مِن أَوَّلِ الوَحيِ حَتى خَاتمِ الرُّسُلِ
والكونُ يرحل في نُورِ الإِمامِ عَلي
مَسيرةٌ بدأَت بالمُرسلينَ إلى
أَنِ استقرَّت بمختارٍ من الأزلِ
المرسلونَ لطه سَلَّمُوا وَمَضَوا
فَصاغَهُم أنجُماً في أُفقِ خَيرِ وَلِي
أتقَى الوَرى بعدَهُ مَن سَوفَ يختِمُها
وعترةٌ منه لازَالُوا ، ولم يزلِ
أَقمارُ كُلِّ دُجاً ، أَنوارُ كُلِّ حِجىً
ما للورى عنهمُ في الأرض من بدلِ
إن غُيِّبُوا غُيِّبَ القرآنُ بَعدهُمُ
وكلُّ ميزانِ خَيرٍ غَيرِ مُعتدِل
مِن أَجلِ ذَالِك عُودُوا ، حُورِبُوا ، قُتِلوا
والدِّينُ مِن خَلَلٍ يَمضِي إِلَى خَللِي
لن يَستَقِيمَ سِوَى بِالكَفَّتَينِ مَعاً
تَباركوا ثِقلاً يُفضِي إِلَى ثِقلِ
أئمةُ الناسِ ، أعلامُ الهُدى قَدِمُوا
أئِمَّةً مِن إمامٍ بالوُشَاةِ بُلِي
فزاده بُغضُهم شأناً ومنزلةً
يزداد فوح أريج العود بالشُّعَلِ
الطالبيُّ ، إمامُ الأَتقِياءِ ، فتى الـ
ـفتيانِ، أوَّلُ من صلَّى من الأُوَلِ
الأبطَحِيُّ ،الوصِيُّ،الهاشِمِيْ نَسَباً
أبوالأراملِ ،والأيتامِ، والخَوَلِ
المُرتَضَى، والرَّضِـيْ المَرضِيُّ ، سَيِّدُنا
بابُ المَدينةِ ، مولى كُلِّ مُتَّصِلِ
نفسُ الرَّسولِ ، أَخُوهُ الحَقِّ ،صَاحِبُهُ
صِدِّيقُهُ الأكبرُ ، الهادي، بِلاجَدَلِ
وأخطبُ الخطبا ، مِصبَاحُ كُلِّ دُجى
العَآبِدُ ، الزَّهِدُ ، الْ بِاللهِ فِي شُغُلِ
زوج البتُولِ ،ومَولَى المؤمِنينَ ،أبوالسِّـ
ـبطَينِ ، والحَسنَينِ الغُرِّ ، جَدُّ ( علي )
وقاصِمُ الكُفرِ ، سيفُ اللهِ سُلَّ وَمَا
لِحَدِّهِ في سيوفِ الأرضِ مِن مَثلِ
شبيهُ هارون ، والنبأُ العظيمُ ، وقَتَّـ
ـال الألُوفِ ، عنِ الكَرارِ ... لاتَسَلِ
وسيِّدُ العَربِ ، ذو القرنينِ ، قدوةُ أهـ
ـل الكساءِ ، وفادِي كلِّ مُعتَقَلِ
قسيمُ جنةِ عدنٍ ، والجَحيمِ ، هوالـ
ـهادِي ، وأعــظَمُ فَارُوقٍ مضَى، وَيَلِي
وخاصف النَّعلِ ، والدَّآعِي ، الكتابُ ، ووا
رِث العِلْــمِ ، وآرِث أعظَمِ الرُّسُل
هو الشهيدُ ،أبو الشُّهداء ، قاصم أصـ
ـلاب اليهود ، وأهل الكفر ، والزلل
ووارد المعضلاتِ ، المجتبى علماً
وكاشفُ الكَربِ ، والمِقدامُ في الجلل
وموضع العَجَبِ، والحصنُ الحصينُ،أخُ
الطيارِ جعفرِ ، من لا قى.. ولم يَحُلِ
رَجُلُ الكَتِيبَةِ ، والضرغام ، حيدرةٌ
أبوتراب ، أميرُ المؤمنينَ علي
ألقابُهُ مِثلُهُ لاَ وصفَ يحصُرُها
أنَّا نُسطِّرُها حتى على مَهَلِ
يستغرقُ العمرَ إحصائي لظَاهِره
منذُ الوِلادَةِ حتَّى مُنتهَى الأَجَل
فألفُ علمٍ نبيُّ الله لقَّنَهُ
وكلُّ علمٍ عُلُومٌ باطنٌ ، وجَلِي
عليُّ.. أعرفُ أهلِ الأرضِ قاطبةً
باللهِ بالمصطفى بالعلمِ ، والعملِ
واللهُ والمصطفى من يعرفان به
حاشا لغيرهما يحصيهِ في جُمل
ما زال سراً وَكُلُّ الأرضِ تعرفُه
وشمسُه فوق كُلِّ النَّاسِ و الدُّول
ما مَرَّ في الأرضِ إنسانٌ يُشَابِهُهُ
بعد النبيينَ أُنسَ العالَمِ الوَجِلِ
كأنما صاغَهُ الخَلَّاقُ مِن فَلقٍ
يفرُّ كُلُّ ظَلامٍ مِنه فِي عَجَل
نرى به ما ظَلام الليل يَحجُبُنا
