نحن سر عجيب من أسرار الكون، نحن معجزة إلهية عظيمة.
نعم نحن أبناء اليمن، جعلنا العالم يقف عاجزاً عن تفسير صمودنا وقوتنا وإرادتنا.
تكالب علينا الطغاة من كل أصقاع الأرض، وحشدوا الجيوش والمرتزقة بكل ألوانهم، وجربوا على رؤوسنا كل أنواع القنابل والصواريخ.
مطاراتنا مغلقة، موانئنا محاصرة، مرتباتنا منقطعة.. مرت 8 سنوات وهم يقتلوننا بكل أساليب القتل.
أوليس هذا أكبر عدوان على مر التاريخ؟
وبرغم كل هذا.. ماتزال الحياة داخلنا، والحركة مستمرة في الشوارع والأسواق التي قصفت مراراً وتكراراً...
وعلى المستوى العسكري: صمود وقوة وانتصارات أسطورية في مختلف الجبهات، أجبرت أمراء بني سعود على طرق بابنا وطلب السلام.
صدقوني لو مر شعب آخر بنصف ما مر به الشعب اليمني لانتهت فيه مظاهر الحياة كلها.
يتساءل العالم: ما سر هذا الصمود اليمني؟
التأييد الإلهي والعناية الإلهية تأتي في المقام الأول بلا شك، فنحن أصحاب الحق، ونحن من جندنا أنفسنا لله في هذه الأرض.
ناهيكم عن الانتصارات العسكرية، انظروا إلى صمود الشعب اليمني وتمسكه بحقه في الحياة، فاستطاع أن يعيش رغماً عن أنف الظالمين.
ولكن صمودنا لا يقلل من حجم الظلم الذي يطالنا ولا يبرئ المعتدين من جرمهم.
فنحن نعاني من الفقر والجوع، والوضع مأساوي وصعب جداً.
الأمم المتحدة تعلم أن اليمن يمر بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ولكننا بفضل الله تعالى وببركة وجود القيادة الحكيمة أثبتنا قوتنا وإرادتنا، وتمسكنا بحقنا في الحياة.
ولا ننسى أن من أهم عوامل صمودنا هو التكافل الاجتماعي والتعاون والتراحم، وهذه نقطة يؤكد عليها سيد الثورة بشكل مستمر، لأن استمرار الصمود مرتبط بها بشكل مباشر.
إنني على يقين أن أكثر ما يقهر العدو هو رؤيتنا متكافلين ومتراحمين، لذلك إذا أردنا أن نقهر عدونا فلنتمسك بهذا العامل بكل جوارحنا.
هكذا انتصرنا على حرب التجويع، وقهرنا الحصار، وأحرقنا آخر أوراق العدوان وهي الملف الاقتصادي.
الجار يتفقد جاره، والأخ يتفقد أخاه، وكل شخص يتفقد من حوله.
أما التجار فعليهم مراعاة هذا الشعب المظلوم والمعتدى عليه، وترك الجشع والطمع.
حتى النشادون والفنانون الذين يطلبون مبالغ كبيرة مقابل إحياء الأعراس، عليهم أن يفهموا أهمية التكافل والتراحم، خصوصاً مع الانتقادات التي تلقوها في الأيام الماضية.
هذه رسالتي لكم يا أحرار اليمن:
تراحموا لكي لا تكونوا تحت رحمة عدوكم، واجعلوه يموت بغيظه.
* نقلا عن : لا ميديا