تساءل قيادي خونجي: لماذا تمت إقالة محمد صالح بن عديو؟ وأجاب على سؤاله قائلاً: «إن المحافظ المقال طالب بطرد القوات الإماراتية من منشأة بلحاف وإعادة تشغيلها لدعم الاقتصاد الوطني ورفد خزينة الدولة بمليارات الدولارات في حال إعادة تشغيلها والتي تصر دولة الإمارات على إغلاقها».
ونسي هذا الخونجي أن نفط مأرب ومنذ سيطرة حزبه لم يذهب إلى بنك عدن ولا دخل إلى ميزانية حكومة الفنادق، وكان يذهب إلى حسابين في البنك الأهلي السعودي، أحد الحسابات باسم هادي والآخر باسم نائبه وبأسماء قيادات أخرى، وقليل من إيرادات النفط استخدمت لبهرجة مدينة مأرب، ويتم استخدام بعض الأموال في شراء الذمم والصرف على بعضهم في عواصم الشتات.
ومحافظ شبوة ابن عديو بدأ عمله بالطريقة نفسها. وعندما تم احتلال ميناء بلحاف من قبل الإمارات تم قطع «البزبوز»، لأن الإمارات تريد نصيبها من هذه الثروات المنهوبة أن تذهب إلى بنوكها، أي أرادت المحافظة على نصيبها من مصالح البلد.
وكلنا يعرف أن عصابة (7/7) حتى فبراير شباط/ 2011، بشقيها: الموالين للمملكة بقيادة زعيم الستين الجنرال العجوز علي محسن، كانت كل منهوباتهم من ثروات البلد تذهب أرصدة إلى البنك الأهلي السعودي، والموالين للإمارات بقيادة زعيم السبعين تذهب منهوباتهم من ثروات البلد إلى بنك أبوظبي، طبعاً ناهيك عن سيطرتهم على وكالات منتجات وسلع يجري استيرادها من المملكة والإمارات، وأضحى البلد بقرة حلوباً -في ظل سلطة هذه العصابةـ للاقتصادين السعودي والإماراتي وأمواله ترفد خزائن بنوك الدولتين، أي تحول اقتصاد البلد إلى اقتصاد تابع لاقتصادات تابعة، وبتنا نعاني من تبعية مركبة، تبعية لتوابع.
وأثناء هذه الحرب العدوانية وسيطرة جماعة الخونج على مناطق الثروة وتركيزها عليها دخلت إسطنبول والقاهرة وكوالالمبور في نهب وهجرة أموال هذه الثروات صوب هذه العواصم بصورة استثمارات وعقارات ورواتب لصالح عناصر الخونج وحلفائهم.
طبعاً، تحالف العدوان بالدول التي انخرطت، كل دولة شاركت فيه بأجندتها الخاصة واتجهت إلى دفع نتائجها باتجاه يخدم مصالح دوله، بعضها سعى للحفاظ على مصالح قديمة وإعادة إنتاجها (المملكة والإمارات)، وبعضها الآخر دخل لانتزاع نصيب من ثروات البلد وربطها باقتصاده (إسطنبول وقطر). وتعود جذور هذا الصراع إلى النتائج التي أفضت إليها معالجة ثورة 11 شباط/ فبراير 2011، وعندما فشلت تلك المعالجات اندلعت هذه الحرب العدوانية.
هذه هي أعراض الصراع. أما جوهر الصراع الرئيسي الذي آلت إليه الحرب العدوانية، فهو أنه أحدث فرزاً حقيقياً، وبات الصراع يتجلى بين محورين: أحدهما محور التفريط والتطبيع والتبعية والارتهان، والآخر محور مقاومة وممانعة وضد التبعية والارتهان والوصاية!!