منعت قوات صنعاء، أمس، مرور سفينة حاويات عملاقة في البحر الأحمر، أثناء محاولتها كسر الحصار المفروض على مرور السفن الإسرائيلية وتلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال. وأعلنت القوات المسلّحة اليمنية أن القوات البحرية التابعة لها نفذت عملية عسكرية ضد سفينة حاويات «مايرسك جبل طارق» التي كانت متجهة إلى الكيان الإسرائيلي، واستهدفتها بطائرة مسيرة، وأوقعت فيها إصابة مباشرة، موضحةً، في بيان، أن «عملية الاستهداف جاءت بعد رفض طاقم السفينة الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية». وقالت مصادر ملاحية يمنية، من جهتها، لـ«الأخبار»، إن القوات البحرية طالبت السفينة «جبل طارق»، التي تحمل علم هونغ كونغ، والمملوكة من جزر المارشال، بالتوقف، لكن الأخيرة تجاهلت التحذير، فتم اتخاذ الإجراءات المتّبعة ضد السفن المحظورة بحقها، وفقاً لقرار القيادة العليا في صنعاء. وأوضحت أن الدولة التي تتبع إليها الناقلة تلقّت تحذيراً من صنعاء قبل أيام، لتجنب مرور سفنها المتجهة إلى دولة الكيان.وكانت «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية»، قد ذكرت في بيان أن انفجاراً حدث على بعد 50 متراً من الجزء الخلفي للسفينة عند باب المندب، فيما ادعت وزارة الدفاع الأميركية بأنها كانت على علم بأن السفينة سوف تتعرّض لهجوم، مضيفة، في بيان، أن «القوات البحرية الأميركية المنتشرة في المنطقة ليس لها علاقة باستهداف السفينة»، متابعة أن «صواريخ صنعاء أخطأت الهدف، ولم تتلقّ قواتنا في مضيق باب المندب بعد الهجوم أيّ نداءات استغاثة من السفينة، وسبب ذلك أنها محمّلة بشحنة صينية». وتتولّى تشغيل السفينة شركة الشحن البحري الدنماركية العملاقة «مايرسك»، التي قالت إن "جبل طارق" كانت متوجّهة من عُمان إلى السعودية، معتبرة أن «الهجمات الأخيرة على السفن التجارية في مضيق باب المندب مقلقة للغاية. فالوضع الراهن يعرّض حياة البحارة للخطر ولا يُحتمل بالنسبة إلى التجارة العالمية. وبما أنه لا يمكن حلّه من خلال قطاع الشحن العالمي بمفرده، فإننا ندعو إلى اتخاذ إجراءات سياسية لضمان التهدئة السريعة».

جرى استدعاء طارق صالح إلى مقر الأسطول الخامس لمناقشة التطورات في باب المندب والبحر الأحمر

كذلك، أفادت مصادر مطلعة، «الأخبار»، بأن قوات صنعاء تمكنت، أمس، من منع سفينتين من عبور باب المندب، فيما قالت مصادر أخرى إن سفينة ثالثة تعرّضت لهجوم في المحيط الهندي وبالقرب من جزيرة سقطرى اليمنية. ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار التحشيد الأميركي لتشكيل تحالف عسكري ضد صنعاء. كما يتزامن مع إعلان «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية» تلقي نداء استغاثة من سفينة، بعدما صعد إليها مجهولون للاستحواذ عليها في بحر العرب على بعد نحو 700 متر شرق مدينة بوساسو الصومالية، وتجديدها مطالبتها السفن بالعبور بحذر والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه. ولكن مصادر في صنعاء أكدت أنه «لا علاقة للقوات اليمنية بالموضوع، ويُعتقد أنه حادث مدبّر من أجل دفع المزيد من الدول إلى الانضمام إلى التحالف العسكري الذي تسعى واشنطن إلى إقامته لحماية السفن الإسرائيلية».
وفي الاتجاه نفسه، أكد نائب وزير خارجية صنعاء، حسين العزي، مجدداً، أن «الملاحة في البحر الأحمر آمنة إلى جميع البلدان والوجهات ما عدا جهة واحدة فقط وهي الكيان الإسرائيلي»، مشيراً، في منشور على منصة «إكس»، إلى أن «هذا الاستثناء الوحيد والمؤقت فرضته الضرورة الإنسانية والأخلاقية بهدف إجبار الكيان المجرم على وقف الحصار الوحشي والمثير للعار والذي وصل إلى حدّ منع الماء عن أهالي غزة». وأكد أنه «إذا صحّ خبر اعتزام واشنطن تشكيل تحالف، فلن يكون لذلك علاقة بأمن الملاحة بقدر ما هو تنفيذ لرغبة أميركا في حشر أدواتها وتوظيفها في حماية تجارة الكيان المجرم»، محمّلاً أميركا المسؤولية عما وصفه بـ«التحالف المشبوه الذي سيعرّض الملاحة للخطر».
وفي تطور متصل، استدعت قيادة الأسطول الأميركي الخامس، أمس، قائد الفصائل الموالية للإمارات على الساحل الغربي لليمن، العميد طارق صالح، إلى مقرّها في البحرين. وأفادت مصادر مقرّبة من صالح بأن «زيارته للبحرين تتمّ بناءً على دعوة من قبل قيادة الأسطول لمناقشة التطورات في باب المندب والبحر الأحمر». وأشارت إلى رفض صالح اصطحاب وزير الدفاع في حكومة معين عبد الملك، أو حتى قائد فصيل خفر السواحل، المحسوبين على «المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات، في زيارته واكتفائه باصطحاب قائد فصيل خفر السواحل التابع له، عبد الجبار الزحزوح. وكان صالح، الذي أعلن عن نيّته "مواجهة الحوثيين" في البحر، قد نفّذ قبل يومين استعراضاً عسكرياً لقواته البحرية قرب باب المندب، بالتزامن مع عروض قدّمها رئيس «الانتقالي»، عيدروس الزبيدي، لتولّي مهمة حماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر والمضيق. وأشاد الإعلام العبري، خلال الساعات الماضية، بإعلان صالح والزبيدي استعدادهما للاستجابة للدعوات الأميركية والإماراتية والإسرائيلية، وتبني ميليشياتهما مهمة حماية سفن إسرائيل.

* نقلا عن :الأخبار اللبنانية