كانَ صباحُ يومِ ال20 من إبريل لعام 2015 صباحاً يخفي في طياتهِ أحداثاً سوداويةً نسجتها أيادي الحقدِ و الإجرامِ لتلقي بظلالِها الموجعةِ على نفوسِ اليمنيين و التي ظلت أوجاعُها الأليمةُ عالقةٌ في ذاكرتِهم و تركت عميقَ الأثرِ و الأسى في قلوبِهم و خلَّفت جرحاً لن يمحى في ذاكرةِ اليمنيِ و تاريخِه مع تعاقبِ الأجيال،،
سطعت شمسُ ذلك اليومِ ذابلةً كليلةً تشكي مرارةَ الوجعِ الذي خلَّفتهُ الأيامُ الماضيةُ...
حاولت أن تتوارى خلفَ السحبِ لتحجبَ عنها دمويةَ و فظاعةَ المشهدِ الذي سيتفننُ في صنعهِ اليومَ إنسانُ التحضرِ و التمدنِ المصطنعِ و الذي يُخفي وراءَهُ مسخاً مقيتاً...
أيامٌ واجهها اليمنيُ بابتسامةِ أطفالهِ و دعاءِ شيوخِه و صبر أمهاتِهِ و تحدي شبابِه...
لكن الوجهَ الشيطانيَ لمن يُسمي نفسَه إنساناً كشَّرَ عن أنيابِهِ و تعطشَ أكثرَ للقتلِ و التدميرِ إلى أن انتهى بفعلٍ لم يسبِقهُ في البشريةِ أحدٌ و ألقى بأمِّ القنابلِ المحرمةِ دولياً على منطقةِ عطانٍ في العاصمةِ صنعاءَ المكتظةِ بالسكانِ ليشهدَ اليمنيُ في ذلكَ اليومِ من أهوالٍ عظيمةٍ جعلتِ الأرضَ تموجُ تحتَ قدميهِ و تغطي ألسنةُ النيرانِ و غمائمُ الدخانِ السماءَ في مشهدٍ روَّعَ و أذهلَ و رجفَ من هولهِ فؤادُ الصغيرِ و الكبيرِ....
تناثرت أشلاءُ عشراتِ الجثثِ في شوارعِ العاصمةِ و حصدَ التحالفُ في فوزٍ عظيمٍ على الإنسانيةِ و الأخلاقِ و كلِّ المبادىءِ و الأعرافِ و القيمِ أرواحَ 84 مدنيٍ كما جرحَ قرابةَ 800 شخصٍ، في مساحةٍ امتدت لأكثرِ من 3 كيلومترات مربعةٍ و ألحقت أضراراً بـ 700 منزلٍ ومنشأةٍ خدميةٍ، بالإضافةِ إلى تدميرِ أكثرِ من 200 سيارةٍ و نزوحِ 80% من ساكني المنطقةِ التي أُلقيت فيها القنبلةُ ..
يومٌ دمويٌ بامتيازٍ هديةُ التحالفِ لليمنيينَ ليحررَ أرضهُم من لا شيءٍ سوى منهم أنفسَهم و ذلك ليحتلَ أرضهُم و يسرقَ خيراتِه و ينهبَ ثرواتِه العظيمةَ و يَلبسُ تاجَ الهيمنةِ و التسلطِ و الغطرسةِ و يُلحقَ الشقاءَ بالبشريةِ جمعاء ..
هيروشيما اليمنِ و غيرُها من عشراتِ المجازرِ و الجرائمِ التي اُرتكِبَت في حقِنا لن ننساها نحنُ اليمنيون و نحن ماضونَ في ردِنا الذي سيتجرعُ من ظلمَنا ويلاتِه لأنَ وعدَ اللهِ في أرضِهِ و نصرِهِ للمستضعفينَ المؤمنينَ جارٍ و لا مبدِّل لسنتِه و الأيامُ ستُثبِتُ بأسَ اليمنيِ و تتوجُ صمودَه بانتصارٍ يحصدُ رؤوسَ الشرِ في العالمِ.