صلاح الدكّاك
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
صلاح الدكّاك
أفيخاي أضرعي يرفع «قميص هنية»
يحيى
يحيى
زمن أبي جبريل
زمن أبي جبريل
ألف مرحى!
زمن أبي جبريل
حين تُحلِّق يافا
بندقية أبي جبريل.. العمود الفقري لمستضعَفي العالم.. كُش ملك..كُش أمريكا
لأنك نصرالله
الهدنة التي أنقذت «العاصفة» يجرفها الطوفان
لغ...زة أبكي حين أبكي لطهرانِ

بحث

  
شعب اسمه عبدالكريم الخيواني
بقلم/ صلاح الدكّاك
نشر منذ: 5 سنوات و 8 أشهر و 9 أيام
الثلاثاء 19 مارس - آذار 2019 06:42 م


سيدي ومعلمي وأخي وصديقي...كنت قد عكفت بعد اغتيالك أدوزن شلالات حزني برحيلك الصاعق شعراً ونثراً موقناً أن لا منتهى سيحد اعتكافي فالفجيعة بك لم تكن عرضاً خارجياً عابراً بتخوم زمنية منظورة للتعافي بل اجتياح لا سابقة له في كل محطات فجائعي أوغلت معه الفجيعة عميقاً لتستوطن نواة روحي ومسارب دمي ودمعي بحيث بات الحزن سجية السجايا وعاطفة العواطف الناظمة لكل سجية وعاطفة لدي.....

كيف يمكن لرجل استثنائي عميم الحضور حد الطغيان كعبدالكريم الخيواني أن يكون غيابه إلا استثنائياً وجارفاً ومدمراً بحجم حضوره المستبد العميم....كيف يمكن لرجل أشعل حرائق كونية بحجم ما أشعلت أن ينسحب بهدوء من يوميات كوكب الأرض دون أن يترك في القلب والذاكرة رماداً بحجم الكوكب وجمراً بوفرة نجوم سمائه..

كيف يمكن لرحيلك الكبير أن يأخذ موضعه في سياق المجريات اليومية العابرة لأرتاح فأتفلت من خناق أنياب الحزن الناشبة في لحم الروح بقسوة تعادل طغيان حضورك في الروح....كيف لرجل الأعاصير والعواصف الكونية العظيمة المدمرة أن ينصرف بخفوت و خالي الوفاض دون أن يأخذ في معاطف رحيله الشموس والأقمار والدقائق والساعات و أوراق الكتابة ومداد الكلمات وبذور الأبجدية وأنساغ الدلالات وغاب السنديان الموصول بلحاء أنامله فلا يبقي لنا ولا يذر إلا هدير الذكرى في الفراغ الفسيح.....أما سؤال الأسئلة وأكثرها عبثيةً وأنكاها فكان ولايزال : كيف تسنى لرصاصة وضيعة ضئيلة وبلا وزن أن تخطف مجرةً باتساع عبدالكريم الخيواني وتغيب بها في الزحام ذات غفلةٍ باهظة مثخنة بحسن الظن!

صبيحة اليوم التالي لفاجعة رحيلك حزمت حطام أضلاعي ورحلت بحثاً عن مغارةٍ وحشة مواتية لإعادة لصق جذاذها قارباً ومجاديف تنوء بأحزان الرحيل...عكفت لأكتبك لأكتبني لأكتب وجعي بك شعراً ونثراً لكن رصاصة الغيلة الضئيلة لم تمهلني أكثر من بضع ليالٍ وأيام قبل أن أفيق وقد تخلقت لضآلتها أجنحة ضخمة ومحركات و جنازير ودروع من الفولاذ وباتت إصبع القاتل تحالفاً كونياً قوامه مئات الآلاف من الأوغاد والمأجورين وشذاذ الأصقاع والقراصنة القادمين جواً وبحراً وبراً لافتراس حلمك الكبير الذي غذوته روحك ودمك وغادرته وقد تخلّق ثورةً وبلداً عصامياً عصياً على الطغاة والأوصياء وشعباً يرفع قهره سماوات كبرياء وطموح وأشواق انعتاق يمانية خيوانية أنصارية حسينية لا حد لها ولا قبل للطغاة بوأدها وتقويضها...

عكفت لأكتبك ألماً فانتصبت بنادق الثوار الحفاة المتحدرين من أصلاب نضالاتك تكتبك بالرصاص الحي على صدور الجبابرة والجلادين أملاً لصدور المستضعفين وقيامة جحيم لامبراطورية الدهس الامبريالي وملوك الاستكبار ...

أنت حاضر في صورة كل بطولة يحرثها رجال الرجال بالأظافر والحفا على صخر جبال يمن عبدالكريم الخيواني...

أنت حي في لعلعات الرصاص التي تخرج من سبطانات رجال الرجال طازجة ومتوهجة ككلماتك لتستقر في مفارق جماجم أعداء الشعوب وأكلة لحوم المسحوقين من (نجد مجارير القار) إلى (واشنطن المصب والمنبع).

وكان ضريحك قد تراءئ لروحي الموجعة ذات وهن مستبد ثقباً أسود ابتلع معه كل إمكانية لمعاودة الحلم في وطن كريم أو أدنى من ذلك ثم ها أنا أراه اليوم رأي اليقين ثقباً أسود لكن لأطماع الطغاة ولصوص الأكفان والجثامين ...و لا عزاء لقاتليك في انبعاثك حياً عميم الحضور كما كنت وفوق ما كنت، أيها الواحد الذي تناسل شعباً اسمه عبدالكريم الخيواني.
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
محمد الوجيه
من يهدد الأمن القومي السعودي؟
محمد الوجيه
عبدالفتاح علي البنوس
أين مايكل لوليسغارد ؟!
عبدالفتاح علي البنوس
د.أحمد الصعدي
مِن جمعة الكرامة إلى كرامة الوطن والشعب
د.أحمد الصعدي
زياد السالمي
أسطورة وطن
زياد السالمي
زيد البعوه
الخيواني.. شهيد الحرية
زيد البعوه
شارل أبي نادر
كيف غَيَّرت الحربُ على اليمن المعادلات التاريخية للحروب؟
شارل أبي نادر
المزيد