هم يستحقون هذا النصر، وهذا هو حقهم وليس غنيمة، فلماذا التهليل؟
يستحقون استرداد أرضهم من بين أنياب المحتل، فلماذا هذه الزفة؟
هل كنتم تعتقدون أن هذا المحتل الغاصب سيبقى أبد الدهر في فلسطين الحبيبة؟ أم اعتقدتم أن هذا الشعب الجبار سيستسلم ويرضخ؟
لم أشعر بالمفاجأة، لأني كنت أنتظر حدوث هذا اليوم، وأؤمن بالحق الفلسطيني.
قدم الفلسطينيون تضحيات لم يقدمها شعب، وضاعت خلاصة حياتهم، دون أن يهنأوا بالعيش، وقام خطباء وفقهاء ومنظمات وجمعيات وزعماء وملوك ملوثون بتلميع أنفسهم بفلسطين، والتحدث عن المقدسات، لمعوا أنفسهم بفلسطين لأنها ناصعة ونظيفة.
وحولوها من قضية حق إلى قضية دينية، واختصروا فلسطين كلها في مسجد قبة الصخرة.
فلسطين حق، وشعبها حق، وقضيتها حق، والمقدّس الأعظم هو الدم الفلسطيني وليس الحجارة التي يبيعها خطباء المساجد على المنابر للمصلين كل جمعة.
فلسطين حق.. بكل مساجدها وكنائسها وأديرتها ومآذنها..
من هنا انطلق المسيح.. وهنا كانت دهشة الإسراء.. وهنا انتصر الدم على السيف، وهنا ذلَّ الجيش الأسطوري وانكسر أمام طفل يقبض في يده حجرا.. هي مجرد حجر، لكنها كل الحق، وهم كل الباطل.
انكسر العدو الغاصب والجيش الذي لا يقهر، ولا عزاء لأمراء النفط الذين يغذونه بمالهم الحرام، ولا عزاء لمشائخ التفاهة ومواطني السوء الذين استصغروا أنفسهم ورفعوا علم العدو الصهيوني على سياراتهم، وطبعوه على فنايل وصدور أبنائهم.
كيف سينام هؤلاء تلك الليلة وهم يرون «إسرائيل» تتوسل وقف إطلاق النار؟
فلسطين ستظل الخفقة الأكبر في قلوبنا، وستظل بوصلتنا التي لن يضل من اهتدى بها.
هناك فئة لا يقلون حقارة عن المطبعين والمتغنين بـ»إسرائيل»، فهناك من قال إن الفلسطينيين يقصفون المدنيين الإسرائيليين، وهناك من استنكر إسماعيل هنية لأنه شكر إيران لدعمها المقاومة بالمال والسلاح.. هل يفضِّل هؤلاء أن يظل الفلسطينيون مكتوفي الأيدي على أن يأخذوا دعماً من إيران؟
لم تكن إيران أو سواها لتدعمهم لو أن كل العرب وقفوا مع فلسطين، لكن الأغلب وقفوا ضدها، وأي دولة عربية أو أجنبية تدعم المقاومة الفلسطينية تستحق الشكر كيفما كان اتجاهها أو ديانتها.
* نقلا عن : لا ميديا