التقيت صحفياً بريطانياً قبل بضعة أيام بناء على طلبه، وكان يريد معرفة معلومات عن الأنصار تحديداً، وتحدثنا لساعتين تقريبا أجبته فيها عن كل أسئلته، وكان ملماً وعارفاً بكل الشخصيات والأحداث، وقبل أن نغادر سألني سؤالاً أخيراً إذ قال: خصوم الأنصار يقولون إن الأنصار يريدون أن يحكموا البلد، لأن لديهم تفوضيا إلهياً بذلك؟!
فقلت له: حسناً، هذا يبدو مشروعاً سياسياً كبيراً أليس كذلك؟! قال: أكيد.. فقلت له: أنت شخصيا كمطلع، هل سمعت هذا الكلام من السيد عبدالملك الحوثي؟ قال: لا.
قلت: طيب من الناطق الرسمي محمد عبدالسلام؟ قال: لا.
قلت: طيب، حسين العزي، عبدالملك العجري، محمد الحوثي، قناة المسيرة. قال: أبداً، لم أسمع بشيء من ذلك.
قلت له: هل قرأت ذلك في أي مبادرات سياسية قدمت سواءً في جولات التفاوض السابقة أو في وثيقة الحل الشامل أو في وثيقة مأرب ذات النقاط التسع؟! قال: لا.
قلت له: هل يعقل أن يكون هناك مشروع سياسي بهذه الضخامة، وبدل أن يجهز له الإعلام لتسويقه وتصرف الأموال لذلك وتطبع المطبوعات ويبدأ تداوله على ألسن السياسيين مثله مثل أي مشروع سياسي في العالم؟!
كل ما في الأمر أن خصومنا يريدون إقناعكم أن هذا سيحصل عن طريق التكييس الليلي (Night packing)، إذ تمسي جمهوريا فتصحو الصباح وأنت ملكي والسيد يحكمك باسم الله.
أما السبب الحقيقي، فهو أنه ليس لديهم ما يبررون به وقوفهم مع المعتدي على البلد إلا بهذه الترهات.
فشكرني وغادر وهو يضحك. وانتهى اللقاء.
* نقلا عن : لا ميديا