسطيني..؟!
هذا السيناريو القذر سقط وفشل وأخفقت أدواته في الوصول إلى أهدافها، واستطاعت المقاومة العربية في فلسطين وخارج فلسطين في إعاقة هذا المخطط وفضح أدواته، وقد لعبت جغرافية محور المقاومة في إفشال هذه السيناريوهات من خلال تعزيز مساراتها ووحدة ساحاتها وربط قدراتها وتعزيزها في مواجهة الكيان ومن يرعى الكيان..؟!
بيد أن وحدة الساحات النضالية الفلسطينية لم تأت بمعزل عن تفاهمات أكبر وحدت بموجبها وحدة محور المقاومة الممتد عسكريا وأمنيا من أزقة غزة وشوارع الضفة وأحياء القدس والداخل العربي الفلسطيني بكل امتداده، إلى بيروت وصنعاء ودمشق وبغداد وصولاً إلى العاصمة طهران التي شكلت وعلى مدى عقدين تحديداً بمثابة الحاضنة للفعل العربي المقاوم والمناهض للوجود الاستعماري الصهيوني ولرعاته من المحاور الاستعمارية الأمريكية والغربية، الأمر الذي انعكس سلبا على تطلعات وأهداف الكيان وحلفائه في المنطقة وخارجها وخاصة أمريكا التي وجدت نفسها في مواجهة أزمة داخلية ذات أبعاد وجودية ناهيكم عن سلسلة أزمات متراكمة هي حصيلة غطرسة مارستها ضد دول وشعوب العالم ومنها دول الوطن العربي، غير أن هذه الغطرسة آخذة في التلاشي والتراجع بفعل تحالفات جديدة برزت على خارطة العالم وقوى جديدة صاعدة نمت واتسع نفوذها أبرزها الصين وروسيا وإيران التي رغم الاستهداف الممنهج لها ومحاولة الحد من قدراتها وتطلعاتها، إلا أنها استطاعت الصمود وتحدي كل المعوقات الاستهدافية والحصار والحملات الإعلامية والسياسية الظالمة التي حاولت تشويه صورتها والحد من تقدمها الحضاري، لكنها تفوقت على كل هذه المعوقات والعراقيل وبرزت كقوى إقليمية صاعدة تواجه بصلابة المخططات الصهيوامريكية، لتأتي الأزمة الأوكرانية بكل أثقالها على أمريكا والغرب ناهيكم عن الأزمة السورية التي جعلت إيران لاعباً محورياً فيها ليس دفاعا عن النظام القومي في سوريا وحسب، بل دفاعاً عن فلسطين وأهداف إيران الجيوسياسية التي بالمقابل ربطت محور المقاومة بامتداد دبلوماسي ناعم وصل أمريكا اللاتينية وقارتي آسيا وأفريقيا ليأتي التفاهم الإيراني- السعودي برعاية صينية ليدق آخر مسمار في مخططات وسيناريوهات الكيان وحلفائه.

ما حدث مؤخرا من سلوكيات همجية أقدم عليها الاحتلال الصهيوني بتدنيس حرمة المسجد الأقصى واعتراض المصلين الخاشعين الواقفين بين يدي الله أثناء تأديتهم للصلاة هو سلوك وقح لا يقوم به إلا الهمج المجردون من كل الأخلاقيات الحضارية والإنسانية، والأوقح من هذا أن يقابل الرد المقاوم بمواقف أكثر همجية حين تتم المساوة بين الضحية صاحب الأرض والجلاد المحتل وفق خطاب واشنطن التي منعت إصدار بيان عن مجلس الأمن يدين التصرفات الهمجية الصهيونية ثم تبرر للعدو ما وصفته بـ (شرعية الدفاع عن أراضيه ومواطنيه) وتطلق تحذيراتها ضد كل من يحاول إدانة كيانها الاستيطاني، بل وتطلب من حلفائها في المنطقة التدخل لدى المقاومة للتوقف عن الرد على هجمات الكيان والدافع الحفاظ على (هيبة الكيان)؟!

سلوكيات واشنطن في أوكرانيا التي دفعتها للتضحية بأوكرانيا وجيشها وزجت بكل حلفائها في أوروبا والعالم لمساندة أوكرانيا في حربها ضد روسيا التي هي في الأساس حرب أمريكا لكن أمريكا عاجزة عن مواجهة روسيا، الأمر ذاته انعكس على كيانها في المنطقة الذي يقف عاجزا أمام المقاومة، وبعد أن فشل في تقسيمها والتفرد بها كلا على حدة يحاول الكيان الاستقوى ببقايا النفوذ الأمريكي في المنطقة وتحت زعم الوساطة يطلب من المقاومة ضبط النفس وترك الكيان يضرب بطيرانه حيث يشاء للحفاظ على تماسكه الداخلي المأزوم وعلى هيبته المنهارة وهذا اكبر دليل على بدء نهاية هذا الكيان المرتبط وجوديا بغطرسة أمريكا التي إذا ما نزلت من على الشجرة فإن هذا الكيان بدوره سيختفي وسيعود الحق لأصحابه والأرض لأهلها وهذا ما يمكن الجزم به وبحدوثه قريبا..!

ما تشهده المنطقة من تداعيات منذ أيام، جميعها تؤكد تفاقم الأزمة الوجودية التي تعيشها كل من واشنطن والكيان الصهيوني بدليل أن الرد الصهيوني على إطلاق الصواريخ من لبنان جاء باتجاه مدينة غزة والأراضي العربية في فلسطين، فماذا يدل هذا؟ يدل على تقهقر قدرة وقوة هذا الكيان الاستيطاني وعجزه عن الرد على مصدر إطلاق الصواريخ لخوفه من رد المقاومة الإسلامية في لبنان، لأن رده على مصدر إطلاق الصواريخ مباشرة يعني الدخول في حرب لا قدرة للكيان وأمريكا على حسمها وقد تكون هي آخر حرب يخوضها هذا الكيان، لذا تم استبدال الرد ليكون ضد المقاومة في فلسطين!

