التربيةُ على ثقافة الحرية والعزة والاعتزاز بالذات، هي أهمُّ إنجاز تحقّق في شعبنا اليمني في ظل العدوَانِ والحصار.
وهذه التربيةُ هي وحدَها بعد عون الله من صنعت منه شعباً صامداً ومتفاعلاً مع ما يجري من أحداث بشكل سليم.
وهي التربية الكفيلة بصناعة التحوُّلات خلال المرحلة القادمة على مستوى تحرير البلاد من الغزاة والمحتلّين، وعلى مستوى بناء الدولة القوية.
لقد كان الشعب يعاني من أعظم أزمة، وهذه الأزمة في وعيه عن ذاته وعن رسالته وعن مكانته وعن دوره.
وأزمةُ التجهيل هذه صنعتها الأنظمةُ السابقةُ، ولها أسبابُها وحيثياتُها، مما في مجمله يطوِّعُ الشعبَ للقابلية بالاستبداد والاستعباد، والقابلية بوصاية القوى الخارجية عليه، وكلما بدأ الشعبُ بالتفكير الصحيح، قالوا له (أنت شعبٌ متخلفٌ وجاهل وفقير، ومن الصعب جِـدًّا التغيير إلى الأفضل بعيدًا عن مراكز النفوذ الفاسدة، ومَن يوالون خارجياً).
وبحمد الله فقد تبدّد هذا؛ بفعلِ الوعي الرشيد والقيادة الحكيمة التي توفرت بفترة زمنية قصيرة، فقد جعلت هذه القيادةُ في صدارة اهتماماتها الاستنهاضَ الثقافي والفكري للشعب، فكانت النتائجُ باهرةً، وستكون باهرةً أكثرَ بعون الله، وهذا ما يقلق العُملاءَ والأوصياءَ والأعداءَ كَثيراً؛ لأَنَّهم يدركون ماذا بعد الوعي الرشيد؟ (مما سيكون في صالح اليمن، مقابل خسارتهم وفشلهم) وهزيمتهم الساحقة.
* كاتب سلفي