لا احد يستطيع أن ينكر أن نظام الجمهورية اليمنية كان قبل 21 سبتمبر 2014م عبارة عن إدارة تقع في نطاق صلاحيات السفير السعودي في صنعاء وجميع قادة النظام عبارة عن عصابة يحركها السفير.
اعترافات السفير السعودي الأخيرة كشفت ( بقصد ) إلى أي حد كان السفير السعودي يحكم النظام في اليمن ويأمر وينهي ويدير الأمور ويوجه قادة الدولة من عند الرئيس إلى عند الضباط الصغار، ولعل شرح السفير السعودي لآخر مهمة له في صنعاء قد لخص لنا بشكل واضح وجلي أن السفير السعودي يعامل قادة نظام جمهورية ما قبل 21 سبتمبر معاملة حريمه وهم لا يجرؤون حتى على الامتعاض من هذه المعاملة .
ولذلك لا نبالغ حين نصف نظام الجمهورية قبل ثورة 21 سبتمبر بأنه نظام جمهورية حريم السفير السعودي، السفير وليس الملك، وهو مبرر كاف أن يثور الشعب اليمني ويكنس جمهورية الحريم تلك إلى مزبلة الأنظمة ( الرياض ) ، ويدفع أغلى وأعظم الإثمان في سبيل أن يتحرر من هذا العار التاريخي الذي لا يمكن أن يقبله إنسان لديه شعور بالكرامة والرجولة .
بالنسبة لنا ليس الأمر بجديد ، غير انه ينبغي ان تزيح اعترافات السفير الأخيرة الغشاوة من أمام العيون التي لا تزال تنكر الشمس، ولا تزال تحمل الثورة مسؤولية العدوان والحصار، ولا تزال ترى ان ما قبل الثورة كان وضعا طبيعيا وصحيا، ولا تزال تتهرب من مواجهة الاستحقاقات التاريخية التي تقتضيها الفطرة السوية وهي الدفاع عن الكرامة وعن الشرف وعن الحرية والاستقلال، وهي أشياء يدافع عنها حتى اضعف الحيوانات في الغابة.
ربما لم يقرا الكثيرون دلالات اعترافات السعودي العميقة، خاصة فيما يتعلق بوصف السفير السعودي لوضعه ووضع سفارته ووضع دولته أمام غضب الشعب وثورته عشية 21 سبتمبر 2014م، وكيف كان ضعيفا أمام ( حريمه ) الذين استجاروا به واخبرهم أن لديه توجيهات من القيادة أن يقف على الحياد وكيف وصف خوفه وقلقه من أن يأتي الثوار ويلاقوا علي محسن داخل السفارة وكيف اضطر أن يهربه بلباس زوجته .
السفير السعودي الذي كان يحكم من كانوا يحكموننا، أصبح في لحظة عاجزا حتى عن إيوائهم في سفارته، هذا حال السفير وانتم تخيلوا كيف كان حال حريمه ،
تلك كانت جمهورية حريم السفير السعودي ، حتى وان كانت جنة عامرة ، والآن نحن نبني جمهورية الرجال حتى وان أكلنا الجمر.
وسننتصر بإذن الله