عقب كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة – التي دشن بها انطلاق المراكز الصيفية التعليمية – أقول التعليمية نظراً لما يرتبط بهذه المراكز من عملية للتأهيل والتثقيف والتوعية الفكرية للنشء الجديد لكي يستعيدوا هويتهم الحقيقية التي كادوا يفتقدونها بفعل ذلك الاستهداف الوهابي الخبيث الذي أراد أن يستأصل الهوية اليمنية المتوارثة مُنذ القدم، في تلك اللحظة بالذات وأنا أتابع رد الفعل من قنوات الزيف والبهتان وكيف أنهم انزعجوا من العملية إلى حد كبير جعلهم يكيلون التهم ويفبركون الحكايات المغرضة، كالعادة إيران في المقدمة، رغم أنه لا وجود لها إلا في أذهانهم .
كما قلت، في تلك الأثناء تذكرت موقفاً جمعني بالصدفة أثناء تأسيس أحد المعاهد الدينية مع عدد من المسؤولين وفي مقدمتهم الأستاذ المرحوم حسين عبدالله المقدمي الذي كان يومها أميناً عاماً للجنة التصحيح والقاضي علي عبدالله العمري الذي كان يومها محافظاً للواء صنعاء والقاضي يحيى لطف الفسيل رئيس المعاهد العلمية، كانت المناسبة تأسيس معهد ديني، أقول ديني خلافاً لما كانوا يرجونه بأنها معاهد علمية وهي بعيدة كل البُعد عن العلم، في تلك القرية اختلف أبناؤها، الغالبية يريدونها مدرسة لأنها بُنيت على نفس الأساس، بينما جاء الإخوان المسلمين بجمع كبير من القرى المجاورة وليس من نفس القرية وأرادوا تحويلها إلى معهد ديني، أقول ديني تجاوزاً أما الحقيقة فلقد كانت عبارة عن أوكار لتدريب وتأهيل الشباب وإرسالهم إلى أفغانستان والشيشان والعراق وسوريا وكل المناطق التي اشتعلت فيها النيران، أي أنها كانت مراكز حربية بالفعل، عندها تبينت لماذا ردة الفعل النزقة ضد هذه المراكز، رغم أنها – وكما عهدناها في السنوات الماضية – أهلت الشباب وأعادتهم إلى الصواب فأصبحوا يتدافعون إلى المساجد برغبة وصدق وإيمان بعد أن كانوا يعتبرونها مواقع غير سوية، وهذا ما نطمح إليه كيمنيين آمنوا برسالة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الوسام العظيم الذي منحهم حينما قال (الإيمان يمان والحكمة يمانية) ولم يقل الإيمان سعودي أو إماراتي أو قطري فهؤلاء كانوا لا وجود لهم في الأساس، وهم من أظهروا العداء للإسلام وحاربوا الرسول بذلك المستوى المُشين، بينما اليمنيون كانوا الأنصار الحقيقيين للدين، من رفعوا رايته وحملوها إلى كل بقاع الأرض، ولذلك استحقوا الوسام النبوي الكريم بجدارة وشرف .
وهنا أقول لمن يكيلون التهم الجزافية لهذه المراكز، الأحرى بكم أن تطلعوا على المناهج التي تُدرس فيها وستجدون أنكم على خطأ وأن هذه المراكز ليست إلا محور للبناء لا معول للهدم والتدمير، كما كانت المعاهد الدينية، وعلى هذا الأساس يمكنكم أن تبنوا أفكاركم تجاه هذه المراكز إذا كانت صادقة فعلاً وتنطلق من مصلحة الوطن والنشء، وهذا ما تظهرون خلافه في كل مواقفكم التي تُعبر عن ضيق أفق واستعداد للعمالة .
وأخيراً.. أدعو كل الآباء أن يُلحقوا أبناءهم بهذه المراكز لما لها من أهمية في تهذيب سلوك الشباب وإعادتهم إلى الصواب، ومن أراد العزة فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وليست للسعودية أو أمريكا أو بريطانيا، والحليم تكفيه الإشارة .. والله من وراء القصد..