من كان لا يزال يعتقد أن بني سعود وعيال زايد وثاني وخليفة والسيسي وابن طلال وابن (...) عرب، وأن وصولهم إلى الحكم كان مجرد ضربة حظ، وأن كل الكلام الذي قيل عن أصولهم اليهودية وتبعيتهم البريطانية مجرد هرطقات وتزييف، فأنا أنصحه وبشدة أن يزور طبيباً نفسياً بشكل عاجل، قبل أن تتفاقم حالته وتؤدي إلى استطالة أذنيه تمهيداً لانتقاله من حالة الغباء إلى طور «الحمورية»!
من كان يشك -مجرد شك- أن «داعش» و»القاعدة» و»النصرة» والوهابية وأخواتها من الحركات الإجرامية التي تعمل في أوساط المسلمين قتلا وتشريداً وتشويهاً وتفريقاً، تعتبر حركات إسلامية المنشأ ولكنها ضلت الطريق، فأنصحه وبشدة أن يزور أقرب مستشفى لعمل أشعة للدماغ ليتأكد أن الذي في رأسه مخ بشري وليس فردة حذاء بالية!
من كان يؤمن حقاً ويقيناً أن الصهيونية ليست اليهودية، وأن اليهودية هي الدين السماوي الذي جاء به موسى، وأن الرئيس الأمريكي منتخب بإرادة ديمقراطية صحيحة، وأن القدس ستتحرر بمبادرات «السلام»، وأن «التطبيع» ليس استسلاما، وأن المنطقة يمكن أن تنعم بالهدوء لو توصلنا مع اليهود لحل منصف، وأن باقي دول المنطقة -ما عدا فلسطين- ستنعم بالرخاء والاستقرار و»إسرائيل» على الوجود، فأنصحه بشدة أن يجد لنفسه حفرة ليدفن نفسه فيها؛ فمكانه الطبيعي مع الديناصورات والكائنات المنقرضة!
نحن في عصر تكشفت فيه كل الحقائق، وبات من الواضح الخط الذي يفصل بين الحقيقة والزيف، والحق والباطل، والإيمان والكفر، والإنسانية والتوحش... من اختار طريق الحق يعرف أين يقف، وماذا يفعل، وما الثمن الذي يمكن أن يدفعه لينال ما يصبو إليه مهما كانت العوائق والصعوبات والأراجيف، فهو يعرف مكانه ودينه وأخلاقه ونهاية طريقه.
بينما من اختار الباطل فهو مذبذب، يكذب على نفسه ويمنيها بالباطل، ومليء بالجشع والشح والدناءة والجبن، ويحاول أن يغطي سوء موقفه بادعاء الحكمة والتدين الكاذب، ويظن أنه سينجو يوم الحساب عندما يُسأل عن مواقفه المخزية أنه سيدعي أنه لم يكن يعلم، وأنه اتبع الغالبية التي آثرت الصمت أو التواطؤ، ويظن أنه يستطيع أن يخدع الله وملائكته بادعائه الجهل والعجز، ولكن هيهات!!
دعونا من كل هذا، ولنعتبر أنفسنا بدأنا من الآن. طريق الحق واضح، وطريق الباطل واضح أيضاً، وكل شخص منا لديه الحرية في الاختيار، مهما كانت المبررات والتحديات. فهل سنختار طريق الحق، أم طريق الباطل؟!
فلنتمهل قليلاً، فالقرار مصيري. ولنضع جانباً كل النظريات والآراء والانتماءات والعوائق الفكرية والمادية والمناطقية؛ فما يهم فعلاً هو هل ستختار طريق الله والحق والخير والإنسانية بكل استحقاقاته ونتائجه؟ أم ستختار طريق الشيطان والباطل والتقاعس والبخل والتوحش بكل استحقاقاته ونتائجه؟! الجهاد أم الإجرام والقعود؟ فلسطين أم «إسرائيل» وأمريكا؟ الجنة أم النار والعذاب؟
* نقلا عن : لا ميديا