ثماني سنوات واليمن ترزح تحت عدوان عالمي ولم تكن تحظى بالتعاطف، بل إن هناك الكثير من الناس في هذا العالم لم يعرفوا أن اليمن كانت تتعرض لقصف وعدوان جائر من دول الخليج والدول الكبرى في العالم. ولم يقف معنا أحد من الدول العربية سوى بعض تعاطفات شعبية على استحياء.
ولاتزال اليمن حتى اليوم تتعرض للقصف بسبب وقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية ونصرتها لمظلومية غزة، التي انفردت بها دون بقية الدول العربية التي هي أغنى من اليمن، وتمتلك أسلحة فتاكة تكفي لمحو “إسرائيل” في غضون دقائق.
لماذا تشتري الدول العربية كل هذه الأسلحة والصواريخ التي تكدسها في مخازنها وجبالها؟ ما جدوى هذه الأسلحة إن لم تنتصر بها لواحد من إخوتك وجيرانك؟ لأن هذا السلاح إذا لم يدافع عن جارك فلن تستطيع أن تدافع به عن نفسك، وستكون أنت التالي. وقد جربت السعودية والإمارات هذا الأمر في عدوانهما على اليمن، فلم تنفعهما أسلحتهما ولا جيشهما ولا مرتزقتهما، ولا الجيوش التي اشترتاها لتقاتلنا نيابة عنهما، ولم تحققا شيئاً سوى أنهما كشفتا عن وجههما القبيح الذي لم يكن خافياً على أحد خلال سنوات العدوان تم توجيه هذا السلاح العربي إلى اليمن، وقصفوا القرى والمدن والمنشآت الحيوية والمدنيين والأطفال، فقط. فكيف تدخر هذا السلاح لتوجيهه إلى الأخ والشقيق، وتضنُّ به على العدو الحقيقي؟
بالأمس قال لي صديق فلسطيني: أنتم تنتظرون أبو عبيدة، ونحن ننتظر يحيى سريع. فكيف فعلتم كل هذا أيها اليمنيون، وأنتم في حصار وحرب منذ ثماني سنوات؟ لكن لا أستغرب أن اليمنيين بكل هذه الشجاعة والحمية، لأنهم أصل العرب.
قامت اليمن بحصار “إسرائيل” عن طريق احتجاز السفن، ليذوقوا ما يذيقونه أبناء غزة، لكن السعودية والإمارات لم تقفا مكتوفتي الأيدي، فقد صنعتا جسراً جوياً لإيصال الغذاء والدواء للكيان الصهيوني، في تصرف وقح وقذر يكشف مشاركتهما في قتل سكان غزة وتدميرها بوقوفهما إلى جانب المحتل والمغتصب. إلى حد أنهم يمنعون أي خطيب جمعة يدعو لغزة، ولا يجرؤ أحد أن يتحدث عن غزة أو يرفع العلم الفلسطيني في دول الخليج.
قلت لصديقي الفلسطيني: هل تعلم لماذا لم تتحرر فلسطين منذ 82 عاماً؟ لأنها واقعة تحت احتلال عربي تتم تغذيته بالمال الخليجي، أما “إسرائيل” فليست سوى أداة قذرة بيد أمريكا التي يبيح لها كل العبيد خزائنهم وكرامتهم، وسيأتي الدور عليهم لا محالة.
* نقلا عن : لا ميديا