لقد أدّى السيدُ عبدُالملك الحوثي وأنصارُ الله دورَ طليعة الشعب في مواجهة العدوان طوال أربعة أعوام، والطليعةُ تمارسُ مهامَها وأدوارَها كطليعة فقط عندما تتجنَّبُ الاعتزالَ عن الجماهير وتجسد طليعيتها بكل جدية كممارسة عملية، وهذا ما يقومُ به أنصارُ الله، ويتطلَّبُ منهم التعمقَ فيه وتطويرَه، وخاصةً الاختلاطُ مع الجماهير والانفتاحُ مع كُــلّ مَن له مصلحه من الثورة الاجتماعية الديمقراطية والسيادة الوطنية، فليس هناك حدٌّ نهائي للتغلغل بين أوساط الجماهير والانفتاح عليها.
ومن تجربة التأريخ ندركُ بأن جزءاً من أزمة الحركات الثورية كانَ حين تنفصِلُ هذه الحركات الثورية عن الجماهير أَو تدّعي التعبيرَ عنها بدون التخالط معها ودون استيعابٍ أكملَ لأوضاعها وطموحاتها.
وهناك مقولةٌ هامةٌ لقائد الثورة البلشفية فلاديمير لينين يقول فيها، بأن “نهايةَ الشيوعيين هي حين يتحوّلون على بيروقراطيين” أي التحوّل من حركيين في أوساط الشعب إلى إداريين في الدولة والحزب، واستقلالية الحزب الشيوعي في الاتّحاد السوفياتي عن الطبقة العاملة وتحول قياداته إلى موظفين حكوميين إداريين لا حركيين فاعلين، كان لهذا السبب دورٌ في انهيار التجربة السوفياتية.