وتلبسُ الأرضُ منه أجملَ الحللِ
فلا غَرَابَةَ مِن بُغضِ الظلام له
قد كان ظَنَّ سَيَبقَى غيرُ مُرتَحِل
لم ينحَنِ لضلال المُشرِكِينَ وما
حاشَا تَبَّركَ بالأصنامِ في خَطَل
معَ الرَّسولِ تَلاقَى مُقلةً ، و يداً
درعاً يقيهِ بلا منٍّ ولا وجلِ
وسيفُهُ في وجوهِ البغيِ تَحسبُهُ
روحاً له في المآسي غيرَ منفصلِ
في خيبرٍ كَان جيشاً و هو مُنفردٌ
يبدو عُلاهُ على الآفاقِ كالجبلِ
وفي الغديرِ و كفُّ النورِ آخذةٌ
بكفِّ حَيدرَ.. هَذا لِلأنامِ وَلي
هذا صِراطُ الهُدى مَن شاءَ يَسلُكُه
و مَن أَبى تاه في دوامةِ الزللِ
ليست ولآيَتُنا الكَرارَ نافلةً
إنَّ الولايَةَ فَرضٌ واجِبُ العَملِ
أتقى الورى بعد خير الخلق قاطبةً
و من يقارن في التقوى الإمام علي
نهرٌ من النور ممتدٌ.. منابعه
من سدرة الوحي حتى آخر المُقَلِ
من أنكروهُ فغرقى الوهم ليسَ لهم
مِن حُجَّةٍ قَطُّ ، يستهدون بالجَدلِ
كمن يَقولُ سنمضي راجلينَ على
أقدامنا من هنا حتى ذرى زحلِ
يا سيدي ليس لي حرفٌ يليق بكم
وكيف لي أن أَعُبَّ البحر في قُلَلِي
أنَّا سأقطعُ -إذ ليس الكليم معي-
خضم بحرِ الهُدى هذا عَلى جَمَلِي
ما صاغَ قَلبِيَ حُبِّي قَطُّ كيف له..؟!!
وإنما الحبُّ صاغَ القلبَ في جُمَلِي
إني أُعَطِّر حَرفي حِينَ أُرسِلَه
في وصفِكُم فاقبلوه و اعذروا حَوَلِي
فكيفَ تكتبُ عن نُور الهدى لُغةٌ
وما ستهذي الحصى يوما عن الجبل
خلاصةُ الرُّسلِ أحمدَ يا خُلاصتهُ
وكل مدحٍ سيبقى غير مكتملِ
وُلِدتَ لِلكَعبَةِ الغَرَّاءِ... كَعبَتَها
وَمُذ وُلِدتَ وفِيها أَنتَ لَم تَزِل
خُذنِي إليكَ لأَحيَا فالحياةُ بِلا
وصلٍ جحِيمٌ بعَصرٍ غَيرِ متصلِ
جَمعتُ أحلامَ عُمري كُلّها حُلُماً
كَن لِي أخاً - سيدي - فِي الله لا أخَ لِي
يا سيدي يا إمام النور جئتُ إلى
مقامك اليوم أتلو القلبَ فِي خَجَل
ذابت من الشوقِ نَفسٌ أنت تَسكُنها
حُباً و تزرَعُها بالنُّورِ و الأملِ
أنا هنا مُنذُ قرنٍ أدمعاً هطلت
نخلاً تراقبُ ربَّ الأعينِ النُّجلُ
مسافرٌ فيك أشواقاً ، و أمنيةً
و الدمعُ قافيةٌ خرساءُ لم تُقَلِ
حسبي بأني بكم أسمو هنا وَلَهَاً
و أنني في مقامٍ في السماءِ عَلِ
أتيتُ من يمن الإيمان ممتطيا
قلبي و في حبكم حِلي و مرتحلي
ياسيدي لم نزل نهواك قاطبةً
مذ جئتنا مرسلا من أكرم الرسل
أيدِي اليَمانِين مَازَالت مُلَوِّحَةً
هَمدانُ همدانُ لم تَعدِل وَلَم تَملِ
اللَّهُ جَمَّعَنا فِي قَائدٍ عَلَمٍ
بِحَيدَرِيٍّ ، حُسَينِيٍّ ، بِخَيرِ وَلِي
سَرى قُروناً بِنَا فِي ظَرفِ عَقد هدىّ
أَمدَّنَا نُورُهُ بالنُّورِ ، بِالأَملِ
روحٌ تَوَزَّعَ في الأرواحِ فاتَّحَدَت
وصاغَ كلَّ اليمانيين في رَجل
شعبٌ يواجهُ كُلَّ الكُفرِ فِي ثِقَةٍ
بالشَّرَّ أجمعِ طُرًّا غَيرِ محتفل
همُو معي فِي فؤادٍ ذابَ فيكَ هواً
مجددا باسم شعبي بيعةَ الأولِ
فلا أعودُ بلا نصرٍ ولا مددٍ
فأكرموا يا ولي الأوليا.. نُزُلي
سلام ربي على مثواك جامعةً
يا أحرفي فيه طوفي اليوم وابتهلِ
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين