آخر الأخبار
شارل أبي نادر
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
شارل أبي نادر
هل ردّت «إسرائيل» على إيران
هل اقتربت معركة رفح؟ وما أهداف العدو منها؟
اليمن بعد تسع سنوات على العدوان.. أكثر حضورًا وقوّة
هل خسر الأمريكيون معركتهم ضدّ اليمن في البحر الأحمر؟
لماذا يكشف حزب الله الآن عن بعض أسلحته النوعية؟
عمليات المقاومة العراقية تتصاعد.. ما هي تأثيراتها؟
ماذا يتنظر "إسرائيل" في اليوم التالي؟
خسائر العدو في غزة فاقت التوقعات.. هل يستطيع الصمود أكثر؟
"إسرائيل" بعد طوفان الأقصى: أقرب إلى الزوال
العدو يُستنزف في غزة.. هل فقد القدرة على متابعة عدوانه؟

بحث

  
كيف أثّرت المناورة اليمنية لدعم غزّة في فرض التراجع الأمريكي؟
بقلم/ شارل أبي نادر
نشر منذ: شهرين و 20 يوماً
الإثنين 05 فبراير-شباط 2024 09:51 م


لا شك أن هناك تغييرًا واضحًا في الموقف الأمريكي المساند للعدوان الإسرائيلي على غزّة وعلى الشعب الفلسطيني بشكل عام، وهذا التغيير الذي يمكن إعطاؤه ولو بنسبة معينة، صفة التراجع، يمكن تلمّسه من الضغوط الأخيرة للبيت الأبيض على حكومة نتنياهو لتسهيل الحل والسير بصفقة معقولة، تعيد الأسرى الإسرائيليين والإسرائيليين – الأمريكيين، وتنهي الحرب بين الاحتلال وبين المقاومة الفلسطينية والمدعومة بقوة من أطراف رئيسية من محور المقاومة، خاصة في لبنان والعراق واليمن.
في الواقع، بمعزل عن موقف الثبات والصمود التاريخي للمقاومة الفلسطينية في الحرب، وبمعزل عن موقف حزب الله في لبنان، كداعم ومساند رئيسي لهذه المقاومة، عبر إجبار العدوّ على وضع جهود ضخمة لحماية جبهته الشمالية، ربما قاربت تلك الجهود التي وضعها لحربه على غزّة، وبمعزل عن مناورة المقاومة العراقية البطلة، والتي كانت صادمة للأمريكيين في استهداف قواعدهم في سوريا والعراق، وللإسرائيليين أيضًا في استهدافات حساسة داخل الكيان، فإن المناورة اليمنية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، لعبت دورًا أساسيًّا وفاصلًا ربما، في دفع واشنطن إلى هذا التراجع في موقفها، والذي بدأت ملامحه تظهر من بعض ما رشح عن نقاط صفقة الحل، والتي أصبحت قاب قوسين من موافقة “إسرائيل” والمقاومة الفلسطينية عليها، مع وجود تحفظ دائم على إمكانية نجاحها حتّى النهاية.
عمليًّا، يمكن الإضاءة على دور المناورة اليمنية في فرض هذا التغيير على الموقف الأمريكي وبالتالي على الموقف الإسرائيلي، وذلك من خلال النقاط التالية:
نقطة أولى: كشفت المناورة اليمنية بعض مشاكل ونقاط الضعف لدى التحالف البحري الأمريكي في البحر الأحمر، وذلك بعد أن أظهرت القوّة البريطانية افتقارها إلى صواريخ ضدّ قواعد اليمنيين في البر، حيث واجهت القوّة البريطانية صعوبة في التدخل دائمًا بالطيران ومن قواعد بعيدة مثل قبرص، الأمر الذي أصبح مكلفًا، وبالتالي كشف ضعف البريطانيين في هذا التحالف، ليبدو عدم جدية وعدم حماسة كاملة في السير بمناورة واشنطن كما يجب.
من جهة أخرى، رأى الأمريكيون أن حماية المعابر البحرية في المناطق والمساحات المحيطة باليمن، هي حاجة اقتصادية لدول الاتحاد الأوروبي أكثر من أن تكون حاجة ملحة لهم، وبالتالي رأوا أن الأمر سيكون مكلفًا عليهم مع استمرار اليمنيين بهذه المناورة، ومع وجود حماسة أوروبية ضعيفة، وفي الوقت الذي لم تكن تعتبر واشنطن أن الموقف اليمني سيكون بهذه الفعالية وهذه الصلابة، اكتشفت أنها دخلت فيما يشبه مستنقعًا مكلفًا وصعبًا.
ومع ثبات اليمنيين وفشل واشنطن في ليّ ذراعهم، بدأت تتعرقل شيئًا فشيئًا الحركة البحرية في تلك المنطقة الاستراتيجية من العالم، وتفاقمت مشكلة النقل البحري مع ارتفاع مستوى تأثيرها السلبي على دول الاتحاد الأوروبي درجة أولى، مع فشل الأمريكيين في استيعاب حركة اليمنيين، وأصبح هذا الأمر يشكل ضغوطًا على هذه الدول، وبدأت تتمدّد تداعياته على اقتصاد الاتحاد الأوروبي، وبالتالي، على قدرة هذه الدول على متابعة دعم أوكرانيا بمواجهة روسيا، حيث إن هذه الحرب متواصلة فعليًّا ولم تتوقف، رغم ابتعاد الانظار عنها، وعودتها إلى ساحة الاهتمام الدوليّ والغربي تحديدًا، آتية قريبًا وفور سلوك التسوية أو الحل أو الصفقة في غزّة.
