حملة الدولة على الفساد والمفسدين غير مسبوقة في حجمها وجديتها، وهذا أمر مبشر بخير، وسينعكس إيجابيا لدى المواطنين، ولكن أعتقد أن الرئيس لم يكمل الضلع الثالث في مكافحة الفساد.
الضلع الأول: فتح باب الشكاوى بأرقام باتت متاحة للجميع.
الضلع الثاني: تحديد هوية المقصرين والفاسدين.
الضلع الثالث: الإعفاء من المنصب.
وهنا نعلق على النقطة الثالثة تحديداً.
سيدي الرئيس، أنت تعلم أن المسؤول يعشق المنصب بجنون، بل يقدم في سبيل الوصول إليه كل غالٍ ونفيس، لأنه مصدر وجاهة ونفوذ ومال، ولو علم أنه سيفقده مباشرة بمجرد أن يشتكي به مواطن أو يبدر منه أي تقصير، فسيتفانى في العمل ويشدد الرقابة على موظفية واحدا واحدا، ويحسب عليهم أنفاسهم ويتأكد من كل ورقة يوقعونها، ومن كل معاملة يقومون بها، بل سيحرص على ألا يشتكي أحد منهم أية شكوى لأن تقصيرهم هو مسؤوليته.
سيفعل كل ذلك وسيقوم بالرقابة المطلوبة التي تحد من الفساد، ليس حباً في المواطن، وليس تديناً، وليس كرم أخلاق منه، بل خوفا على عشقه وغرامه، وهو «المنصب».. لذلك يقول المثل «إذا عرفت الداء سهل عليك الدواء»
اضربهم في مناصبهم بلا رحمة.. إطرب أسماعنا بأخبار الإعفاء من المناصب.. ضخ في أوردة الدولة دماء جديدة.. أطح برؤوس الفساد والفشل والعجز.. استبدلهم بأصحاب فكر وإبداع.
تأكد أن انتظار من كان إنجازه في 4 سنوات «صفر»، هو كانتظار العنب من شجرة الصبار.
وقت المواطن ضاع.. وماله ضاع.. وأنت مؤتمن على كل ذلك.. فطبق الضلع الثالث واكتب اسمك في تاريخ اليمن بماء الذهب.