كنت أستمع وأشاهد تغطية عن الانتخابات في إحدى القنوات المصرية في برنامج عمرو أديب الذي استضاف أحد الأمريكيين من أصول مصرية ومن المؤيدين للحزب الديمقراطي، ويبدو أن ما طرحه المستضاف لم يعجب دول البعران وفجأة قطعوا الاتصال معه، ليظهر على الشاشة أحد السعوديين (د. أحمد الفراج) ويشن هجوماً على ما قاله المحلل الأمريكي المصري المؤيد للحزب الديمقراطي، ويرد عليه بعصبية بالغة، وكأن من يخوض الانتخابات محمد بن سلمان أمام بايدن.
المهم ساق "الفراج" مجموعة من الفرمانات والأوامر، وكرر القول بأنه يجب على بايدن أن يفعل كذا وكذا ولا يحق له أن يعلن فوزه في الانتخابات إلا إذا قبل ترامب بالهزيمة، المهم قدم دروساً في الديمقراطية من بلد مملكة المنشار، ومن يتابع الإعلام السعودي والإماراتي والمصري يدرك حجم الوجع من وراء هزيمة ترامب، مع أن ترامب لم يكن إلا ذاك الرئيس الوقح والفظ الذي أهانهم وأذلهم ومسح بكرامتهم البلاط.
وفي اعتقادي أن موقفهم مبني على حسابات الصراع مع قطر والإخوان من جهة ومن الجهة الأخرى إيران، لقد جرى الاصطفاف وتصفية الحسابات مع الخصوم في المنطقة من خلال الانتخابات الأمريكية، بينما الطرفان المتنافسان على السباق الرئاسي الأمريكي حلبا هؤلاء الخصوم، إذ يبدو أن قطر دعمت الحملة الرئاسية للمرشح الديمقراطي، بينما المملكة والإمارات دعمتا ترامب في حملته الانتخابية.
وعليه يصرف البعران ويهدرون مقدرات بلدانهم على تفاهات ليصفوا خصوماتهم البينية بالمال. أنظمة هشة ضعيفة تشتري أمنها واستقرارها من خلال الاستقواء بالخارج وبالمال فقط، ولا تمتلك غير المال تصرفه بسفه، وليس بمقدورهم أن يكونوا كبارا كإيران مثلا، ولذا ما من طريق أمامهم سوى فتح الخزائن والمحافظة على وجودهم بالمال.
ومن أسباب هستيريا البعران وإعلامهم، أن هناك تصريحاً لبايدن يقول فيه بأنه بمجرد فوزه في منصب الرئيس فإنه سيستأنف العمل بالاتفاقية النووية مع إيران، الأمر الذي أصاب بعران المملكة والإمارات بالهستيريا وشاركتهم "إسرائيل" هذا الهياج والعويل!
طبعا هذا ليس دفاعا أو تأييداً لبايدن، فأنا أرى أن كلا المرشحين سواءً كان ديمقراطياً أم جمهورياً لا يختلفان إلا بوسائل إذلال الشعوب وقهرها ونهب مقدراتها، أما أهداف الناهب الدولي فهو واحد لا يختلف إلا من حيث نعومته وخشونته...!
* نقلا عن : لا ميديا