بسبب الارتفاع المهول في أسعار المواد الغذائية والأساسية للعيش تستقبل العاصمة صنعاء ومناطق جغرافيا السيادة الوطنية يومياً مئات الفارين من سياسة العقاب الجماعي التي ينفذها بنك عدن بتوجيهات سفير المملكة الحاكم المدني للمحافظات المحتلة محمد آل جابر. الدولار هناك تجاوز سقف الـ1550 ريالاً، ومرشح لمواصلة الارتفاع أكثر فأكثر، وكلما ارتفع سعر صرف الدولار انهار الوضع المعيشي إلى أدنى المستويات، ولكن حياة المواطنين في المحافظات المحتلة، التي يواجه أهلها حرباً اقتصادية وسياسة تجويع غير أخلاقية وغير إنسانية، لا يكترث أحد بها.
اليوم ناقوس الخطر يتهدد الجميع في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الاحتلال ومرتزقته، وثمن الصمت على هذا الاستهداف الممنهج لسعر صرف العملة الوطنية سيدفعه الملايين من اليمنيين الذين يواجهون اليوم حرباً اقتصادية غير أخلاقية، ويكفي أن الجميع أدرك نوايا السعودية والإمارات التدميرية، فهاتان الدولتان على استعداد لتسخير مئات المليارات من الدولارات لتدمير اليمن وتجويع الشعب اليمني، لكنهما غير مستعدتين للوقوف حتى مع مرتزقتهما للحظة واحدة، فقد دعمتا باكستان ومصر، لكنهما لم ولن تدعما أدواتهما من المرتزقة والعملاء بدولار واحد كوديعة.
ما يحدث من انهيار مدار من قبل بنك عدن وثلة من المرتزقة وتجار الحروب الذين سعوا مؤخراً لتهريب مئات الملايين من الدولارات جريمة اقتصادية جسيمة ترقى بتداعياتها إلى جريمة حرب ضد الإنسانية. هذه الجريمة تشارك فيها الدول التي تستقبل بنوكها هذه الأموال المحرمة، كونها أموالاً مسروقة من حقوق الشعب اليمني، وعملية تهريبها أضرت بالشعب اليمني وستوصله إلى حالة مجاعة شاملة.
بالأمس كنا نتحدث عن أن كسرة الخبز التي تسد جوع طفل في الرابعة من عمره وصل سعرها إلى 50 ريالاً، وفي الغد ستصل إلى 100 ريال، والسبب أن تحالف العدوان المتخم بالثراء فشل في تحقيق أهدافه ويريد قتل الشعب اليمني في المحافظات المحتلة جوعاً. إضافة إلى ذلك فإن مرتزقة العدوان الذين باعوا وطنهم وأنفسهم وكرامتهم بحفنة من المال قبل 7 سنوات نجدهم يسابقون الزمن لتأمين وطن بديل يعيشون فيه في بحبوحة العيش بأموال الجوعى في هذا البلد.
على شركات الصرافة والبنوك التي تقف وراء تسهيل تهريب العملات الصعبة من المحافظات المحتلة إلى تركيا ودول أخرى أن تعلم أن القانون اليمني سيطالها عاجلاً أو آجلاً. وعلى كل مرتزق وعميل استغل غياب الدولة في تلك المحافظات ونهب مال الشعب وحوله لصالحه، أن يعلم أن يد الدولة طويلة وستطاله، وستعود كل تلك الأموال المنهوبة يوماً ما، كونها أموالاً مسروقة من شعب يعيش أسوأ وضع إنساني بشهادات دولية متعددة حتى وإن حاولوا تبييضها.
لن نقول لإخواننا المتضررين من موجة تهريب الأموال من قبل مرتزقة العدوان: ثوروا؛ لأننا نعلم أن الجوع كافر ولن يسلم تحت قهر الاحتلال، فاليوم أصبحت معركة الدفاع في المحافظات المحتلة مغرمة دفاعاً عن الكرامة والعيش الكريم والاستقلال والسيادة. وحيثما تجتمع هذه العوامل تصبح المعركة من أقدس المعارك وأشرفها. وتزيد هذه المعركة قدسية عندما تقف وراءها أثرى دول المنطقة.
* نقلا عن : لا ميديا