د.عبدالعزيز بن حبتور
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
د.عبدالعزيز بن حبتور
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني البطل
روسيا والصين المحور الثاني للعالم في القرن الواحد والعشرين
السياسيون الحزبيون الألمان يخدعون ويكذبون ويخونون شعبهم الألماني الصديق
طُوفان الأقصى المقدّس وجرائمُ العَدو الصُهيوني أَيَقظَ وَعي وَضَمير العالم
الطيار آرون بوشنل أثبت موقفاً إنساني أخلاقي من أمام سفارة الكيان الصهيوني في واشنطن
إعلان عدواني بحري بحلف جديد مكوّن من تِسع دُول أَجنبية، وعاشِرها مُنتجعُ مَملكة البحرين
بابُ المندب يقابلُه بابُ رفح والبادئُ أظلم
من هو ذاك الإنسان الذي تمنّى الإسكندر الأكبر بأن يكون مثله وشبهه ؟
كيف سيكتب التاريخ المواقف لثورة طوفان الأقصى المباركة في سجلّه الخالد ؟
الذكرى السنوية ليوم الشهيد في اليمن المعنى.. الدلالات.. والقيمة الروحية

بحث

  
المُفكر الطبيب/ الأصبحي توقف قلبه الكبير عن الخفقان
بقلم/ د.عبدالعزيز بن حبتور
نشر منذ: 9 أشهر و 7 أيام
الأحد 30 يوليو-تموز 2023 09:27 م


ودَّعت الجماهير اليمنية الحاشدة في العاصمة اليمنية صنعاء يوم الأربعاء بتاريخ 5 يوليو 2023م، المُفكر والسياسي والطبيب/ أحمد بن محمد عبدالملك الأصبحي، ودَّعته إلى مثواه الأخير في جو حزين، وفي لحظات ألم إنساني موجع لجميع احبابه ومعارفه وعموم المواطنين اليمنيين الذي عرفوه مسؤولاً وقائداً ومفكراً كبيراً، ملأ الدنيا في زمانه فِكراً ناضجاً وسلوكاً مميزاً، وكتابات رصينة متوازنة ثرية، كيف لا؟، وهو الطبيب الإنسان/ الأصبحي قد عاش الحياة المهنية والسياسية والفكرية في بلادنا طولاً وعرضاً، اشبعها فِكراً ونشاطاً تنظيمياً وإعلامياً وحزبياً وأدبياً، لأن له في كل حقل من تلك الحقول بصمة واضحة وأثر بَيِّن، ونقشاً لن يُمحى، ومساهمة كبيرة وملموسة وإيجابية.

المُفكر/ أحمد الأصبحي إنسانٌ كبيراً جداً، حمل في صدره ووجدانه قلباً نابضاً وحيوياً ومفعماً بالروح الإنسانية الخالصة طيلة رحلة حياته المليئة بالنجاحات الجمة.

تعرفت عليه شخصياً بعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة، هُنا في صنعاء، وتحدثنا طويلاً حول أهمية الوحدة اليمنية والحفاظ عليها، وتحدثنا طويلاً حول التطوير التنظيمي والفكري والسياسي لتنظيم المؤتمر الشعبي العام، لأهمية هذا التنظيم في الحياة السياسية في الجمهورية اليمنية باعتباره تنظيم سياسي وطني استمد واستلهم فِكره وتراثه وتجربته من نضالات الشعب اليمني، وليس به ذلك الفِكر المستورد من خارج الوطن بامتداداته الحزبية والدينية والفكرية وحتى العروبية.

كُنت اناقشه وجمعٌ من أساتذة جامعة عدن الخارجين للتو من عضوية الحزب الاشتراكي اليمني في عدن، بسبب صراعاتنا الحزبية الاشتراكية الدوغمائية العقيمة طيلة فترة تجربتنا الاشتراكية الفاشلة في جنوب الوطن، ناقشناه باعتباره أحد أبرز المفكرين المؤتمريين الذين صاغوا وثيقة الميثاق الوطني، كوثيقة نظرية وتنظيمية وفِكرية لتنظيم المؤتمر الشعبي العام.

لقد كان أستاذنا الفقيد/ الأصبحي بحراً واسعاً من التجارب الفِكرية والسياسية والحزبية اليمنية والعربية، وكان واسع الاطلاع على التجارب الفِكرية التنظيمية الحزبية على المستوى الدولي.

من يتأمل سيرته العلمية والعملية والوظيفية يحتار في تخصصه وفي قدراته وتجاربه الثرية الخصبة، لأنه شغل منصب وزير للصحة وهو اختصاصه العلمي كطبيب، وشغل منصب رئيس جامعة صنعاء العتيدة وهذا أمر طبيعي باعتباره متخصص أكاديمي في العلوم الطبيعية، لكن أن يتبوأ مناصب وزارة التربية والتعليم، ووزارة الخارجية، ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ووزير دولة لمجلس الوزراء، فهذا يعني أنه موسوعة لا حدود لها في التجارب الإدارية القيادية في بلادنا، علاوة على بروزه كمُنظِّر سياسي للفِكر الحزبي المُعقَّد لتنظيمنا الرائد، وهو المؤتمر الشعبي العام ذات التجربة الواسعة في خدمة اليمن وشعبه العظيم.

