من المؤلم أن يفقدَ الرجلُ غِيرتَه على أرضه وعِرضه، فتصبح الأرضُ والعِرضُ محطَّ أنظار الكلاب المسعورة، باتت رهينةَ الواقع المرير، تتشبث بالسكوت والرضا التام بالوضع المخزي التي وصلت إليه نفسيته والتي تمكّنت الحرب الناعمة منه وَقد بلغت ذروتها في حياته، كم هو مخزٍ أن تقتحم قوات العدوّ البيوت اليمنية دون مراعاة حرمات المنازل، ونرى من يرفعون شعارات “بالروح بالدم نفديك يا وطن” اليوم بالسكوت قد أشبعوا الموقف، وأيدوا ذلك الفعل لقوات الغزو، وعجبُ لأي رجل يحمل الجنسية اليمنية، لم تثر فيه الحمية والشهامة بطرد الجرذان المتسللة من ربوع اليمن، فإلى متى وإلى أين؟
فالإمارات اليوم قد بالغت بنزع الشرف اليمني وانتهاك حرمات أهله، لم تكتفِ بالسجون السرية في محافظة مأرب، ولا الثكنات العسكرية في الجنوب وبعض الجزر، لا، بل طالت أيديها وسوّلت لها نفسها بالقضاء على العفة اليمنية والطهارة.
جنوب اليمن بات مسرحاً يُوجع الناظرين إليه، يُقام عليه أبشع وأقذر أفلام الحروب الهمجية، فنحن نواجه غازيًا متجردًا من الإنسانية، تخلى عن الضمير مقابل دولار أمريكي، غرق في شهوات الدنيا وطمع في ثروات اليمن وموقعها الاستراتيجي، فمن نواجهه يستخدم شتى الأساليب، لجعل اليمن تحتضن قيعان الأرض، لا تستطيع النهوض.
ما حدث في حضرموت من قبل جرذان الإمارات، بالدخول إلى البيوت، دون مراعاة حرمات البيت، متناسين حقوق الديار، وأسس الإسلام، تحولوا من بشر إلى وحوش خبيثة، تفشل في المعارك، فتصُبُّ جامَ غضبها على المواطنين العُزَّل، فجريمة حضرموت لم تكن الأولى في الملف الإجرامي للتحالف، وإن لم ننكف ونثور لن تكون الأخيرة، فحضرموت تنادي وتستنجد بأن العدوّ قد عاث فيها وأكثر الفساد، فأين اليمانيون ليصبوا على من عبث فيها سوط عذاب؟!
فـما أن يضع النكف أوزاره ونهب هبةَ رجلٍ واحد نقتلع الجذور القذرة، ونرميها بعيدًا عن أرضنا وديارنا، فعرضنا وأرضنا لا يمكن أن نساوم عليه، فالقتل أشرف للإنسان بأن يقبع في عواصف الخضوع والهيمنة، إما فوقها أعزاء كرماء أَو تحتها شهداء نجباء.
الوضع في الجنوب أصبح مزرياً جِـدًّا وأشباه الرجال ثائرون إما على الراتب أَو ثورة أنا جائع، كفاكم تكالُـبًا على بطونكم، أن تشبعوا كرامةً خيرٌ من إشباع بطونكم ذلاً.
أيها التحالف: كفاك استفزازاً، فالقيادة لا تهمل وإنما تمهل، إن رضختم وقبلتم السلام بشروطه فـأهلاً، وإما فدروس القصف في عمق منشآتكم سنرجعها وبشكل أكبر لعلكم بعد ذلك تعقلون.