سعدت بالنتيجة التي انتهى إليها فصل من فصول صراع العملاء الدائر في عدن وأثره في غيرها من المناطق اليمنية المحتلة، بانتصار أذناب أبو ظبي ومجلسهم الانتقالي العميل للتحالف الأمريكي الصهيوني بشقه الإماراتي الوكيل، على نظرائهم أذناب الرياض وشرعيتهم الانتقالية العميلة للتحالف ذاته بشقه السعودي الكفيل.
نعم سعيدٌ حقاً ومتفائل أيضاً بهذا الانتصار- أيَّاً كان مداه والخفايا وراءه -ليس فقط لأن القتال حُسم سريعاً فيه ولم تطُل مضاعفة عناء الناس هناك منه؛ لكن أيضاً لأنه بالدرجة الأولى يسهم إسهاماً مهماً في استكمال فضح حقيقة الخيانة الوطنية العظمى، التي ارتكبها عامداً مع سبق إصرار وترصد الرئيس الدُّمْيَة، عند كثير من المصدقين -أو المدعين تصديق- ذريعة شرعيته والمتعلقين به.. فذلك من جانب يعني سقوط أكذوبة الشرعية وحجتها الواهية واللئيمة في آن لتأييد تحالف العدوان أو الحياد بشأنه؛ وإن بقي رئيسها يؤدي دوره الخياني المرسوم حتى حين، فلن يبقى إلَّا كما هو في حقيقته “دُمْيَةً” مدانةً حتى في أعين أقرب المقربين إليه من مؤيديه وفي سرائرهم، ناهيك عن العائدين إلى صنعاء من المغرَّر بهم المنتظر ازدياد عديدهم.
ومن جانب آخر، فلأن انتصاراً كهذا يؤدي على الأرجح إلى تمهيد السبل لتسوية سياسية مقبولة لهذه الحرب العدوانية التي طالت واستطالت على بلادنا، وتحريك فرصها وآليات حلها السلمي اللائق- ولو في حده الأدنى -بتضحيات أبناء اليمن ومجاهديه وأبطال عسكريته الفذة وقيادته الوطنية الحرة، على امتداد جبهات فدائييه وجرحاهم وكل روضةٍ من رياض شهدائه الأجواد من أقاصي صعدته حتى مختلف أصقاع أرضه>. ولئن كان ذلك لن يتم إلا بعد فصلٍ ما من اشتداد ضراوة هذه الحرب واتساع مديات الاستهداف فيها، فإن من بداءة الصراع عبر التاريخ ألَّا يصل بك لسانك في جولات معارك السلام وقاعاته عادةً إلى أبعد مما يستطيع سلاحك إنجازه في جولات معارك الحرب وساحاتها.
وليس لديَّ أدنى شك في المدى العظيم والبعيد الذي أثبت سلاح اليمن قدرته على إنجازه وبلوغه طوال أعوام الثبات والصمود الأسطوري الخمسة حتى الآن في وجه تحالف الوصاية والعدوان الدولي عليه بعتاده المهول ومرتزقته المتعددي الجنسيات محلياً وإقليمياً ودولياً، فضلاً عن التواطؤ الكوني معه.
عيد مبارك على الجميع، بعد المرابطين المدافعين عنا بالطبع في جبهات الشرف والسيادة الوطنية.. وكل عام واليمن وأهله بخير.