السياسية – مركز البحوث والمعلومات: أنس القاضي*
المعركة البحرية على طول البحر الأحمر من أقصى نقطة شمالاً في سواحل محافظة حجة حتى أقصى نقطة جنوباً في باب المندب سواحل محافظة تعز، برزت بوصفها أهم المعارك في إطار الحرب العدوانية السعودية الإماراتية، وأهم المعارك الدفاعية من قبل قوات الجيش واللجان الشعبية، فقد كانت معركة مصيرية.
بخلاف سير المعارك البرية مع شراستها، فقد أخذت المعركة البحرية طابعاً خاصاً بها، مع حساسية المنطقة ذاتها، وكان من الملاحظ فيها ازدياد الفواعل العسكرية المحلية والدولية، والضغط العسكري العدواني المستمر، فهي من حيث الأهمية لا تقلّ شأناً عن معارك جبهة نِهم التي استهدفت إسقاط العاصمة صنعاء مباشرة.
ترابطت في معركة البحر الأحمر، دوافعها العسكرية وضرورات السيطرة على الساحل من قبل تحالف العدوان من ناحية عسكرية اقتصادية (حصار) محلياً، مع الأطماع الإقليمية السعودية الإماراتية بالمنطقة من الناحية الجيوبوليتيكية، مع الاستراتيجيات العالمية والتسابق الدولي على منطقة البحر الأحمر نظراً لأهميته كممرّ رئيسي للتجارة الدولية ولحركة القطع البحرية.
هذا التشابك بين المحلي والإقليمي والدولي، أضفى طابعاً معقداً على المعركة في البحر الأحمر، التي بدأت في ديسمبر من العام 2015م لتشهد بروداً ميدانياً في العام 2018م، وقد استطاعت القوى المعادية أن تسيطر على سواحل محافظ حجة كاملة وكذلك سواحل محافظة تعز كاملة بما في ذلك ميناء المخا ومضيق باب المندب، وجزء من سواحل محافظة الحديدة.
شاركت في المعركة القوات البرية والبحرية والجوية في آن، وقد أبدت قوات الجيش واللجان الشعبية، -القوات البحرية لاحقاً بعد دمج المجاميع الشعبية في الجيش- صلابة في هذه المعركة، وتصدّت للغزاة القادمون من البحر ومحاولات الإبرار، وللقوات القادمة من الأراضي الجنوبية.
استُخدم في المعركة من قبل قوات الجيش واللجان الشعبية صاروخ توشكا الروسي، أكثر من مرة، استهدف فيهما قيادات عمليات العدوان ومجاميع عسكرية وهي عمليات سقط فيها كبار قيادات تحالف العدوان وعناصر أجنبية منهم مرتزقة شركات أمنية عالمية.
تصدّت القوات اليمنية لسفن عدوانية أبرزها سفينة سويفت الإماراتية، وفرقاطة لافاييت السعودية، وسفينة إنزال عسكرية، وبارجة الدمام العسكرية السعودية، وضبط سفينة النقل العسكرية الإماراتية “روابي”، وتدمير عشرات الزوارق الحربية، وغيرها من العمليات البحرية، كما كشفت القوات البحرية عن ألغام بحرية وزوارق وصواريخ بحرية ومجنحة مثلت عامل ردع.
طول هذه الفترة تمت أكثر من 20 مناورة عسكرية في البحر الأحمر شارك فيها الأمريكي و”الإسرائيلي” والغربي عموماً، كما عُقدت العديد من التحالفات السياسية سيسيو الأمنية البحرية، منها كيان الدول المشاطئة للبحر الأحمر، وتأسيس القوات البحرية المشتركة المعادية، ولازالت التحركات العسكرية المعادية مستمرة في البحر الأحمر وليس آخرها مناورة عسكرية سعودية سودانية في 3 إبريل (2023م).
للإطلاع على التفاصيل في الملف التالي
:
المشهد العسكري والحراك الدولي في البحر الأحمر خلال 9 سنوات
* نقلا عن :السياسية