صادف أمس يوم اللغة العربية العالمي، فكتب عن فضائلها الكثير في مواقع التواصل الاجتماعي، رغم أن بعضهم لا يستطيع التفريق بين الضاد والظاء.
يكتبون عن اللغة العربية بتعصُّب، نتيجة للمأثورات التي تداولوها عن أفضلية اللغة العربية، رغم أنها لغة كباقي اللغات التي وُجدت للتواصل والمعرفة.
ومع هذا فكل الشعوب تتحدث بلغاتها، إلا العرب لا يتحدثون العربية.
العربية هي لغة لا بد أن نتقنها لنعرف سحرها وفنونها. لكن أن نعتبرها مقدسة وأفضل من غيرها فهذا هو الحمق بذاته. فحين حثونا على تعلم اللغات الأخرى لم يكن ذلك لأجل زيادة المعرفة والتواصل الإنساني، وإنما من أجل أن نأمن مكرهم!!
كل تاريخنا حروب وحقد وسحل وشنق وتمجيد للموت، ونحتفل باللغة العربية كأننا اخترعناها نحن! لنحتفل بالسلام، فهذا أهم ما نحققه في الخارطة العربية، وسنتخاطب حتى بلغة الإشارة، أو نكتفي بالعامية فهي أقرب إلى القلب.
وهناك من يحرص على تأكيد أنها لغة أهل الجنة، مع أن أصحاب الجنة لا يعنيهم اللغة التي يتحدثون بها ما داموا في الجنة.
لنحتفل بشيء حقيقي أنجزناه عبر ألف وأربعمائة عام، لا بما هو إرث وتحصيل حاصل، هذا الإرث الذي أضعنا الكثير منه ولم نستطع الحفاظ عليه، ناهيك عن تطويره ليتسع ملء خارطة الأرض.
تستقر وتعيش في أي بلد أجنبي لعشرات السنين، وتتقن أكثر من لغة، لكن حين تفكر بينك وبين نفسك فإنك تفكر بالعامية التي حملتها معك وتحدثت بها منذ طفولتك، ولن تفكر بالفصحى، ولا باللغات الأجنبية التي تتقنها.
لم تعد اللغة العربية حاضرة سوى في نشرات الأخبار والقصائد والمسلسلات الإسلامية. أما خارج التلفزيون والقصائد فلا يتعامل بها أحد، ويخجلون من التحدث بها.
* نقلا عن : لا ميديا