أمور كثيرة تلفت الانتباه بشدة، وتثير الدهشة والاستغراب، في اعترافات عناصر الخلايا التي جندتها المخابرات السعودية، وضبطت في عملية "فأحبط أعمالهم"، لعل أهمها: سهولة تجاوب تلك العناصر واستعدادها للقيام بأعمال، وتنفيذ مهام تصنف في خانة جرائم الخيانة الوطنية.
فلم نسمع في تلك الاعترافات أن هناك من تردد كثيرا وفكر في العواقب أو سأل نفسه بجد هل يجوز أو لا يجوز الإقدام على ما هو مقدم عليه؟ وبعض العناصر ذهبت أبعد من ذلك، إذ لم تكتفِ بتوريط نفسها في العمل لصالح مخابرات العدوان السعودي، بل جندت وورطت أقاربها.
لم يكن عناصر تلك الخلايا مراهقين يجهلون القانون ولا يدركون عواقب ما يفعلونه، بل هم ضباط كبار في جهازي الأمن والدفاع، وقد يكون بعضهم انتمى للأمن السياسي أو الأمن القومي.
كشفت أقوال المضبوطين أن القيم التي تربوا عليها ليس من بينها الإخلاص للوطن والإخلاص للمؤسسة وللشعب اليمني، بل قيم النجاح الشخصي المحصور في الترقي الوظيفي وكسب المنافع المادية (أموالاً وأراضي وغيرها). أما ولاؤها فكان للأشخاص، فكما يميل الشخص تميل معه.
هكذا جرت تربية تلك العناصر على قيم وأخلاقيات نظام كان كبار رموزه عملاء أو "أصدقاء" للسعودية أو لغيرها من الدول، وقدم لها قادته أسوأ قدوة تقتدى. ألم يكن رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، وهما شاغلا أعلى وأهم منصبين في الدولة اليمنية، يتلقيان مرتبات شهرية بملايين الريالات السعودية من اللجنة الخاصة، ومثلهما كبار قادة الدولة والأحزاب والقبائل؟! أما قائد هذه العناصر المباشر فهو قائدهم السابق في وزارة الداخلية، وهي وزارة سيادية ويا للعجب!
وهكذا في ظل نظام فاسد مفسد لغيره عاش الخواء المعنوي، ما أرخص الوطن! وما أسهل الخيانة!
* نقلا عن موقع #لا_ميديا