|
المعاداة لإيران … والولاء لأمريكا
بقلم/ عبدالفتاح علي البنوس
نشر منذ: 7 سنوات و 6 أشهر و 27 يوماً الأحد 07 مايو 2017 06:45 م
بداية وقبل أن تنهال على العبد الفقير إلى الله الاتهامات وعبارات التخوين والتشكيك في الولاء للوطن الغالي وقبل أن يتسابق المتجملون على تصنيفي وفق مزاجاتهم وتحليلاتهم وتقييماتهم المبنية على الشك والتخمين، أقول وبالله التوفيق بأنه لا مصلحة لي ولا منفعة من إيران ولا أخطب ودها من خلال هذا المقال ولست موجها للكتابة عنها من أي جهة ما ، كما أنني لست مؤدجلا وموجها لانتقاد أمريكا فأنا أنطلق في مقالي هذا من زاوية الحرص على المصلحة الوطنية وما الذي ينفع ويضر الوطن من وراء إيران وأمريكا من خلال سياستهما تجاه اليمن وخصوصا فيما يتعلق بالعدوان السعودي على بلادنا .
آل سعود وتحالف البعران ومن خلفهم أمريكا وبريطانيا ذهبوا إلى شن العدوان على بلادنا ودعم وإسناد تحالفهم الهمجي من خلال شماعة إيران وأكذوبة محاربة المد الإيراني الشيعي الذي يتمثل في أنصار الله على حد زعمهم ، وزادت حدة الاتهامات عقب ثورة 21سبتمبر 2014والتي أسقطت أذناب ووكلاء آل سعود في اليمن وحينها لمسنا ترحيبا إيرانيا بهذه الثورة وقدم الإيرانيون الكثير من العروض التي من شأنها تنشيط العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات ، وفي المقابل شهدنا حالة من العدائية والخصومة والقطيعة من الجانب الخليجي باستثناء سلطنة عمان ، فكان التقارب الإيراني مدعاة للقلق الخليجي وعلى وجه الخصوص آل سعود الذين أحسوا بالخطر، فاليمن بعمقه وموقعه الاستراتيجي الذي كان يمثل الحديقة الخلفية لهم ، قلب عليهم الطاولة وعادت الحديقة لأصحابها وملاكها ، وزاد على ذلك التقارب الإيراني والإعلان عن تسيير الرحلات الجوية بين البلدين ورفع سقف ميزان التبادل التجاري والاقتصادي وفتح المجال أمام الاستثمارات الإيرانية في اليمن وغيرها من الاتفاقيات التي أعلن عنها حينها
مرت الأيام وبدأ آل سعود ينسجون خيوط المؤامرة على اليمن بالتنسيق مع الأمريكان، وفي 26مارس 2015 شن آل سعود عدوانهم وتبخرت كافة الوعود الإيرانية في الهواء حتى سفينة المساعدات تم بيعها في جيبوتي ومع كل ذلك فما يحسب لإيران أنها ضد العدوان ومواقفها إيجابية تجاه اليمن، صحيح هي تبحث عن مصالحها ولكنها لاتجلب لنا الضرر ، وكل ما يتذرع به الكيان السعودي والأمريكان والصهاينة أضغاث أحلام وأوهام يستخدمونها كشماعة لتبرير عدوانهم ، ونجد في أوساطنا من يحمل إيران مسؤولية العدوان وكأن طائراتها وبوارجها هي من تقصفنا وجيشها ومرتزقتها هم من يقاتلوننا؟ وكأننا نريد من إيران أن تعلن انضمامها إلى تحالف البعران أو تعلن مباركتها وتأييدها للعدوان ؟!!
والغريب أن من يطالبون باتخاذ مواقف عدائية تجاه إيران هم أنفسهم من يتوددون ويتملقون للأمريكان ويرون فيهم سفن النجاة رغم أن الأمريكان هم من يقتلوننا ويساندون ويمولون آل سعود بالأسلحة والقنابل المحرمة التي تستخدم في قتلنا وإبادتنا باعتراف الأمريكيين أنفسهم ، وهم اليوم من يديرون معارك السواحل الغربية وهم من يفاوضون على مقاولة معركة احتلال الحديدة ، وهنا أتساءل: أيهما أحق بالموالاة والمعاداة إيران أم أمريكا ؟! ومن تمثل الضرر الظاهر والمعلن علينا إيران أم أمريكا ؟!
بالمختصر المفيد، إذا ما استثنينا مشروع السائلة بالعاصمة صنعاء فلا خير لنا من أمريكا على الإطلاق ، ولا نعول على إيران ودعمها الذي نحاسب ونحارب عليه وهو غير موجود ، إيران في كل دول الخليج بمواطنيها واستثماراتها ، أما في اليمن فلا حضور لها ، لذا من كانت لديه خصومة معها ، فعليه أن يصفيها معها هناك في إيران لا في اليمن ، وبالنسبة لنا كيمنيين فلن نعادي إيران ونخطب ود أمريكا ،إيران ضد العدوان وهذا في حد ذاته مدعاة لأن نحترم موقفها ونثني عليها ،وأمريكا هي من تقتلنا وتتزعم الحرب والعدوان علينا وتجاهر بذلك، لذا نحن ضدها وضد سياستها القائمة على المصالح النفعية الرخيصة والمبتذلة ، وهذه ثوابت يجب أن نتمسك بها ولا مجال للسياسة والمصالح والمداهنة واللعب بالأوراق من قبل أي طرف كان في هذا الموضوع ، فإذا كان آل سعود قرن الشيطان فأمريكا الشيطان الأكبر .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .
|
|
|