|
الاستخبارات السعودية والتهييج الطائفي للإسلاميين
بقلم/ محمد طاهر أنعم
نشر منذ: 4 سنوات و 10 أشهر و 8 أيام الخميس 16 يناير-كانون الثاني 2020 09:58 م
تستمر الاستخبارات السعودية القذرة في استخدام كثير من حمقى الإسلاميين في التهييج الطائفي الذي لا يخدم إلا الكيان الصهيوني اللقيط.
منذ 40 سنة والنظام السعودي يحرك بعض الإسلاميين عن طريق اختراقهم بالعملاء وعن طريق الإعلام المهدف لدفعهم للوقوف في الصف الخطأ ضد كل معارك الأمة المسلمة.
لما وقف عبدالناصر ضد بريطانيا وفرنسا في تأميم قناة السويس وضد إسرائيل في المواجهة السياسية ثم العسكرية ثم الاقتصادية، تحركت استخبارات بني سعود لتحريك بعض الإسلاميين لوصفه بالشيوعي والاشتراكي والقومي المنحرف والمخالف للإسلام والمرتد.
وصبت جهود أولئك الإسلاميين المغفلين لصالح القوى الغربية النافذة وربيبتها إسرائيل.
ولما انقلب الإيرانيون المتدينون (بقيادة العرب الهاشميين) على النظام الإيراني الفارسي العنصري بقيادة الشاه وبلاطه، وكان هناك ترحيب إسلامي وشعبي بداية بهذا الانقلاب الإسلامي والثورة الإيرانية، حركت استخبارات بني سعود بعض الإسلاميين لتشويه تلك الثورة ووصفها بالفارسية المجوسية الكافرة، رغم أنها في حقيقتها انقلاب عربي هاشمي ضد الحكم الفارسي العنصري، وهي أول حادثة من نوعها تقع داخل الأراضي الفارسية منذ سقوط الدولة العباسية.
والسبب معروف، وهو موالاة نظام الشاه السابق وتبعيته للغرب، ومعارضة النظام الحديث لذلك الغرب.
وتم دفع بعض القيادات الإسلامية بسذاجة منقطعة النظير لتأليف كتب مثل "وجاء دور المجوس" وغيره، وكلها تصب -بقصد أو دون قصد- لصالح خدمة المشروع الغربي، وتشويه أي مقاوم له.
ثم جاءت "حماس" لتقاوم الكيان الصهيوني، فوجهت الاستخبارات السعودية أذرعتها لتشويهها بحجج مختلفة، وأنها ضد مصالح الأمة، وأنها مارقة، وتعادي مصر وتتآمر عليها، وغيرها من الحجج.
وقام صدام حسين في بداية التسعينيات بتحدي النظام الأمريكي، ودخل في مواجهة عسكرية معه بعد احتلال الكويت وقيام حرب الخليج "عاصفة الصحراء"، فبدأت أذرع استخبارات بني سعود بتشويهه، رغم مدحهم الطويل له أثناء حربه لإيران، واكتشفوا حينها أنه بعثي مرتد، وصدرت فتوى لابن باز بذلك، تداولها مغفلو الإسلاميين في كل مكان، لتشويه صدام وقت مقاومة أمريكا فقط.
وبمجرد انتهاء مقاومته لها، ثم إعدامه لاحقا في بغداد وحضور هتافات طائفية حمقاء وقت الإعدام، تحركت استخبارات بني سعود لتوعز لمغفلي الإسلاميين لاعتباره شهيدا بطلا مناضلا ضد الشيعة والصفوية، ويحاولون رفع اسمه للآن مناهضا لإيران غرماء أمريكا، وليس مناهضا لأمريكا.
وفي انقلاب "أنصار الله" في اليمن ضد حكومة الفساد والعمالة والتبعية، في 2014، وظفت الآلة الإعلامية لاستخبارات بني سعود كل إمكاناتها لتحريك كتائب المتأثرين بالخطاب الطائفي والمناطقي لمواجهة ثورة التحرير هذه، وتم توجيه قنوات طائفية لهذا الخطاب (صفا ووصال) وقنوات مناطقية (الحدث وسهيل ويمن شباب وغيرها) وصحف ومواقع وشراء ذمم إعلاميين وشخصيات لهذا المنحدر السحيق في التصفيق للفاسد والعميل وحكومته ضد من يحاول التحرر منها، للأسف.
ثم في الحادثة الأخيرة لمقتل اللواء الإيراني قاسم سليماني والعميد العراقي أبو مهدي المهندس، تحركت مجموعات المتأثرين بالتوجيه الاستخباراتي السعودي الطائفي لوصف سليماني والمهندس بالقتلة والمجرمين، ومحاولة كبح التعاطف الشعبي معهم كمقتولين ظلما في عملية اغتيال آثمة.
ولما قامت "حماس" بالتعزية جن جنون استخبارات بني سعود التي ظنت أنها نجحت في تحقيق اصطفاف طائفي لصالح الغرب والكيان الصهيوني، فأوعزت لعملائها للقيام بحملات تحريض وتشويه ضد الحركة على أوسع نطاق.
ثم تفاجأت تلك الاستخبارات اللعينة لاحقا بتعزية من الرئاسة التركية للإيرانيين ثم الماليزية، فأسقط في يدها، ومازالت تحت هول الصدمة التي أتوقع أن تتعامل معه قريبا بتحريك أذيالها للتشويه المعتاد.
وكل هذا لا يعني أن استخبارات الغرب لا تحرك في الطرف الآخر بعض حمقى الشيعة للتشويه والدخول في صراعات بينية تافهة، مثلما تعمل استخبارات بريطانيا مع الشيعي الكويتي ياسر الحبيب، صاحب القنوات والصحف الموجهة، إضافة لبعض العراقيين المندفعين والإيرانيين عملاء فرنسا والغرب.
وهذه مشكلة حقيقية للأمة الإسلامية يجب على العقلاء التصدي الدائم لها.
* نقلا عن لا ميديا |
|
|