قرار مجلس الأمن بشأن اليمن الذي جرى التصويت عليه بالإجماع الثلاثاء بناء على مقترح روسي، يتلخص في تمديد العقوبات المفروضة على اليمن تحت البند السابع لمدة عام كامل.
بمعنى ان لا جديد أضافه القرار إلى القرارات السابقة المشابهة، سيما أن ثمة تغييرات كان ينتظرها البعض، و أوصى تقرير الخبراء بتبنيها بشكل غير مباشر من خلال حديثه عن إشكالية إدارة أموال عفاش بين أبنائه وأيضا فرضية مشاركة أحمد علي ضمن أدوات التحالف في اليمن .
على المقلب الأخر ، احتفى بعض المحسوبين على جبهة مواجهة العدوان بنجاح روسيا في تمرير مقترحها هذا ،وبنجاحها في استخدام الفيتو على مسودة القرار البريطاني الذي كان يتضمن تمديد العقوبات نفسها مع إضافات جديدة تتمثل في إخراج أحمد علي صالح من قائمة العقوبات و اتهام إيران بخرق قرار حظر توريد الأسلحة إلى اليمن .
وفي الواقع ، لا أرى أن ثمة ما يدعو للاحتفاء ، فالقرار الذي صوت مجلس الأمن عليه بالإجماع وان كان بناء على مقترح روسي فإنه لم يضف أي مكسب لجبهة مواجهة العدوان بأي حال، كونه اقتصر على تمديد قرار شرعنة العدوان والحصار على اليمن ، فما الإنجاز الذي تحقق من فرض روسيا لهذا التمديد الذي يعتبر روتينيا ومتوقعا وقد تكرر مرتين
. أما نجاح روسيا في استخدام الفيتو لإسقاط مسودة القرار البريطاني، فيمكن للجمهوية الإسلامية الايرانية أن تعتبره مكسبا وانجازا لصالحها ، باعتباره ابعد إيران من دائرة الاستهداف الدولي بتهمة خرق قرار حظر الأسلحة على اليمن .
صحيح ان الانجاز الروسي او الفيتو الروسي قد يقرأ بشكل او بآخر اعترافا أمميا بأن القوة الصاروخية التي تضرب السعودية وغيرها ليست مستوردة من إيران وإنما صناعة يمنية محلية، لكنه في الأول والأخير لايعدو كونه هبة روسية لإنقاذ حليفتها ايران ، وهذا لم يجرى تمريره بدون ثمن طبعا
. فما هو الثمن الذي دفعته روسيا مقابل نجاحها في إفشال المقترح البريطاني ؟
إنها صفقات يجري إبرامها خلف الكواليس، وفي تفاصيل الاتصال بين عادل الجبير وزير خارجية السعودية وبين نظيره الروسي تكمن تفاصيل الصفقة واسرارها، وما يمكن ان نقرأه نحن من خلال مخرجات الصفقة هو ان روسيا أنقذت حليفها الايراني ، ولم تمرر وحسب لبريطانيا وحلفائها تمديد شرعنة العدوان والحصار على اليمن، بل تبنته هي وقدمته بنفسها.
من احتفى بدور روسيا وموقفها ويرى انها صارت قطبا جديدا بوجه القطب الامريكي البريطاني الصهيوني المتحكم بالنظام العالمي ، ويمكن الاتكاء عليها ، فهو اما يحتفي بالسراب، إلا اذا كان يحتفي نيابة عن ايران باعتبارها احدى دول المقاومة والممانعة، فهذا له تخريج مختلف
. فخلاصة الأمر أن روسيا ظهرت في مجلس الأمن في صورة ممثل بارع لعب دورا بهلوانيا، في حين أن المخرجات عن ذلك الدور وتلك المسرحية هي استمرار العدوان والحصار على اليمن بغطاء أممي تمثل في إقرار مقترح روسي يقضي بتمديد العقوبات على اليمن عاما آخر .