الملاحظات:
كدولة وحكومة قائمة بأجهزتها ووزاراتها ووحداتها الإدارية التابعة لكل منها، وبغض النظر عن عللها "السابقة" وتضخمها "المسنون" فهذا بحثٌ آخر تناولناه في عدة مواضيع سابقة؛ إلا أن القائم حالياً من تلك الأجهزة والوحدات، بلوائحها التنظيمية النافذة كلّ بمهامها واختصاصاتها المحددة، ما لم يجرِ عليها تعديلٌ صادر بمرسوم رسمي، فيضيف أو يجتزئ أو يجري تعديلاً ما عليها.
بشخصيتها الاعتبارية والقانونية الرسمية، تمثل الدولة والحكومة اختصاصاً وتخصصاً، وفقاً للائحتها التنظيمية النافذة كما ذكرنا. قد يُلاحظ قصورٌ في أدائها الوظيفي، في قيامها بما أنيط بها من مهام واختصاصات، في ما يُنتظر منها تحقيقه من غايات وأهداف.
وهذا وارد جداً جداً، إن لم يكن من قبل القيادة السياسية والأجهزة واللجان الرقابية، فمن الشعب، وهذا أيضاً حدِّثْ فيه ولا حرج، لاسيما الأفراد والفئات الذين نالتهم أو تنالهم بعض الممارسات غير المسؤولة أو غير المقصودة.
طبيعيٌ جداً، والأمر برمته من القمة حتى الأساس محل حديث، وجدل، وبحث، ومازال الأمر طبيعياً جداً.
لكن لا بد من تكثيف الجهود للعمل على استكمال ومعالجة نواحي القصور ومعالجة التداخلات، لاسيما تلك المتعلقة بالمهام والاختصاصات، حتى تكون في درجة من الوضوح والدقة غير القابلة للفهم أو التفسير أو التأويل الخاطئ، أو بقاء زوايا عمياء فيها تؤدي إلى فتح باب الارتجال غير المقونن أو المتخصص في فسحة قانونية.
الجميع يُدرك الموقف الحساس الذي نحن بصدده من ظروف عدوان وحصار، كما يُدرك الجميع العبء الكبير الملقى على كاهل حكومة "الإنقاذ الوطني" في ظل هذه الظروف الاستثنائية، كما يُدرك الجميع ما قد تقتضيه الظروف الاستثنائية من قرارات وإجراءات استثنائية واللجوء أحياناً إلى تجاوزات محدودة اقتضتها ظروف المرحلة؛ لكنها بطبيعة الحال ليست مقرة ولا يمكن اللجوء إليها لولا مقتضيات استثنائية ألجأتنا إليها.
ومن المسلم به أنها ستزول بزوال الأسباب الاستثنائية تلك (العدوان والحصار)، وهذا شيء مفهوم لدى الحكومة نفسها والأفراد والجماعات في شعبنا، إذ الظرف الاستثنائي واقع على الجميع، ومن المناسب الإشارة إلى خطورة ما قد يحصل من قبل أدوات العدوان بالصيد في المياه العكرة، فينقاد لها البعض بالترويج والتهويل ربما بسلامة نية وكأنه يُحارب الانحرافات كما ظن، بينما في واقع الأمر -للأسف- هو انجرار بسذاجة للوقوع في حبال العدوان وإعانته على تحقيق أهدافه.
يقول السيد العلم في محاضرته الرمضانية بتاريخ 25/ 9/ 1444هـ: "في مسألة التواصي بالحق، والتواصي بالصبر على الحق، من أهم عوامل النجاة التي ذكرها الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى) في القرآن الكريم، في النجاة من الخسارة، هو التواصي بالحق، أن نكون مجتمعاً يوصي بعضنا بعضاً بالحق، وبالثبات عليه، وبموقف الحق، "إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" سورة العصر (الآية 3)، هنا للكلمة أهميتها، وقيمتها، والأجر عليها عند الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى) وفضلها؛ لأنه إذا غاب التواصي بالحق، أتى بديلاً عنه التواصي بالباطل، والتواصي بالتخاذل عن الحق، وكانت لذلك نتائج وتبعات سيئة جداً".
التوصيات:
التعاون في استكمال الجوانب التنظيمية الناقصة أو معالجة التداخلات (في ظل الظروف الاستثنائية والعبء الكبير)، من الأمور التي تسهل تنفيذ المهمة وتحد من تفاقمها، وثقافتنا القرآنية تحثنا على أن نكون سباقين في هذا.
كما تحثنا في المستوى نفسه على المزيد من الاحترام المتبادل، والمزيد من التنسيق، ليقوم كلٌ بدوره، لاسيما أن الموقف حالياً في بلادنا موقف جهادي وإخوان على الجهاد وكسر العدوان، حتى لا تُفهم بعض التصرفات غير المقصودة بشكل خاطئ.
وبالله التوفيق.
* نقلا عن : لا ميديا