د.أسماء الشهاري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
د.أسماء الشهاري
سلامٌ إلى قبلة التضحيات..
غزة بين الصهاينة والمتصهينيين
على طريق الأقصى
مجازر الصهيونية تؤكد هزيمتها المدوية
طوفان الأقصى. فجرُ الانتصار
عاش الأحرار.. ولُعِنَ الأفَّاكون
كما عاد الأسرى سيعود المسرى
شكراً أمريكا..!!
حيَّ على خير اليمن
عندما تتجزأُ الإنسانية

بحث

  
حلم أحمد
بقلم/ د.أسماء الشهاري
نشر منذ: 8 سنوات و شهرين و 23 يوماً
الإثنين 29 أغسطس-آب 2016 03:49 ص




ذات صباح لم يكن مشرق ولا دافئ.. بل بارد و كئيب.. لم تعد تشعر أم أحمد الطفل ذو الخمس سنوات بفرق بين نور الصباح أو عتمة الليل.. فالظلام الذي خيّم على جوانحها و ملأ أركان نفسها هو السائد على المشهد.. كل يوم يمر كسابقه.. الخوف و التوتر هما الضيفان الثقيلان الغير مرغوب بهما.. 

كانت أم أحمد تعد وجبة الإفطار لطفلها الصغير المنهمك بالحديث مع ألعابه.. و هي تتطلع إليه بنظرات ملؤها الحب و الشفقة على هذا الصغير الذي قد حرم من أن يهنأ بطفولته كغيره من أطفال العالم.. و هي تتسائل في نفسها_لماذا حكم على هذا الصغير أن يواجه كل هذا الشقاء..؟ 
رفع أحمد رأسه إليها و قال لها :لا تحزني يا أمي.. دهشت الأم و كأنَّ الصغير قد قرأ أفكارها.. ثم أردف :لقد حلمت أني و أنتي في الجنة ثم ضحك ضحكة الطفولة البريئة.. لكن لا أعرف كيف سرت هذه الكلمات في نفس هذه المرأة..و كأنَّها لامست شغاف قلبها و شعرت بقشعريرة تسري في بدنها.. كأنَّ طفلها كان يحدثها حديث الواثق بقرب الرحيل! و لم تعرف هل عليها أن تفرح أم تحزن لهذا الخطب الجليل! 

لم يقاطع ارتباكها سوى ذلك الصوت البغيض الذي جاء مزمجراً ليخبرها أنه قد وصل إلى سماء أحزانها و أن لا حول لها ولا قوة من أن تمنع سطوته و بطشه.. 

تغيرت ملامح أحمد و اختفت الإبتسامة.. ليحل مكانها وجه شاحب كساه الصفار.. كانت( مريم)كما يعرفها بطلنا الصغير تطير بعلو منخفض جداً و قد فتحت حاجز الصوت لتعربد في عالمه الصغير.. 

ترك ألعابه و أسرع نحو أمه و قد أمسك بثيابها بشدة و هو يخبرها أن تخبئه في صدرها الكبير من عبث هذا العالم الحقير! 

كعادتها تشجعه و تشد من أزره.. و تقول له :أحمد الشجاع سيتناول الفطور و سيكون كل شيء على ما يرام.. و لكن هل يا ترى صدقت الأم في كلامها هذه المرة؟ 

أحمد:ماما اتصلي لبابا لكي يأتي من العمل و يخرجنا من البيت و يذهب بنا إلى أي مكان فأنا خائف جداً يا ماما.. و على تأوهات الصغير تطاير زجاج المنزل كله مرة واحدة و ارتجّ المنزل كأن صاعقة قد نزلت على رأس الصغير.. كاد أحمد أن يختنق بالطعام في فمه و والدته في حالة من الذهول و الهلع.. ضمت صغيرها إلى صدرها.. و عندها فقط تذكرت حلم صغيرها و أيقنت أن هذه المرة لن تكون كسابقاتها! 

للحظة فكرت.. هل تخرج بفلذة كبدها التي تضطرب دقات قلبه في صدرها إلى الشارع و هل سيكون أكثر أمناً أم تنزل إلى الطابق الأسفل إلى بيت جيرانها الذي ملأ صراخهم العمارة بكلها.. توقفت عن التفكير للحظة إلا من احتضان طفلها بقوة.. و هي تقول له لا تخف يا حبيبي.. تشبث بي بقوة .. سنترك هذا الخوف و نذهب إلى الأمان.. لا تقلق سنكون الإثنين معاً و لن تفارق حضني أبداً.. دعا قلبها الله بقوة أن ينتقم من المجرمين..و فجأة طارت روحها عالياً و هي تضم طفلها و ارتقت إلى عالم الخالدين معلنةً الرحيل عن عالم الظالمين،،
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
بدرية محمد
وطني الحنون
بدرية محمد
بدرية محمد
يموت إبني ويحيا الوطن
بدرية محمد
بدرية محمد
سلم نفسك ياسعودي
بدرية محمد
د.أسماء الشهاري
ورُبَّ قتيلٍ.. لكنه لم يمُت!!
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
حوار بريء
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
من زرع الخوف حتى في بيوت الله
د.أسماء الشهاري
المزيد