|
"الحصار".. العدوان المسكوت عنه
بقلم/ عبدالفتاح علي البنوس
نشر منذ: 3 سنوات و 5 أشهر و 28 يوماً الأحد 06 يونيو-حزيران 2021 07:43 م
يواصل غريفيث الترويج لمغالطاته المفضوحة في سياق ما يسميها ( جهود الأمم المتحدة المبذولة لتحقيق السلام في اليمن وحل الأزمة اليمنية ) يغدو ويروح من خلال سلسلة زياراته المتكررة والتي لا ثمرة لها فيما يتعلق بقضية العدوان والحصار وإنهاء معاناة الشعب اليمني التي دخلت عامها السابع ، ولا بوادر لأي حلحلة لهذه القضية وتداعياتها الكارثية على الرغم من التعهدات الأممية ، ورعايتها اتفاقات تنص على تنفيذ بعض الخطوات الإيجابية التي تخفف ولو نسبيا من معاناة اليمنيين ، وفي مقدمتها رفع الحظر الجوي عن مطار صنعاء الدولي والسماح بتدفق السفن المحملة بالمواد الغذائية والاستهلاكية والمشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة ترجمة لاتفاق السويد ..
أكثر من ست سنوات من الحصار الشامل المفروض على شعبنا برا وبحرا وجوا ، والذي يتهدد حياة ملايين اليمنيين وفي مقدمتهم المرضى الذين يصارعون الموت يوميا ، ويحتاجون للسفر للعلاج في الخارج ، حيث تنصلت الأمم المتحدة عن كافة تعهداتها ذات الصلة بفتح جسر طبي إنساني لنقل الحالات المرضية المستعصية للعلاج في الخارج عبر مطار صنعاء تحت إشرافها ، كما تنصلت عن التزاماتها بشأن السماح بتدفق السفن المحملة بالمشتقات النفطية والمواد الاستهلاكية عبر ميناء الحديدة دون قيد أو شرط و الذي نص عليه اتفاق السويد ، وتتعمد عدم الإشارة إلى الطرف المعرقل والمعيق لذلك حسب التوجيهات الأمريكية ونزولا عند الرغبة السعودية ..
علاوة على تعمدها ربط الملف الإنساني بالملف السياسي والعسكري خلال جولات المشاورات واللقاءات والاجتماعات والاتصالات التي تقوم بها ، والتي تعد من أقذع صور المقايضة والابتزاز ، والتي تتعارض مع القانون الدولي والأعراف والمواثيق الدولية ذات الصلة ، حتى خزان النفط العائم صافر لا تزال الأمم المتحدة تماطل وتماطل في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بهذا الخصوص ، وتتعمد المغالطة لتبرير عدم قيامها بتعهداتها الخاصة بإرسال فريق هندسي تابع لها للقيام بمهمة إصلاحه وصيانته لتفادي خطر التسرب النفطي وتداعياته الكارثية المدمرة للبيئة البحرية في منطقة البحر الأحمر ..
غريفيث يبحث عن عائدات بدل السفر ولا توجد لديه الرغبة الصادقة في طي ملف العدوان والحصار على اليمن واليمنيين ، فلم نلمس أي ثمرة لجولاته وزياراته على المستوى الإنساني والاقتصادي على الأقل ، فالمرتبات ما تزال مقطوعة وما تم الاتفاق عليه في السويد بهذا الخصوص لم ينفذ من قبل قوى العدوان ومرتزقتهم ، وما يزال مطار صنعاء موصدا أمام المرضى والعالقين، وبات نشاط الملاحة الجوية مقتصرا على الطائرات الأممية ، ولا يزال العدوان يفرض الحصار على سفن المشتقات النفطية ويمنعها من الدخول إلى ميناء الحديدة ، ولا يزال ملف الأسرى يراوح مكانه نتيجة التعقيدات التي تفرضها السعودية والإمارات على مرتزقتها والتي تحول دون طي هذا الملف بإتمام عملية تبادل نهائية ( الكل مقابل الكل ) كخطوة هامة تمهد لإيقاف العدوان وإنهاء الحصار ..
بالمختصر المفيد: إذا لم تثمر زيارات غريفيث وتحركاته ولقاءاته واتصالاته عن إيقاف للعدوان وإنهاء للحصار بفتح مطار صنعاء ، ورفع الحظر عن ميناء الحديدة ، والشروع في إطلاق المرتبات ، فما الفائدة منها ؟!! الشعب اليمني يعاني ، ومعاناته يجب أن تتوقف ، فقد طال أمدها ، ومن غير المنطقي الحديث عن مفاوضات وتفاهمات في ظل العدوان والحصار .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم ، وعاشق النبي يصلي عليه وآله . |
|
|