عبدالمجيد التركي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالمجيد التركي
عن البردوني و«مهرجان أبي تمام»
شهداء الفجر
الرد الإيراني
صديقة «إسرائيل»
العدو الهش
تهمة المعرفة
عن الشعر الحميني
شياطين رمضان
شهر مبارك
غراب قابيل

بحث

  
كنيسة نوتردام
بقلم/ عبدالمجيد التركي
نشر منذ: 5 سنوات و 6 أشهر و 29 يوماً
الجمعة 26 إبريل-نيسان 2019 07:17 م




احترقت كنيسة نوتردام في فرنسا، قبل أيام، فامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والقنوات الفضائية بصور الكنيسة وهي تحترق، وامتلأت هذه الوسائل أيضاً بالتباكي على تحفة فنية عمرها 800 عام، كما يقولون.

تحول السطحيون إلى مثقفين عميقين، وذرفوا دموعاً وأمانيَ بزيارة هذه الكنيسة البديعة، ربما لأنهم عرفوها من خلال رواية "أحدب نوتردام" التي كتبها فيكتور هوغو، لكن الأغلبية منهم لم يرَ هذه الكنيسة إلا يوم احتراقها.

وقبل أن يتساءلوا كثيراً كيف احترقت، جاء التصريح من فرنسا بأنها احترقت بسبب ماس كهربائي ناتج عن أعمال الصيانة. لكنهم لم يتساءلوا: كيف تركوها تحترق دون أن تتحرك دولة بحجم فرنسا لإطفائها سريعاً!؟
وأجابوا على هذا السؤال بقولهم: إن الماء سيفسد معالمهم الأثرية!!

يا له من عالم منافق! اليمن تحترق منذ أربع سنوات بصواريخ بني سعود، الذين قصفوا المتاحف والمناطق والقلاع الأثرية، وتطاولوا أكثر حتى طال قصفهم صنعاء القديمة، ومع ذلك لم نرَ كل هذا التباكي تجاه واحدة من أجمل مدن الدنيا وأعرق بلدان الأرض حضارةً وتراثاً وإنسانية.

حتى مثقفونا اليمنيون كانوا يصمتون في مواقع التواصل الاجتماعي حين تقوم السعودية بقصف مناطق أثرية، ويتظاهرون بعدم التواجد مع كل صاروخ يسقط على صنعاء، وقد تصل الوقاحة ببعضهم إلى التشفي أو إلى إلقاء اللوم على الحوثيين بأنهم سبب كل هذا العدوان على اليمن. وحين احترقت كنيسة نوتردام تحولوا إلى متسامحين مع الأديان، ومتقبلين للآخر، ومتباكين على تراثه الإنساني والحضاري، مع أن كنيسة عمرها 800 عام ليست سوى رقم ضئيل بجانب مدينة كصنعاء عمرها 12 ألف سنة، ولا تساوي هذه الكنيسة -من الجانب الحضاري- زقاقاً واحداً من أزقة صنعاء القديمة. 

كنيسة نوتردام بالتأكيد هي تراث إنساني وأهم معلم من معالم فرنسا، ومن حق أي إنسان أن يحزن على أي تراث يتم هدمه في أي مكان على الأرض.. لكن كم هو سيئ هذا النفاق بشكله الحضاري التافه الذي سكت عمَّا يحدث في اليمن منذ أربع سنوات، وما زال صامتاً.. اليمن المتحف المفتوح، فأينما وليت وجهك ترى الحضارة تنطق من كل مكان فيه.

كان أول المتبرعين لإعادة ترميم الكنيسة زوج الممثلة الإباحية سلمى الحايك، الذي تبرع بمائة مليون دولار.. ما أسوأ أن يتم إعادة ترميم الكنيسة بما تشقق من سلمى الحايك!!

* نقلا عن موقع لا ميديا
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالحافظ معجب
للإرهاب دين وهوية
عبدالحافظ معجب
هشام الهبيشان
بعد أربعة أعوام من العدوان.. الحرب على اليمن إلى أين؟!
هشام الهبيشان
عبدالله علي صبري
لعبة الأمم في اليمن حربا وسلما
عبدالله علي صبري
أنس القاضي
تحالف المرتزقة الجديد.. بعثُ مسخٍ ولد ميتاً
أنس القاضي
د.أحمد الصعدي
ليس للمدموزيل فلورونس بارلي من يراسلها
د.أحمد الصعدي
يحيى المحطوري
ذلك فضلُ الله يؤتيه من يشاء
يحيى المحطوري
المزيد