زد على ذلك، فإن تداعيات الدعم الأوروبي (المطلوب أمريكيا) لأوكرانيا من خلال دعم الصادرات الزراعية الأوكرانية بأسعار منافسة لأسعار المنتوجات الأوروبية، بدأت تفرض واقعًا صعبًا وضاغطًا على حكومات الاتحاد الأوروبي، عبر مظاهرات واعتصامات لمزارعي أغلب دول الاتحاد الأوروبي، رفضًا لهذه السياسة الداعمة لأوكرانيا على حساب منتجاتهم.
هذا في البعد الاقتصادي، أمّا في البعد العسكري، فإن مناورة أبناء اليمن الداعمة لفلسطين، خلقت لهم الفرصة من جديد، لإثبات قدراتهم العسكرية والقتالية، برًّا وبحرًا وجوًّا، واستطاعوا مقارعة قوى كبرى بحاملات طائراتها وبمدمراتها وسفنها الحربية وقاذفاتها القتالية وصواريخها البحرية، توماهوك وغيرها، وذلك عبر اتجاهين: الأول دفاعي، بنجاحهم في حماية قدراتهم الصاروخية والمسيرة، وإبعادها عن دائرة الاستهداف رغم عشرات الغارات الصاروخية والجوية الغربية والأمريكية بشكل أساسي، وثانيًا، من خلال الثبات على مناورة استهداف السفن المرتبطة بـ”إسرائيل” أو المرتبطة بالحركة الاقتصادية للكيان استيرادًا أو تصديرًا، ولاحقًا في استهداف السفن الحربية الأمريكية والبريطانية، وذلك عبر مروحة واسعة من وسائل التدخل العسكري، بالصواريخ البحرية وصواريخ كروز أو بالصواريخ الباليستية أو بالمسيرات أو بالزوارق، الانتحارية أو الحاملة لمجموعات المهمات البحرية الخاصة.
أما في البعد الاستراتيجي، فإن وحدات الجيش وحكومة صنعاء وأنصار الله في اليمن، ومن خلال مناورة الدعم الواسعة والحساسة لغزّة وللشعب الفلسطيني ولقضيته، استطاعوا فرض موقفهم وموقعهم على الساحة الإسلاميّة بمستوى كبير جدًّا، ونجحوا في إلغاء نظرة خاطئة لهذه الساحة عنهم وعن موقعهم ودورهم، كانت بعض الدول الإقليمية وبدفع أمريكي قد زرعتها خداعًا وتلفيقًا، وبالتالي، استطاعوا أن يفرضوا أنفسهم عبر موقفهم المساند لفلسطين، داعمًا وفيًّا وصادقًا (فعلًا وقولًا) لقضية العرب والمسلمين، في الوقت الذي هم محاصرون وممنوع عليهم (وبرعاية اقليمية وغربية) التوصل إلى حل داخلي يعيد التوازن السياسي والاجتماعي والاقتصادي لبلادهم، وفي الوقت الذي وقف قسم كبير من هؤلاء العرب والمسلمين في جانب كيان الاحتلال، سياسيًّا وإعلاميًّا، واقتصاديًّا حتّى عبر تسهيلهم خطوط نقل برية لـ”إسرائيل”، تعوض لها تداعيات الحصار البحري الذي فرضته اليمن نصرة لفلسطين.
انطلاقًا من كلّ ذلك، وخاصة من تأثيرات الموقف اليمني وتداعياته، ليس فقط على “إسرائيل” ومن مختلف الجوانب، بل لناحية التأثير على ملف الحرب التي يخوضها الغرب ضدّ روسيا في أوكرانيا، يمكن القول إن الأمريكيين رأوا مصلحتهم في إيقاف هذه المناورة اليمنية، والمرتبطة بوقف الحرب على غزّة.
* كاتب ومحلل استراتيجي لبناني

*نقلا عن :الثورة نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
معركة «صامتة» في المحيط الهندي: صنعاء تتعقّب سفن الكيان
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
محمد محسن الجوهري
لن تتوقف جرائم "إسرائيل" إلا بأخرى مضادة
محمد محسن الجوهري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
مقالات ضدّ العدوان
عبدالمنان السنبلي
"شِلْ سامانك وَاِخْلَعْ"..!
عبدالمنان السنبلي
إسماعيل المحاقري
البحرية الأميركية تتحوّل إلى إطفائي.. فشل في وظيفة الحماية
إسماعيل المحاقري
محمد محسن الجوهري
تكساس تغادر أمريكا كما غادرت المكسيك من قبل
محمد محسن الجوهري
حمدي دوبلة
جنون الدعم الأمريكي لجرائم الصهاينة!
حمدي دوبلة
شرف حجر
تواضع الشهيد القائد وتجبر القيادات المزرية
شرف حجر
مجاهد الصريمي
سبب الدوران في الفراغ
مجاهد الصريمي
المزيد