الملاحظات:
أولاً: لا أحد في السلام والجنوح إليه يستطيع أن يزايد علينا. في هذه الحرب لا أحد يتوق إلى السلام وخلع لامة الحرب مثلنا، فنحن من اعتُدي علينا فيها ومن قبلها، ومن هُدمت منازلنا ويُتّم أطفالنا ورُملت نساؤنا، لم نعتدِ على أحد ولم نجنِ جناية واحدة إلا أن قلنا: الله أكبر.
ثانياً: التاريخ منذ نشأة مملكة بني سعود إلى اليوم، قُل لي متى كانت هذه المهلكة في وئام ومصالحة مع اليمن أرضاً وإنساناً، أو حريصةً عليها؟! لا بد أن توجد لي المقدمات حتى أصدق أن ما تتحدث عنه نتاج طبيعي لما كان قائماً، وأن ما حصل من عدوان ودمار وخراب طوال ثماني سنوات كان مجرد استثناء!
ثالثاً: عودة مملكة بني سعود إلى اليمن بـ"آل جابر" دليل واضح على ألا جديد بشأن اليمن، وإنما نحاول إعادة الوضع إلى ما كان عليه من قبل، فأرسلت مملكة بني سعود عرّاب الوضع السابق فهو أدرى بما كان عليه الوضع، وسيعمل على إعادته من جديد، ولو أن سياسة مملكة بني سعود جديدة ومختلفة لأتتكم بجديد مختلف أقرب وأود لكم.
رابعاً: قيام وفد مملكة بني سعود بتقديم نفسه كوسيط لحل الأزمة بين "طرفي النزاع" في اليمن، هو الدور القديم الجديد الذي كان ومازال وسيظل لمملكة بني سعود في اليمن، ولم يأتونا إلا عندما وجدت مملكة بني سعود دورها في اليمن بدأ يخفت ويضمحل، فجاءت لتتلافى ترتيب وجودها لا وجودنا نحن اليمنيين، بعد أن عجزت عن ذلك بالقوة.
خامساً: وضع مملكة بني سعود الحالي الأكثر قرباً وانبطاحاً للاستكبار العالمي و"إسرائيل"، وانحلالاً وتحللاً من المبادئ والاخلاق الإسلامية، أكثر رفضاً وإنكاراً لوجود واستمرار واستقرار حركة جهادية "شيعية" بجوارها، ولا حجة أو قرينة لتقاربها مع إيران، فالبراجماتية الإيرانية الحالية لا تمثل أو تنتمي إلى الإمام الخميني وتختلف مع مبادئه تماماً.
سادساً: التاريخ يحدثكم -إن كنتم تقرؤون- أي وعود لبني سعود في اليمن غير السوء والدمار مجرد وهم ما أنتم ببالغيه، واستبدال دماء وتضحيات الشهداء والجرحى والمعاقين واليتامى والثكالى في نهاية المطاف -أو كاد- بزُخرف ريال بني سعود (رواتب، تعويضات، إعمار) سيؤول بكم هذا إلى الفشل والندم وضياع ما كنتم قد وصلتم إليه، وسيلعنكم اللاعنون إلى يوم الدين.
سابعاً: ما موضوع التفاوض؟! توقفوا سندفع لكم الثمن! لا تقضوا على عملائنا سندفع لكم الثمن! ادخلوا عملاءنا صنعاء ليحاربوكم من الداخل وسندفع لكم الثمن! لم نستطع هزيمتكم؛ كم ندفع لكم لتنبطحوا بأنفسكم؟! هل هناك شيء آخر؟!
ثامناً: موقفنا البليد هذا لا يعني "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا" (سورة الأنفال، الآية 61)، فالكل يعلم أن معنى هذه الآية حسن سلام وكلٌّ في حاله لا يتعدى أحدنا على الآخر؛ لكن الكل يعلم اليوم أن وفد بني سعود ما جاء إلا ليدفع الثمن فقط ريالات. والكل يتحدث عن هذا، مصفقين للتفاوض ورافضين له، لا حديث في الساحة إلا كم ستدفع مملكة بني سعود لقاء ما اقترفت؟! وفد بني سعود جاء يسأل: بكم ستبيعون؟!
التوصيات:
الإدارة ليست أمورها كالسياسة معقدة وملتوية وتظهر ما لا تُبطن وتسمي الأشياء بغير تسمياتها، وإنما تقوم على قواعد واضحة بسيطة ليفهمها الجميع ويعملوا فيها لتحقيق الأهداف كفريق عمل واحد.
لا رد يُمثل الفهم لتاريخ وحاضر ومستقبل دور مملكة بني سعود في اليمن إلا: دعونا وشأننا وارفعوا يدكم عن اليمن أرضاً وإنساناً، ونحن سنحل مشاكلنا بأنفسنا.
سبق وقال المبعوث الأممي جمال بن عمر؛ لكنا دائماً ننسى، لاسيما بعد ثماني سنوات عدوان: "كان الحل وشيكاً بين الأطراف اليمنية لولا تدخل السعودية"، وها هي تتدخل من جديد؛ لكن هذه المرة من الداخل!
وبالله التوفيق.
* نقلا عن : لا ميديا