بمجرد إعلان حكومة العدوّ الإسرائيلي بدء عملية برية في رفح جنوب قطاع غزّة، دخلت المرحلة الرابعة من التصعيد اليمني حيز التنفيذ.
تشتمل المرحلة التي كان قائد حركة "أنصار الله" سماحة السيد عبد الملك الحوثي قد أكدها بعد بيان عسكري يمني، على محاصرة واستهداف السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة في البحر الأبيض المتوسط، وفرض عقوبات على سفن الشركات التي تربطها علاقات بالكيان الإسرائيلي.
أكثر من بيان عسكري يمني خلال الشهر الماضي أعلن عن عمليات استهدفت سفنًا وبوارج حربية أميركية، ومن بين العمليات، نفذ ثلاث منها في البحر الأبيض المتوسط، وهو تطوّر نوعي وله حساباته ودلالاته، كما أن تنفيذ العمليات والقدرة المستخدمة آخذان في التطوير وهو أمر لم تخفه صنعاء بل تشدد عليه، وفق ما أكد السيد عبد الملك الحوثي الذي شدد على أنه كلما ابتعد الأعداء كلما أعطانا ذلك القدرة على تطوير قدراتنا.
يوم أمس الأربعاء، أعلن العميد يحيى سريع، الناطق باسم القوات المسلّحة اليمنية عن تنفيذ ست عمليات استهدفت سفنًا في البحر الأحمر والبحر العربي والبحر الأبيض المتوسط. مجمل ما أعلنه العميد سريع نفذ في غضون ٢٤ ساعة، وقد استُهدفت إحدى السفن على دفعتين وأصيبت بخمسة صواريخ.
ما جرى من عمليات وحجم الإصابات في السفن، يدلل على كثافة نارية قد استخدمت وبمختلف أنواع الأسلحة البحرية والصاروخية وبواسطة المسيّرات، والمدى الزمني المفتوح في التعامل مع الأهداف ومتابعتها في مسرح العمليات.
لكن الأهم في صورة المشهد منذ أسابيع هو اتّخاذ المرحلة الرابعة من التصعيد مسارًا تصاعديًا، يمكن التأكيد بأن ذروته هي في عمليات يوم الأربعاء 29 - 5 - 2024، إلا أن هذه الذروة تعتبر تمهيدية لما سوف يرسو عليه المشهد خلال الأيام المقبلة، مع توعد صنعاء بالتصعيد خصوصًا وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمق من عملياته في رفح مرتكبًا المزيد من المجازر بتغطية أميركية واضحة بعد تأكيد البيت الأبيض بأنه لم يلمس عملية برية واسعة حتّى الآن.
في مقابل التصعيد اليمني الواضح الذي يقابل ويحاكي التصعيد الإسرائيلي في رفح، يلاحظ الصمت الأميركي والإسرائيلي، حتّى في وسائل الإعلام الغربية، اتّجاه الضربات التي يتلقونها من اليمن، ومرد ذلك إلى محاولة امتصاص ردود الأفعال لدى الرأي العام خصوصًا مع عجز واشنطن عن منع اليمن من تنفيذ قراراته أو نجاح العداون العسكري المباشر في تحقيق أهدافه.
وعليه، إن المرحلة الرابعة من التصعيد آخذة في التصاعد بما يحقق ضغطًا أكبر على صناع القرار في واشنطن أولًا، خصوصًا مع بدء شركات النقل برفع الصوت، وكذلك في "تل أبيب" حيث يحذر خبراء ماليون واقتصاديون من تبعات صعبة على الاقتصاد الإسرائيلي جراء الحرب ونفقاتها، وبطبيعة الحال ما أحدثته العمليات العسكرية اليمنية من تأثير أضرّ بميناء إيلات، ومع المزيد من الضرر على خلفية توسيع صنعاء عملياتها حتّى البحر الأبيض المتوسط.
* نقلا عن :موقع العهد الإخباري