أمرٌ من الله العزيزِ العلي
الكاملِ الهادي إلى الأكملِ
أتى بهِ جبريلُ مُستنفراً
إلى النبيِّ الخاتمِ المُرسلِ
بآيةٍ أدنى إلى لهجةِ
التهديدِ بالنصِّ الصريحِ الجلي
بلِّغْ بما جاءَ.. وإلا فما
بلَّغتَ.. أيْ إن أنت لم تفعلِ؛
كأنَّما القرآنُ لم ينزُلِ
وأنت لم تُبعث ولم تُرسَلِ
.............
يا هذه الدنيا أعيدي لنا
يوم الغدير الآن واسترسلي
وقدِّميه بتفاصيلهِ
وسلسِلي أحداثهُ سَلسِلي
وكرِّري ما قالهُ أحمدٌ
حرفاً بحرفٍ كرِّري وانقُلي
بدءاً من المقدمات التي
عنها رسولُ الله لم يغفلِ
من قبل ذي الحجة لما دعا
محمدٌ صلى عليه العلي
لمسلميِّ الأرض أن يحضروا
حضورَ أمرٍ طارئٍ مفصلي
فأقبلوا من كل أقطارها
من يمنِ البيت ومن شمألِ
جاءوهُ ركباناً وجاءوا على
جمالهم، جاءوا على الأرجُلِ
وكان عامٌ مثلما شاءه
خير الورى بجمعهِ الأشملِ
فأكملوا الحجَّ وما زال في
الإسلامِ أمرٌ بعد لم يُكمَلِ
وغادروا البيت مع أحمدٍ
على الطريق الواحد الموصِلِ
حتى إذا صاروا بخُمٍّ وهُم
جَمعٌ يُغطِّي كُلَّ وادٍ خَلِي
في بُقعةٍ أدنى إلى مكةٍ
من يثربٍ، والناسُ لم ترحلِ
إذا لا يزال الكلُّ لم يفترق
بعضٌ عن الكُلِّ ولم يعدلِ
الوقتُ ظهراً، والنبي بينهم
والشمسُ كلٌّ تحتها يصطلي
أتاهُ أمرُ الله: (يا أيُّها
الرسولُ بلِّغْ) ساخناً يغتلي
يعصمُك الله من الناسِ إن
خشيتَ أن البعض لم يقبلِ
..........
فاستنفرَ المختارُ أفواجهم
إلى اجتماعٍ طارئٍ: أقبِلي
لم يستجِز لنفسهِ حينها
بخطوةٍ أخرى ولم يُمهِلِ
مُستعجِلاً قامَ يُنادي إلى
أمرٍ من الرحمن مُستَعجَلِ
حتى إذا ما اجتمعوا كلهم
وهم بذاك العدد المُذهلِ
بالمائةِ الألفِ وزد فوقها
عشرين ألفاً زِد وصِلْ أجمِلِ
وهُم بوادٍ واسعٍ ليس في
سقيفةٍ أو مطبخِ المنزلِ
وعندما الأقتاب رُصّت لهُ
نادى عليّاً معهُ يعتلي
وبعدما الاثنان صارا على
منصّةٍ في ذلك المحفلِ
الكل مذهولٌ.. ومن ذا الذي
في تلكمُ الأثناء لم يُذهَلِ
أبصارُهم شاخصةٌ سُمِّرت
عليهما شوقاً إلى ما يلي
في غاية الإنصات ينتابهم
تساؤلٌ يغلي ولم يُسألِ
هجيرُ شمس الظهر من فوقهم
حرارةُ الرمضاء من أسفلِ
ليستهلّ المصطفى قوله
بعد الثنا والحمد في الأولِ
يا أمتي إني بكم تاركٌ
ما إن تمسكتِ فلن تفشلي
وإنني أوشكتُ أُدعَى ولن
ألقاكُمو في عامنا المُقبلِ
الله مولايَ وإني لكم
مولى، أجابوه ونعم الولي
أولى بكم منكم، ألا فاسمعوا:
من كنتُ مولاهُ فهذا علي
من كنتُ مولاهُ فهذا علي
وليُّهُ أكرم به من ولي
من كنتُ مولاهُ فهذا علي
والكفُّ لِصقُ الكفِّ لم تُفصلِ
من كنتُ مولاهُ فهذا علي
فبابُ هديِ الله لم يُقفَلِ
من كنتُ مولاهُ فهذا علي
فأمرُكُم إن مِتُّ لم يُهمَلِ
فوالِي من والاه من أمتي
وعادي من عاداهُ يا موئلي
ولتنصر اللهمّ أنصاره
عزاً ومن يخذلهُ فاخذُلِ
ألا فهل بلغتُ؟ قالوا: نعم
ألا فهل بلغتُ؟ رُدُّوا علَيْ
ألا فهل بلغتُ؟ قالوا: على
أتمِّ وجهٍ واسعٍ مُجمَلِ
فلتشهدِ اللهُمَّ، فلتشهدِ
اللهُمَّ، فلتشهد بما تمّ لي
وجاء قول الله سبحانهُ
بالنصِّ في قرآنهِ المُنزَلِ:
(اليوم أكملتُ لكُم دينكُم)
ونعمتي تمّت على أفضلِ
............
فما الذي صار وماذا جرى
يا أمتي ماذا لتستبدلي
ولم يزل صوتُ النبي بيننا
حيّاً كما لو قبل عامٍ تُلِي
يُردّدُ الآن بأسماعنا:
من كنتُ مولاهُ فهذا علي
(هذا) و(هذا) وحدها قصةٌ
سلي الحسين البدر عنها سلي
فبين من والاه فرق ومن
عاداه في دنيا وأخرى جلي
أنصاره في سدرة المنتهى
أعداؤه في الدرك الأسفلِ
فالحمد لله على فضلهِ
والشكر لله العزيز العلي
واشهد لنا يا رب في أمرنا
بأننا شعبٌ تولى علي
#حديث_الولاية
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين