الشعب العربي بكل مكوناته وأطيافه شعباً يحمل في وجدانه الحب الكبير لفلسطين وشعب فلسطين، الذي يحول دون وصوله إلى نصرة إخوانه المظلومين في فلسطين هم أُولئك الحكام الذي حكموا الشعوب العربية والإسلامية بأُسلُـوب وحشي، مستخدمين كُـلّ الأساليب ليحولوا الشعوب العربية والإسلامية إلى دمىً وبيادقَ يتحكمون فيهم كيفما أرادوا، بل حسبما يريد أعدائهم، وطبقًا للثقافات التي يريدون ترسيخَها في أوساط الأُمَّــة.
قد يتساءل المواطن البسيط عن المهام التي على أَسَاسها أنشئت ما يسمى بالقوات المسلحة في كُـلّ الدول العربية والإسلامية؟ وما هي الفائدة منها؟ لا سيَّما أن النشيط الوطني لكل دولة لا يخلو من ذكر الاستقلال والحرية للدولة، فلا تحقّق الاستقلال ولا نالوا الحرية، أصبح ما ينفق على ما يسمى بالمؤسّسات العسكرية عبئاً على الشعوب.
تجاوَزَ الحُكَّامُ كُـلّ الحدود لدرجة تسخير القوات المسلحة لخدمة أعداء الأُمَّــة وقمع للشعوب العربية والإسلامية، لا يوجد سبب لكل هذا الانبطاح المنحط، فليس هناك مصلحة قد تجنيها بعض الدول من سياستها الموالية لأعداء الأُمَّــة بقدر ما تجنيه الدول الغربية من مصالح حقيقية تتمثل في نهب ثروات الدول التي تقع تحت سيطرتها، حتى منتجات الدول الخاضعة للسياسات الغربية لا تجد لها سوقاً إلَّا في الدول العربية والإسلامية.
نلاحظ بأن الأعداء يستهدفون الدول العربية والإسلامية دولة تلو الأُخرى، وفي الوقت الذي تقام التحالفات بين الدول المعادية تتعمق الخلافات إلى حَــدِّ الصراعات بين الدول العربية والإسلامية دون وعي منهم بخطورة ما ينتظرهم من مخاطرَ، بل إن بعض الحكام يتقربون إلى أعداء الله بالأساليب التي يضر بها دولة عربية أَو إسلامية: إما بمحاصرتها أَو بالحرب المباشرة عليها كما هو حاصل في اليمن.
لو كان البديلُ لهذه السياسات التي تنتهجها بعض الحكومات عكسَ ما هو حاصل لكانت أكثر أمانًا واستقرارًا، سواء على المستوى الاقتصادي أَو الاجتماعي أن ما تنهجه بعض الأنظمة من سياسات لا تخدم نفسها ولا شعوبها بأي حال من الأحوال.
والغريب أننا نسمع من يقول إن بعض الدول العربية تسعى من وراء تطبيعها مع الكيان الصهيوني واتِّباعها للسياسات الغربية والأمريكية بالذات هو توفير الحماية لها! ما المقصود من الحماية؟! هل الحماية من دول أُخرى أم حماية الأنظمة من شعوبها؟
وفي كلتا الحالتين لم ولن ينفع الغرب أية دولة في حالة ثار الشعب على حكامهم وهذا ما عشناه في الماضي القريب، وما يشكل خطراً حقيقياً هو الولاء المطلق والسياسات الخرقاء لحكومات وحكام هذه الدول المطبعة والعلاقات غير المتكافئة التي لا يحكمها المصالح المتبادلة بينها وبين دول الغرب الكافر.
وهنا تأتي أهميّة مراجعة تلك الدول لسياستها قبل أن يصبح مُجَـرّد التفكير في الخروج مما هي فيه من انبطاح وتبعية أمرًا مرتبطًا مباشرة بالجانب الوجودي للدول الغربية، فحينما يكون الاقتصاد الغربي معتمد في تشغيله على الموارد التي توفرها الدول العربية والإسلامية يصبح من الصعب الخروج من دائرة الدول الاستعمارية المهيمنة اقتصاديًّا وعسكريًّا عليها.