أيا كان حجم الرد الصهيوني في فلسطين، يعد بكل المقاييس رد الذليل والجبان والخائف الذي يفقد قدراته كلما تفقد أمريكا نفوذها ومكانتها ومصداقيتها وبالتالي هذا يؤكد أن نهاية هذا الكيان مرهونه بنزول أمريكا من على شجرة غطرستها وهيمنتها على العالم..!

المقاومة العربية في فلسطين وهذه قمة السخرية والإثارة لم تحبط مساعي الوسطاء الذين طلبوا منها امتصاص الضربات الصهيونية وعدم الرد عليها حفاظا على هيبة الكيان، بحسب ما طلبت أمريكا من الوسطاء، وقد قبلت المقاومة العربية الفلسطينية هذا الطلب بشرط أن لا تتجاوز الضربات الصهيونية حدود المكرمة التي منحتها لها المقاومة بناء على طلب ورجاء الوسطاء ( العرب) –للأسف- الذين بدورهم لبوا في وساطتهم رجاء أمريكا التي لم تعترف بجريمة كيانها وتدنيسه المشاعر المقدسة وبكل وحشية وهمجية واعتبرت سلوك كيانها مبررا لأن( لديه مخاوف أمنية) لكنها أدانت رد الفعل المقاوم واعتبرته (عنفاً وتصعيداً غير مقبول)..؟!

كل هذه التداعيات تثبت أن ثمة أحداثاً قادمة سيكون عليها ليس تغيير خارطة المنطقة بل تغيير الوعي الجمعي لكل شعوب المنطقة الموعودة بإعادة هيكلة الوعي والجغرافية والقناعات، في تدليل على أن كل السيناريوهات والمخططات الاستعمارية التي نسجتها واشنطن والغرب وبعض حلفائها من العرب في تطويع واختزال الصراع مع العدو وتجزئة وتفتيت هذا الصراع الوجودي بين العرب والمسلمين والكيان الصهيوني والمحاور الاستعمارية الراعية والداعمة له..!

في الجانب الآخر وفي سياق التفاعل الكلي لمحور المقاومة الذي أثبت فعاليته وقدرته في إدارة الصراع الجيوسياسي ومفرداته الجزئية والمباشرة كمواجهة المقاومة للكيان ومواجهة اليمن للعدوان والحصار وصمود سوريا وثبات طهران وتقدمها في تحقيق أهدافها التقنية والحضارية والجيوسياسية وتلاحمها وخلفها محور المقاومة مع استراتيجية روسيا والصين ودول أمريكا الجنوبية، كل هذا العوامل أدت إحداث إرباك وجودي طال ممكنات أمريكا وقدراتها وانعكس الأمر على كيانها الاستيطاني اللقيط الذي عرض رد فعله للسخرية والتندر من قبل مسؤوليه ومستوطنيه، خاصة بعد أن انطلقت الرشقات الصاروخية من كل أرجاء جغرافية القطاع بعد أن افرغت طائرات الكيان صواريخها على الأراضي الزراعية الفارغة وعلى مواقع ليس فيها ما يستحق الخوف عليه..!!

أزمة الكيان بدت أكثر وضوحا من أي وقت مضى وهي أزمة تتصل بحقيقة وجوده المزيفة والمزورة والتي بلغت ذروتها في تصريحات الصهاينة الجدد الذين وصلوا لمفاصل حكومة الكيان وذهبوا بعيدا في غطرستهم حد إنكار الوجود العربي في فلسطين، مواقف أربكت أنظمة التطبيع وأفزعتها ودفعت بعض الأنظمة التي كانت في طريقها للتطبيع إلى مراجعة مواقفها وحساباتها، ناهيكم عن أن الرهان على عداء إيران وتشكيل حلف عربي -صهيوني برعاية أمريكية ضدها، قد سقط وتبخر بعد المصالحة الإيرانية -السعودية وهي الورقة الأخيرة التي كان الكيان يراهن عليها لإسقاط الحق العربي الفلسطيني، فجاءت المصالحة والتوافق الإيراني السعودي ليقطعها طريق الكيان ويبددا أحلامه ويسقطا سيناريو أمريكا ومخططها الاستعماري في تطويع المنطقة والإبقاء على هيمنتها فيها..

إذاً نحن على موعد قريب مع تداعيات مثيرة ستشهدها المنطقة، وكل المؤشرات تؤكد أن النصر صبر ساعة.. فترقبوا.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالرحمن العابد
ضربة يمنية قوية للكيان
عبدالرحمن العابد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
إسماعيل المحاقري
غزّة تواجه العالم ومحور الجهاد يساند
إسماعيل المحاقري
مقالات ضدّ العدوان
عبدالمنان السنبلي
فلسطين بخير
عبدالمنان السنبلي
وديع العبسي
التسلط الأمريكي عُقدة النظام السعودي
وديع العبسي
عبدالرحمن مراد
عن احتلالِ العقول وتزييفِ الوعي
عبدالرحمن مراد
نايف حيدان
يوم التحدي
نايف حيدان
عبدالمجيد التركي
والله لا يؤمن..
عبدالمجيد التركي
عبدالملك سام
فضح المشروع الشيطاني!
عبدالملك سام
المزيد