|
حوار بريء
بقلم/ د.أسماء الشهاري
نشر منذ: 8 سنوات و 3 أشهر و 21 يوماً الجمعة 26 أغسطس-آب 2016 07:22 م
الأم: عزيزي سامي لماذا تبكي؟ و ما الذي تمسكه بيدك؟ رفع سامي الصغير رأسه إلى والدته و قد امتلأت عيناه بالدموع، و قال لها : هذه ميدالية يا أمي و هي هدية من أعز أصدقائي أحمد.. الذي قتلته الطائرات..
الأم: تعال إلى حضني يا حبيبي.. أعرف كم كنت تحب صديقك أحمد.. لكنه في الجنة الآن..
سامي : لكني أفتقده كثيراً يا أمي..لماذا قتلوه؟ لماذا رموا على جسده الصغير قنبلةً كبيرة؟ لماذا يقتلونا بهذا الشكل يا أمي؟… لكني أعرف السبب.. الأم:و ما هو السبب يا صغيري؟ سامي : سمعت شيخهم يقول إننا روافض.. لكن ما الذي رفضناه يا أمي؟
الأم: رفضنا الذل و الهوان يا بني.. سامي : و هل هذا يعتبر عملاً سيئاً.. الأم: لا يا حبيبي.. بل هو ما يجب أن يفعله كل إنسان حر.. سامي : لكن.. ذلك الشيخ الذي يصلي بالناس في الكعبة المشرفة يا أمي و له لحية طويلة.. و صوته في القرآن يعجبني.. سمعته يقول_ إننا أخطر من اليهود!! و أننا مجوس!! ما معنى مجوس يا أمي و هل نحن أخطر من اليهود؟؟ لماذا هل نحن نقتل المسلمين؟ ألسنا نصلي كما يصلي و نقرأ القرآن مثلهم.. أنا لا أفهم يا أمي لماذا دمروا بلدنا الحبيب؟ و لماذا يقتلونا ألسنا مسلمين مثلهم؟ هل ربنا ليس هو ربهم يا أمي؟ هل إلاههم غير إلاهنا؟ هم يقولون أننا أخطر من اليهود؟!
الأم: آآه يا حبيبي الصغير.. لقد طرحت أسئلة كثيرة.. لكني سأجيب عليك..
سامي :كلي آذان صاغية يا أمي..
الأم:ذلك الشيخ يا صغيري الذي له لحية طويلة و يعجبك صوته في قراءة القرآن؛ لا تغرنّك قراءته يا بني، فهناك أحاديث كثيرة لرسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم تحدّث فيها عنه و عن أمثاله، و قد قال عنهم أن قرائتهم لا تتجاوز حناجرهم، و أنَّ حافظ القرآن الذي لا يعمل به هو أول من توقد به النار يوم القيامة، و أنَّ القرآن سيكون حجة عليه و ليست له.. آه.. يا حبيبي الصغير.. نحن لسنا أخطر من اليهود.. نحن مسلمين أهل الحكمة و الإيمان كما شهد لنا سيد الخلق و المرسلين بذلك، و لكن الذي يشبه اليهود هو من تولّاهم يا بني و ليس نحن..
سامي : و من تولاهم يا أمي؟
الأم:الذين تولونهم هم من أباحوا دمائنا دون وجه حق و قاتلونا معهم، يقول الله في كتابه العزيز يا بني: “و من يتولهم منكم فإنَّهُ منهم” و هؤلاء الشيوخ التكفيريين يا بني هم من تولوا أعداء الله و قاتلونا معهم هم و حكامهم العملاء و الخونة لله و الدين ..
سامي : سننتقم منهم يا أمي.. سنقتلهم كما قتلونا و قتلوا صديقي العزيز و ندمر بلدهم كما دمروا بلدنا..
الأم :لا يا صغيري.. نحن لن نفعل ذلك و ليست هذه تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، كما أن الشعب لا ذنب له وليس كله موافق على ما يقوم به حكامهم و ما يقوله مشائخهم.. و نحن لا نقتل الآمنين في بيوتهم..
سامي : سأكبر بسرعة لأقاتل إلى جانب الرجال الأبطال في الميدان و آخذ بثأر صديقي و كل من قتلوهم ظلماً.. فهل ستمنعيني يا أمي؟
الأم : كلا.. بل سأكون معك و إلى جانبك أيها البطل الصغير،،
|
|
|