زُرته لعدد من المرات أنا وعدد من الأصدقاء والزملاء، والشخصيات المثقفة والوزراء والقياديين إلى منزله العامر في صنعاء بعد أن اقعده المرض، وأصيب بجلطة خبيثة اقعدته الفراش لشهور، لكنه أبى الاستسلام للمرض، وشمَّر عن قلمه الرشيق، وفِكره المتوقد، وثقافته الغزيرة، وتجاربه الواسعة، وشرع في كتابة العديد من الروايات الجميلة والتي ستبقى خالدة في المكتبة اليمنية والعربية والعالمية، وتناول موضوعات ذات صبغات طبية، وسياسية، واجتماعية وفكرية، وأنتج العديد من هذه النتاجات الفِكرية وهو حبيس منزله وطريح فراشه، وأثبت لنا وللجميع وللإنسانية بأن (عمر الإنسان) هي عبارة عن أرقام سنوات متوالية نعدها عداً فحسب، لكن المهم هو الإنتاج الذي يتحقق في ذلك الوعاء الزمني الذي حبانا الله سبحانه وتعالى كي ننجز فيها مهام وأعمال مفيدة خالدة للإنسانية جمعاء.

لقد تعلمت من أستاذنا/ الأصبحي دروس جمه في الصبر على تناقضات مصاعب الحياة، وكيفية أن يتحمل الفرد مِنَّا مصاعب الحياة وتحدياتها، وكيفية استغلال كل لحظة في زماننا لتقديم عملاً مفيداً للإنسان وللوطن وللشعب، إنه مدرسة واسعة الثراء في التجارب الإنسانية، وهو المسكون بحب هذا الوطن اليمني العظيم، وهو الحامل لقلب وعقل وضمير إنساني كبير، كانت بوصلته للبقاء والسكن في مدينته العظيمة صنعاء، الذي رفض مغادرتها في زمن العدوان والحصار، على الرغم من حاجته الماسة للبقاء خارج الوطن لتلقي العلاج والاستشفاء والمعاينة الدائمة.

نعم هؤلاء الكبار العظماء من قادتنا الأفذاذ هم من رفض مغادرة اليمن في زمن العدوان السعودي ـــ الإماراتي ـــ الأمريكي، رفضوا المغادرة استشعاراً منهم بعظمة الوطن اليمني الحر المقاوم للعدوان، ويعرفون تماماً ماذا سيسجل التاريخ في قادم الأيام عن الصامدين إلى جانب شعبهم اليمني، وعن أولئك النفر من المرتزقة والخونة الذين وقفوا إلى جانب العدوان ومخططاته القذرة ضدَّ شعبنا اليمني العظيم.

المُفكر العظيم/ أحمد الأصبحي وقف إلى جانب أهله ومواطنيه وشعبه اليمني العظيم حتى آخر يوم من حياته، وبالتالي هو ترك درس ملحمي إضافي للتاريخ، بأن الرجال العظماء هم وحدهم الأمناء على تراثهم وتجاربهم وإرثهم النضالي مُنذ أن عملوا في أولى مراحل تكوينهم الوظيفي والحزبي والإداري، هم أمناء مع ذواتهم ومخلصين لتاريخهم، وصادقين مع شعبهم اليمني العظيم، ولهذا سكنوا وبقوا في اليمن برغم المعاناة الحياتية والطبية والمعيشية الضنكة بسبب العدوان.

إنني ادعو المؤسسات الرسمية والحزبية والأهلية والخاصة بالحفاظ على التراث الفكري النقي الصادق للمُفكر/ أحمد الأصبحي، وجعل تراثه النظري المكتوب من كتب ومقالات وروايات محل تناول طلاب العِلم والمعرفة والمهتمين والمثقفين في مقر خاص به، للحفاظ عليه وإعادة جمعه وطباعة ما لم يطبع، إنه تراثٌ عظيم يبقى حي لليمن العظيم.

نسأل الله العلي القدير أن يتولاه برحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله ومحبيه وطلابه الصبر والسلوان، إنه سميعٌ مجيب، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.

﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾

 

رئيس مجلس الوزراء لحكومة الإنقاذ الوطني – صنعاء

 

* نقلا عن :السياسية 

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالمنان السنبلي
ما لي لا أراكم اليوم؟!
عبدالمنان السنبلي
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالفتاح حيدرة
متوالية الرد اليمني تؤتي ثمارها
عبدالفتاح حيدرة
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
أنس القاضي
عن ضرورة المصالحة الوطنية وبناء دولة لكل اليمنيين
أنس القاضي
مقالات ضدّ العدوان
د.أشرف الكبسي
هل تشعرون بهم؟!
د.أشرف الكبسي
عبدالمجيد التركي
مأساة اليمني
عبدالمجيد التركي
عبدالحافظ معجب
دروس من الثورة الكوبية
عبدالحافظ معجب
د.حمود عبدالله الأهنومي
علاقة يوم ساباط بيوم كربلاء
د.حمود عبدالله الأهنومي
إكرام المحاقري
كربلاء الحسين.. تاريخ يتجدد وظلم يتبدد
إكرام المحاقري
مجاهد الصريمي
صورتان من واقع الانحراف الأول
مجاهد الصريمي
المزيد