نفّذت قوات صنعاء البحرية، خلال الساعات الماضية، سلسلة هجمات في البحر الأحمر، طاولت سفناً تجارية كانت متجهة نحو الموانئ الإسرائيلية، بعد أن تجاهلت هذه الأخيرة تحذيراتها وطلبت حماية من قطع عسكرية أميركية. وأكّدت مصادر ملاحية مطّلعة في محافظة الحديدة الساحلية غربي البلاد، لـ«الأخبار»، رصد أكثر من اشتباك بحري، خلال اليومين الماضيين، بين القوات البحرية اليمنية والبحرية الأميركية، على امتداد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر. وأشارت إلى أن انفجارات عنيفة سُمعت فجر السبت بالقرب من سواحل الخوخة، ناتجة من استهداف يمني لسفينة تحمل شحنة نفط كانت في طريقها إلى إسرائيل. وبعد ساعات من الحادث الأول، تمّ تنفيذ عملية هجومية استهدفت سفينة جنوب الحديدة، بحسب المصادر التي أوضحت أن عمليات مماثلة حصلت، فجر أمس، بالقرب من جزيرة حنيش اليمنية المطلة على الممر الملاحي الدولي. من جهتها، أكّدت «هيئة عمليات التجارة البحرية» البريطانية تعرّض سفينة تحمل علم بنما، السبت، لهجوم يمني أدّى إلى أصابتها. وقالت في بيان إن السفينة اصطدمت بجسم مشبوه، معلنة أن طاقمها لم يُصب بأذى. ورغم تأكيدها تعرّض سفينة أخرى لهجوم مساء اليوم نفسه، إلا أنها لم تورد أي تفاصيل حوله. كذلك، أكّدت «القيادة المركزية الأميركية» أن قوات صنعاء استهدفت ناقلة النفط «أم تي ويند» التي ترفع علم بنما وتمتلكها شركة يونانية، بصاروخ باليستي بحري مضاد للسفن أثناء مرورها في البحر الأحمر»، وأشارت إلى أن الصاروخ تسبّب بحدوث فيضان داخل الناقلة، ما أدى إلى فقدان عملية الدفع والتوجيه.
قوات صنعاء أحبطت محاولة تقدّم لـ«العمالقة» في مأرب
على خطّ مواز، تصدّت قوات صنعاء في محافظة مأرب شرق العاصمة، فجر أمس، لهجوم نفّذته «ألوية العمالقة» الموالية للإمارات. وقالت مصادر قبلية، لـ«الأخبار»، إن تلك الألوية حاولت التقدّم في عدد من جبهات مديرية حريب الواقعة بين محافظتي شبوة ومأرب، في اتجاه مواقع تابعة لـ«أنصار الله»، إلا أنها منيت بخسائر جراء تمكّن الأخيرة من إفشال التقدّم، مضيفة أن محاولة التقدّم التي لم تسبقها أي مناوشات عسكرية بين الطرفين، جاءت بعد تلقي التشكيلات التابعة لأبو ظبي تعزيزات عسكرية خلال الأيام الماضية. وبحسب مصادر جنوبية، فإن «العمالقة» خسرت ما يزيد على ستة من عناصرها في المواجهات.
وجاءت تلك التطورات في وقت نفّذت فيه وحدات التعبئة العامة التابعة لقوات صنعاء البرية في سواحل محافظة الحديدة، مناورات عسكرية حاكت فيها مواجهات مع هجوم بري محتمل. وقالت صحيفة «26 سبتمبر» الصادرة في العاصمة، إن هدف المناورة، التي جرت في مديرية الدريهمي الساحلية تحت شعار «انفروا خفافاً وثقالاً»، رفع جاهزية المشاركين في الدورات العسكرية المفتوحة، في إطار الاستعدادات لمساندة القوات المسلحة لنصرة الشعب الفلسطيني. وشملت المناورة استخدام الأسلحة المتوسطة والخفيفة، وتنفيذ عدد من العمليات ضد أهداف افتراضية، وتدريب المشاركين على القنص والرماية والهجوم ومهارات القتال في ميدان المعركة.
وكانت هذه المناورة الثانية في أيام، إذ نفّذت السلطة المحلية والتعبئة العامة في الحديدة، الجمعة الماضي، مناورة عسكرية رمزية بعنوان «حارس الطوفان»، في إطار الاستعدادات لرفع الجاهزية للمرحلة الرابعة من التصعيد. وشملت المناورة تنفيذ عمليات عسكرية افتراضية من مثل التصدي والاشتباك مع قوات معادية، واستخدام الفنون والمهارات القتالية في أرض المعركة، وكيفية مباغتة قوات العدو وإجبارها على الفرار والتراجع بعد تكبيدها خسائر في العدة والعتاد.
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية