نحن أقل من أن نكتب سيرته..أما أنا فجئت فقط أفاخر بينكم أنني عرفته…
عرفت الشهيد عبدالكريم الخيواني كما قد يتمنى الكثير منكم ممن لم يعرفوه عن قرب، وعرفته كأقل مما يحق لي ولكثير من أصدقائي الذين عرفوه أن نختزل سيرته، ثلاث سنوات على رحيله ومثلها كانت فترة مرافقتنا له، إنها سنوات أقل من أن تختصر رجلاً استثنائياً في تاريخ اليمن، رجل قال (لا) عندما لم يكن لأحد القدرة على الكلام وليس أن يقول (لا) كما قالها الخيواني….
الخيواني كان التعريف والتجسيد لفعل (الثورة) تجدها في حيويته، في غضبه، في إبائه، في انحيازه للضعفاء وسخريته القاتلة من السلاطين….
في سنواته الأخيرة قرر أن يقترب منا نح
ن الجيل الذي وجد (الحرية) قائمة وكان صانعها (الخيواني) ..اقترب منّا لأنه اختار الابتعاد عن كثير من الصحفيين والسياسيين الذين تعلقوا بأستار شجاعته ليخرجوا إلى الأضواء ثم عرفوا طريقهم نحو جيوب الطغاة وبقي هو (شوكة) في حلوقهم….ولهذا اغتالوه وأبقوا على أولئك (المتاجرين) بالقضية..اغتالوا الخيواني وأبقوا أولئك لأنهم يعرفون من هو ومن هم، اغتالوه وأبقوا على أولئك الذين نجدهم اليوم في عواصم دول تقصف عاصمة بلدهم صنعاء….
لست هنا لأكتب سيرة الخيواني التي تتجاوزني وتتجاوز عمري..ربما يحق لي الحديث عن الثلاث سنوات الأخيرة من عمره في الحياة التي نعرفها…
أكرر لست هنا لأكتب سيرة الشهيد الخيواني…أنا هنا ،فقط، لأتفاخر بأنني تشرفت يوماً بمعرفته…أما سيرته فاسألوا اليمن عنها…