إبراهيم السراجي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
إبراهيم السراجي
التعميدة مدرسة شعرية جديدة
التعميدة مدرسة شعرية جديدة
أكبر عملية نهب!
اليمن يكتب نهاية الحرب
لماذا المولدُ النبوي وادّعاءات كُلّ عام؟
معادلةُ اليمن الكبرى.. الأمنُ لكل مستضعفي العالم
هل حان وقتُ المصالحة الشاملة؟
بين صنعاء وفنادق الرياض: اليمنُ في عيون الغرب
لماذا 21 سبتمبر أصدقُ الثورات في ظل وهم الربيع العربي؟
عند اقتراب النصر.. ما المطلوب منا؟
جيش أوروبا: ضربةٌ للهيمنة الأمريكية

بحث

  
العالم يتغير.. نحو نظام متعدد الأقطاب
بقلم/ إبراهيم السراجي
نشر منذ: 5 سنوات و 9 أشهر و 6 أيام
الأربعاء 20 فبراير-شباط 2019 06:07 م



يبدو أن الرئيسَ الأمريكي دونالد ترامب سيكونُ الرئيسَ الذي على يدَيه ستنتهي القطبيةُ الأمريكيةُ الحاكِمةُ للعالم في ظل إصراره على معاداة حلفاء واشطن في العواصم الأوروبية التي بدورها باتت مؤخّراً تسيرُ في منحنى تصاعُدياً عكس التوجّهات الأمريكية في العالم ومنطقة الشرق الأوسط بعدما وصلت المصالحُ بين الطرفين إلى مفترقِ طرق في كثير من الملفات، بالإضافة إلى أسلوب ترامب المُهين للدول الأعضاء في حلف الناتو الذي تقودُه بلادُه.

الدولُ الأوروبيةُ لم تكتفِ بالتمثيل المتدنّي في مؤتمر وارسو، بما في ذلك بولندا الدولة المستضيفة للمؤتمر، بل وصل بها الحالُ إلى مهاجَمةِ المؤتمر وأهدافه التي تصُبُّ في مصلحة الكيان الصهيوني وتعرِّضُ العالمَ ومنطقة الشرق الأوسط لحروبٍ مدمرة، وهو ما عبّر عنه عددٌ من وزراء الخارجية الأوروبيين، على رأسهم الفرنسي والألماني.

خلال مؤتمر وارسو، أطلق نائبُ الرئيس الأمريكي، مايك بنس، تصريحاتٍ قال فيها إنه حان الوقتُ لأَنْ تقومَ الدولُ الأوروبية بالانسحاب من الاتّفاق النووي الإيراني، لترد الدولُ الأوربية في مؤتمر ميونخ للأمن الذي عُقد عقب يوم من مؤتمر وارسو وتؤكّــد أن الأخيرَ يهدّدُ الأمنَ والسلمَ في الشرق الأوسط مؤكّــدة تمسّكها بالاتّفاق النووي؛ باعتبار أن الخروج منه هو ما يهدّدُ السلامَ العالمي.

الدولُ الأوروبيةُ صمّمت على مواجهة الولايات المتحدة والعقوبات التي فرضها ترامب على الشركات التي ستواصلُ التعاملَ مع إيران، وقامت بإنشاء نظامٍ مالي مستقلّ؛ لمواصلة التعاون الاقتصادي مع إيران؛ تطبيقاً لالتزاماتها بموجب الاتّفاق النووي الذي صادق عليه مجلس الأمن في عام 2015م.

هذا النهجُ التصادُمي لم يكن معهوداً من الدول الأوروبية، لكن فيما يبدو أنه مع وصول ترامب للبيت الأبيض لم تجد تلك الدولُ بُدّاً من التصادم؛ حفاظاً على مصالحها التي تريدُ واشنطن الإضرارَ بها لتلبيةِ رغبات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

عقب مؤتمر وارسو اطلعت على الصحافة الأوروبية والتقارير التي نشرتها كبرياتُ الصحف وكانت كلُّها تهاجمُ المؤتمرَ ومخرجاتِه وتعتبرُه تهديداً للسلام العالمي ولمصالح الاتّحاد الأوروبي على نحو متطابقٍ مع تصريحات المسؤولين الأوروبيين.

ليس ذلك وحسب، فالدولُ الأوروبيةُ أفصحت بشكل علَني خلال القمة التي جمعت المستشارةَ الألمانية والرئيسَ الفرنسي مؤخّراً عن رغبتها في إنشاء جيش أوروبي موحَّد بعدما وجدت دولُ الاتّحاد الأوروبي أن بقاءَها في حلف الناتو لم يعُدْ مفيداً؛ لأَنَّ أمريكا تريدُ أن يظلَّ الحلفُ رهناً لإرادتها ولو على حساب الدول الأوروبية.

أيضاً ليس ترامب هو السببَ الوحيدَ لانهيار الحلف الأمريكي الأوروبي، صحيحٌ أنه فَضٌّ في تعامُله مع الحلفاء ويهوى إهانتهم على نحو علني، غير أن تغيُّر المصالح الاقتصادية وصعودَ قوىً جديدة كانت ستقودُ نحو التصادم مع أوروبا سواءٌ أكان ترامب في البيت الأبيض أَو كان هناك رجل آخر.

ثمة عواملُ أخرى تقودُ النظامَ العالمي الحالي مجبَراً نحو استيعاب المتغيرات الدولية، خصوصاً بعدما وصلت الرأسمالية العالمية إلى طريق مسدود بل وباتت الرأسمالية والعولمة مصدرَ رفض في الولايات المتحدة بعد الصعود الاقتصادي للصين، ولكن هذا الموضوع يحتاجُ إلى بحث آخر؛ لأَنَّ موضوعه طويلٌ ومتشعب.

المهمُّ أننا اليوم نرى العالَمَ يتغيّرُ بشكل ملحوظ، خصوصاً إذا ما نظرنا إلى الحلف الذي فرضته المصالحُ بين روسيا وتركيا وإيران وكذلك التحالف بين روسيا والصين والأخيرة باتت الخصم الأكبر والأخطر للولايات المتحدة وبات الصراع بينهما اقتصادياً وما ينسحب على ذلك من صراع سياسيّ وعسكريّ، هو عنوان المرحلة القادمة، التي تنتهي فيها القطبية الأمريكية.
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالله علي صبري
الإنسحابُ المغربي من التحالف السعودي .. أبعدُ من مناورة وأكثر من أزمة " تقدير موقف "
عبدالله علي صبري
عبدالفتاح علي البنوس
الحديدة ومخططات الغزاة والمرتزقة
عبدالفتاح علي البنوس
حسن حردان
تظاهراتُ اليمن.. والردُّ العملي على مؤتمر وارسو
حسن حردان
طالب الحسني
إحاطة غريفث بشأن الحديدة آمال دون أعمال
طالب الحسني
صلاح الدكّاك
جلسة بيرة على فراش نتنياهو
صلاح الدكّاك
عبدالفتاح علي البنوس
غريفيت …. ماذا بعد ؟!!!
عبدالفتاح علي البنوس
المزيد