آخر الأخبار
علي جاحز
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
علي جاحز
طوفانُ البيان.. في ديوان الطوفان
مأزق العدو يتفاقم.. معركة معقدة شفرتها يمنية
اصطياد «إسرائيل» وأمريكا في آن
قراءة قاصرة .. في اطلالة متكاملة
مديح النور
مونديال امعيد في امساحل
جمهورية الحريم .. وجمهورية الرجال
على عتبة رمضان الرابع
المنتظر .. من مهدي المرحلة
أمريكا تغتال الرئيس الصماد

بحث

  
لم يزل الخيواني يسكنني
بقلم/ علي جاحز
نشر منذ: 7 سنوات و شهر و 25 يوماً
الأربعاء 15 مارس - آذار 2017 08:46 م



 
عامان موحشان ، اخذانا بعيدا و أبكيانا كثيرا وافزعانا طويلا ، لكنهما لم يبعداني – انا شخصيا – عن جرح الروح الاستاذ عبدالكريم الخيواني الشهيد الذي افتتح المجرمون بدمه الفائر عدوانهم على اليمن ، ولانهما لم يبعداني عن ذلك الجرح فلم يوقفا بكائي ولم يداويا فزعي الذي اعاشره كل ليلة اعود فيها لأتذكر انني لن اتحدث الى الخيواني مرة اخرى .
 
--
 
عامان .. لايزال طيف عبدالكريم جالسا امامي في ركن الديوان يمضغ الحديث بأناقة وبلا اتوقف ، تعابير وجهه المثقفة والماهرة في ايصال مقاصد حديثه الى المخيلة بسرعة وخفة ، ولاتزال نظارته متربعة جبهته التي ترشح عرقا كلما تفاعل مع الحديث او روى حكاية ثقيلة من تلك الحكايات التي كان بطلها ومحور احداثها الجسام
.
--
 
عامان .. غياب الخيواني بات واضحا في ملامح المشهد السياسي والاعلامي والانساني وفي تفاصيل الحياة التي تعودت عليها ، عدا لافتات عملاقة عليها صورته وبعض شذرات من ثروته التي تركها لنا لعلنا نحسن استثمارها ، وصور تبوأت براويز حائطية تتزين بها بعض الدواوين وبعض صفحات الفيسبوك .
 
--
 
عامان .. اسئلة كثيرة تتسكع في مخيلتي ، ماذا لو كان عبدالكريم موجودا في هذا الحدث ، في هذه اللحظات ، في هذا الموقف ، كيف سيكون موقفه من هذا القرار وهذه الأمور وتلك التحركات ، مالون ابتسامته وسعادته لو رأى هذا الانجاز وهذا الانتصار ... الخ ، وكل سؤال لايجد الاجابة التي تشبع فضوله العميق .
 
--
 
عامان .. لم يتغير الخيواني في وعينا ، مبادئه وشعاراته وغضبه وحبه وبساطته وتواضعه وزهده عن المناصب والمكاسب ، ونضاله وجده ومثابرته ودأبه واشتغالاته في اكثر من اتجاه ومع اكثر من جهة بنكران ذات ودون انتظار شكر ولا مكافأة ، وتضحيته وسهره وركوبه الاخطار وتحدي التهديدات واحتمال الحاجة بعزة وانفة ، وابتسامته التي تهزم في داخله كل همومه ومآسيه التي لا يشغل بها احد .
 
--
 
عامان .. لم يغيرا الخيواني في وعينا ، غير انهما غيرا الكثيرين من اصدقاء الخيواني وتلاميذه ، بعضهم للاسف يتمشقر بصورة التقطها معه ، وقد اخذه اعصار الحياة بعيدا جدا عن الخيواني ، والبعض لايزال يطلق التنهدات على الخيواني وهو للاسف يخوض سباقا لنيل القليل من تلك الاوساخ التي دفع الخيواني حياته في سبيل تنظيف الوطن والمجتمع منها ، والبعض ربما لاينفك يكتب عن دموعه التي لا تتوقف حزنا على الخيواني ، وهو في الواقع مشغول باصطياد فرص الحصول على قرار تعيين او الصعود الى درجة عليا او منصب ليس اهلا له او هناك من هو اولى منه به او موقع اداري ربما يدوس على احلام من كان ينتظر الوصول اليه من عقود ، وهي اشياء كان الخيواني يتهيب مجرد التفكير في ضخامة المسؤولية التي سيحملها لو كلف بها وحملها ، ليس هروبا منها بل زهدا يرافقه عمل دوؤب كان يقوم به الى جانب الجميع .
 
--
 
عامان .. قليلون هم من لايزالون يحملون الخيواني بداخل ارواحهم ، ويضعونه انموذجا ماثلا امامهم حين يتحركون ويشتغلون لاجل القضية والوطن والمبدأ السامي الذي يتكئ عليه المشروع الثوري القرآني خاصة في هذه المرحلة التي يوجه العالم كله نيرانه ليقضي عليه وعلى كل من يحمله من شرفاء اليمن .
--
عامان .. النسيان نجح في حجب الخيواني عن تفاصيل المشهد كقيمة نضالية فاعلة ومؤثرة ، وإن كان لايزال موجودا كقيمة تاريخية للزينة والمباهاة ، تأثير الخيواني قبل عامين كان كفيلا بان يوقف قرارات ويعيق اخطاء ويفشل توجهات مندفعة ومتهورة ، تأثيره كان ينقذ اصحاب القرار في لحظات حرجة من ان يقعوا في كارثة ، وينقذ الناس من ان تسقط على رؤسهم نتائج الخطوات الغير محسوبة .
 
--
 
عامان .. لا يستوعب ماذا يعني غياب الخيواني في هذه المرحلة الا من عرف دوره وعاشره وهو يخوض معارك داخل تيار الثورة والمسيرة اكبر من معاركه مع اعداء الثورة والمسيرة ، ومع ذلك لم يكن الخيواني ينشر غسيل المعارك الداخلية في كتاباته برغم حرصه على نشر كل تفاصيل معاركه مع الاعداء ، لم يكن تأخذه شهوة التصفيق والاعجابات والهنجمة والهوكات بعيدا عن الهدف السامي الذي يسعى لتحقيقه ، ولذا كان يخفي بداخله من الاسرار الكبيرة والعميقة ما لو نشرها لكان يصنع كل يوم قنبلة تجعله الحدث الابرز كل ساعة .
 
--
 
 
عامان .. رائحة الخيواني لاتزال تعطر المجالس التي كان يعشقها ، ولا تزال فخامة افكاره وجبال مبادئه وشموخ مواقفه ترافقني في طريق مليئة بالجراح والمفاجآت الموجعة .
الرحمة والمجد والخلود للخيواني ورفاقه الشهداء
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالفتاح حيدرة
متوالية الرد اليمني تؤتي ثمارها
عبدالفتاح حيدرة
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
علي الدرواني
اليمن يفقأ عين أميركا
علي الدرواني
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
نصر القريطي
أكذوبة قطع الأسلحة عن "إسرائيل" جريمة حرب امريكية جديدة..!
نصر القريطي
مقالات ضدّ العدوان
أحمد ناصر الشريف
ما يحدُثُ في اليمن درسٌ بليغٌ للعرب
أحمد ناصر الشريف
د.ابتسام المتوكل
عن جبهة الثقافة والإعلام: حين يكون المثقف جنديا والثقافة خندقا والإعلام سلاحا فتاكا!
د.ابتسام المتوكل
مجدي عقبه
حروب الجبناء طافحة بالسفالة ومشهودة بالفعل القبيح
مجدي عقبه
محمد ناجي أحمد
التزام السياسي ومراوغة المثقف
محمد ناجي أحمد
حياة إبراهيم
لماذا نجلد؟؟
حياة إبراهيم
طلال سلمان
الحرب الظالمة على اليمن السعيد
طلال سلمان
المزيد