الذكاء الاصطناعي ليس كابوساً عابراً وحسب، إنه كابوس العصر.. وطبيب العصر، وقطار العصر، وقيامة العصر أيضاً.
لن يقتصر الذكاء الاصطناعي على الذكاء الذي بحوزته الآن، لأنه مصمم على تطوير نفسه بنفسه، وهنا تكمن الإشكالية.
صار بمقدور الذكاء الاصطناعي كتابة قصائد وحكايات وقصص، لكنها خالية من الروح والإحساس، فحين لا تنبض الحروف فهي حروف ميتة، فهو يقول عن نفسه إنه مساعد افتراضي، ولا يمتلك الإحساس.
بإمكاننا أن نتعامل معه كمفت وفقيه وكطبيب يقدم الاستشارات، وكصديق يطبطب عليك حين تخبره أنك تعاني من الإحباط، وسيجود بالكثير من النصائح، ويتحدث كصديق.. لكن لا أظنه سيشكل خطراً على الشعر واللغة بقدر ما سيكون سُلَّماً يصعد عليه الأدعياء والمزيفون. وهؤلاء سرعان ما يسقطون، لأنهم صعدوا على الوهم.
حين نقرأ قصيدة كتبها صاحبها بتكلُّف فإننا نشعر بهذا التكلف الذي أفقد القصيدة حيويتها ودفئها، فكيف حين تأتي قصيدة من برنامج لا روح فيه ولا إحساس؟
وحين نقوم بتعريف الشعر، فلن يكون أكثر من مجرد روح، وإحساس، وقشعريرة.. وهذا ما لا يستطيعه الذكاء الاصطناعي.
قد يعمل هذا الذكاء الاصطناعي في مهن كثيرة، ويضع أصحابها في صف البطالة، لكنه لن يكون أديباً ولا شاعراً ولا روائياً، فمثل هذا الكائن الافتراضي سيصمت إلى الأبد لو انقطعت الكهرباء لبضعة أشهر فقط، وستنهار كل التكنولوجيا لأنها مرتبطة بالطاقة، لكن الشعر والأدب أشياء ليس بإمكان الجمادات امتلاكها، لأن هذه الجمادات ليس لديها روح ولا نبض.
* نقلا عن : لا ميديا