متى ستعلمون أن تحالف العدوان هو تحالف دول الوصاية على اليمن، وما ثورة شباط/ فبراير 2011 إلاّ ثورة على نظام الوصاية، وما المبادرة الخليجية (مبادرة الشؤم) إلاّ وسيلة هذا التحالف للالتفاف على ثورة فبراير، وهدفت إلى إعادة تدوير نظام الوصاية والتبعية والارتهان وجرى التضحية برأس النظام مع تغيير شكلي بشخصيات جديدة تم استقطابها من ميادين الثورة أو من داخل أحزاب المشترك بالمغريات.
وما الحرب العدوانية إلاّ امتداد لمبادرة الشؤم التي فشلت، والهدف في كلا الأمرين هو يمن ضعيف وتحت الوصاية والارتهان والتبعية وحكم السفراء. ومن يصور أن سبب حرب العدوان هو من أجل اجتثاث "الحوثيين"، أو تحت ذريعة "درأ الخطر الإيراني" فهو يضلل الناس.
أولاً: لأن الأنصار جزء أصيل من نسيج هذا المجتمع، وصحيح أنهم تصدروا لمهمة الدفاع عن البلد وقدموا تضحيات جسيمة، لكن في هذه المهمة وجدوا أنفسهم يخوضون غمارها اضطراراً بعد أن خانت معظم القوى والفعاليات السياسية والأحزاب البلد وشرعنت لهذا العدوان البربري.
ثانياً: الخطر الإيراني ذريعة مضللة، وأثبتت الأيام أنها كذلك، فجميع دول تحالف العدوان لديها علاقات اقتصادية وسياسية ومنافع، والدول لا تدار بهكذا عقليات، فهناك تقاطع مصالح يتم وضعها بالحسبان، وخلاف هذه الدول مع إيران خلاف في التوجهات العامة وخلاف حول القضية الفلسطينية، بينما باعت أنظمة الارتهان والتبعية هذه القضية وأيقنت أن وجودها مرهون بوجود هذا الكيان الغاصب، لذا ذهبت إلى التطبيع معه علناً، وما من وسيلة لحفظ وجودها كأنظمة إلاّ من خلال التطبيع، لأن هذه الأنظمة والكيان الغاصب أنظمة وظيفية أنشأها الاستعمار وتخدم مصالحه.
وفي المقابل إيران ومنذ ثورة 11 شباط/ فبراير 1979 وقيام الجمهورية الإسلامية أضحت بعبعاً يقض مضجع هذه الأنظمة الوظيفية وقوى الهيمنة الدولية.
وعليه، لا ينبغي على "المثقفين" أن يضللوا الناس، كما عليهم أن يتساموا ويبتعدوا عن المغالطات التي يسوقها التضليل الإعلامي، خصوصاً بعد أن تكشف كثير منها خلال سبع سنوات من عدوان بربري همجي لم يستثنِ أحداً في جرائمه، حيث طال الناس جميعاً وطال الشجر والحجر... وما جرائمه الأخيرة إلاّ امتداد لكل جرائمه السابقة التي لا تعد ولا تحصى.
تعافوا من أمراضكم أثابكم الله.
* نقلا عن : لا ميديا