أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن اتفاق جرى توقيعه في جنيف السويسرية بين وفدي صنعاء والرياض لتبادل الأسرى وفق ما جرى الاتفاق عليه في مشاورات ستوكهولم بالسويد ولقاءات عمان الأردن منذ العام 2019.
الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة ومكتب مبعوثها الخاص الى اليمن مارتن غريفيتث، شمل الإفراج عن 681 من أسرى الجيش واللجان الشعبية المدافعين عن بلادهم، مقابل 419 من الموالين للرياض، بينهم 15 سعوديا و4 سودانيين، وستبدأ عملية التبادل في الـ15 من أكتوبر المقبل، كما أن الصليب الأحمر سيقوم خلال الأسبوعين القادمين باستكمال الترتيبات لإتمام صفقة التبادل.
قبل التفكير بمدى جدية الرياض هذه المرة بإتمام وإنجاح الصفقة، عندي سؤال شاغل بالي وهو سؤال أغلب اليمنيين عندما سمعوا عن هذه الخطوة، لماذا تم الاتفاق على ضم أسرى سعوديين وسودانيين للصفقة ولم يتحدث أحد عن أسرى حزب الله وإيران الذين قال العدوان وأبواقه إنهم أسروهم في اليمن؟
منذ بداية العدوان على اليمن ونحن نسمع في كل مرة عن أسرى من إيران وحزب الله جرى أسرهم في جبهات القتال من قبل قوات ما يسمى التحالف ومرتزقتهم وبدأت هذه المسرحية في مايو 2015 عندما أعلن عبر قناة «العربية» المرتزق «نايف البكري» عندما كان رئيس ما يسمى «مجلس المقاومة الشعبية»، عن وجود أسرى «إيرانيين من الحرس الثوري» تم أسرهم في مدينة عدن وهم يقاتلون إلى جانب الجيش واللجان الشعبية، واستمرت «الكذبة السمجة» لدرجة أن مدير مكتب الدنبوع السابق محمد مارم كان يصرح عبر الصحف السعودية بأن عدد الأسرى الإيرانيين الذين تم أسرهم في عدن ليس بالقليل، وأنهم تأكدوا من هوية البعض منهم ومن رتبهم وأسمائهم، والبعض الآخر مازالوا مجهولين، ولكن مارم وخبرته كانوا متأكدين أنهم ضباط وذلك من خلال خبراتهم وطرق إدارتهم للمعركة! أما المرتزق أمين العكيمي فكان يقول عبر قنوات العدوان إنهم تمكنوا من أسر أعداد كبيرة من الخبراء الإيرانيين وعناصر من حزب الله اللبناني في محافظة الجوف!
مرت الأيام والأسابيع والأشهر والسنون ولم نرَ أسيراً واحداً إيرانياً أو لبنانياً، قلنا يمكن التحالف مخبيهم لوقت الجد، وجاء وقت مشاورات تبادل الأسرى من السويد للأردن الى سويسرا، وما سمعنا ولا نخس عن هؤلاء الأسرى، وجدنا أن التحالف لم يأسر سوى يمنيين أقحاح يدافعون عن بلادهم وشرف أمتهم، بالإضافة إلى المواطنين والطلاب والمسافرين الذين باعهم المرتزقة للتحالف بالمال بعد أن تم خطفهم من الشوارع والطرقات في مناطق سيطرة العدوان.
قدم وفد العدوان قوائم بأسماء ضباط وجنود سعوديين وسودانيين، وقدم وفد صنعاء كشوفات بأسماء يمنيين لم تحو اسم إيراني أو لبناني، لتسقط كل ادعاءات العدوان وتضليل أدواته الإعلامية، ويعرف العالم من الذين يدافعون عن بلادهم؟ ومن الغزاة المعتدون الذين اجتازوا الحدود للاعتداء على بلاد غيرهم؟ والله المستعان.
* نقلا عن : لا ميديا