د.أسماء الشهاري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
د.أسماء الشهاري
سلامٌ إلى قبلة التضحيات..
غزة بين الصهاينة والمتصهينيين
على طريق الأقصى
مجازر الصهيونية تؤكد هزيمتها المدوية
طوفان الأقصى. فجرُ الانتصار
عاش الأحرار.. ولُعِنَ الأفَّاكون
كما عاد الأسرى سيعود المسرى
شكراً أمريكا..!!
حيَّ على خير اليمن
عندما تتجزأُ الإنسانية

بحث

  
لبيك يا شهيد ..
بقلم/ د.أسماء الشهاري
نشر منذ: 7 سنوات و 5 أشهر و 7 أيام
الإثنين 10 يوليو-تموز 2017 08:38 م




*الشهداء.. هم من تُسبِّح الرمال تحت أقدامهم، و تنحني الجبال لشموخ هاماتهم و تداعبهم الشمس بخيوطها الذهبية لتستمد ضيائها من وهّج أنوارهم.. 

عندما نتحدث عنهم فإننا نكتب بأحرف من نور و مداد برائحة العطر الذي يستمد شذاه من طيب ذكراهم و ممشاهم.. نعم إنهم أولائك الشامخون الأباة.. 

إنَّ محور حديثنا اليوم هو ذلك المجاهد العظيم الذي لم توجد جبهة إلا و وطأتها قدماه الحافية الطاهرة.. فكان على الأعداء و الطغاة كأنَّهُ ريحٌ مرسله يسلطها الله ببأسه الشديد فتقتلعهم و تجتثهم من الأرض اجتثاثاً.. 

ستجده هناك في الجوف و في مأرب و باب المندب و في كل مكان يستوجب عليه واجبه الديني و الوطني أن يكون فيه.. حامي الحِمى و ليث العرين.. و كأنّما هو أرواح في جسد مؤمن عظيم بِهمته و عزيمته واندفاعه و حماسه الجهادي و الإيماني الخارق للعادة و منقطع النظير..
و ستراه ليس آخيراً في نهم مقاتلاً شرساً و مجاهداً مقداماً..يقتحم المواقع و يعتلي الجبال و تفرّ أمامه العشرات و تسقط تحت يدي بأسه المواقع و تتبعثر المزنجرات.. فلا تزال روحه هناك تقاتل و لا تزال دماءه من تحت الأرض براكين تتفجّرّ.. فلا يزال هنالك الليث يزمجر و يصدح بصوته فاتحاً "الله أكبر".. 

نعم هذا هو الشهيد البطل.. عبدالإله عبدالملك الغرباني.. و كل الكلام في حقه و أمثاله من العظماء قليل.. 

تُرى هل هي الجبال و القفار وحدها من تحن إليك أم ماذا تركت في قلوب أحباءك من الأسى بفراقك يا أيها الفارس المقدام.. و مهما تكن مرارة الفقد لكنها ممزوجة بطعم العزة و الإكبار للخالدين أمثالك..

 نعم إنَّ الرائعين و العظماء يتركون فراغاً كبيراً في أرواح و قلوب من عشقوهم و عاشوا معهم.. فتلك والدتك لا تزال إلى اليوم تناجي صورتك و أنت عريس و هي تتذكر كل مواقفك و قصصك و الابتسامة ترتسم على محيّاها و الدمعة تترقرق في مقلتيها.. و تقول لو لم تكن بتلك الدرجة من الطاعة لها ربما لما شعرت بهذا الألم الذي يعتصر قلبها لكنها تستبشر بأنها قدمت بين يدي الله ورسوله و فداءا للوطن الغالي هذا القربان.. 
كذلك هنَّ أخواتك فقد كنت لهن نعم الأخ العزيز و الغالي فهكذا العظماء عظماء بأخلاقهم و بسلوكهم و في كل نواحي حياتهم.. 

لكن لماذا والدتك لم تتخلى عن صورتك و أنت عريس من بين يديها ولا من أمام ناظريها.. 

لأنها تعرف جيداً أنك لم تتهنَ و لم تسعد بعد في زواجك.. فعلى الرغم من جهادك العظيم قبل عرسك إلا أن عشقك لساحات الكرامة و الروحية العظيمة التي بين جنبيك لم تجعلك تظل مع عروسك طويلاً كما قد يفعل غيرك من الناس و كأنَّ الجهاد و الوطن مسئوليتك وحدك و كأنَّ البلد حمل على عاتقك دون سواك و من غير أن تلتفت للمتخاذلين من حولك.. 


و لأنها أيضاً ظلت تنتظر طويلاً علّها تحظى بأن تُلقي عليك نظرة الوداع الأخيرة.. كما هو حال زوجتك و أخواتك و أحباءك.. لكن.. كما كنت دائماً تقول لزوجتك :
"سيأتي اليوم الذي أرجع فيه إليك شهيدا و قد يعود جسدي و قد لا يتبقى منه شيء ليعود"،،،،

فهكذا كانت أمنيتك التي عشقتها و كانت تسري في دماءك و تتنفسها مع كل نسمة هواء.. فبصدق ولاءك لله و الوطن نلت ما تمنيت فلتخلد هنيئاً منعما في علياءك.. 

فقد كانت نعم الزوجة العظيمة المؤمنة المحتسبة و المجاهدة في كل الميادين بكل ما تستطيع و السائرة على درب جهادك فها هي تقول في كل يوم بعد أن زفت روحك الطاهرة إلى معشوقتها:

"هنيئا لك ما عشقته و نلته هنيئا لك الشهادة يا سيدي و تاج راسي.. "

فهي تعرف أنها لن تفيك بحقك من الكلمات مهما قالت و تحدثت.. و لكنها حاولت أن تتكلم عن أبرز ما وجدته فيك من معانٍ سامية و أخلاق عظيمة و هي تشعر بكل الفخر و الإعتزاز كونها كانت زوجة رجل بمثل أخلاقك و عظمتك.. 

و تقول.. 

بسم الله الرحمن الرحيم 
شعوري هو شعور فخر وعزة بأنني كنت زوجة أحد الشهداء العظماء.. شعور فخر ممزوج بحرقة و ألم الفراق.. حيث وأن الحياة ولو للحظات مع العظماء تساوي آلاف السنين من الحياة مع سائر الناس فهم ملائكة الأرض. 
من هو الشهيد:-
فلنعرف أن الشهادة لا ينالها سوى من يستحقها فقد كان أبرز ما كان يتصف به الشهيد أنه كان:
*لا يمكن ليومه ان يخلو من قراءة القرآن والاستفراد به أو سماعه..
* كثير التسبيح والاستغفار..
كان قليل الكلام قبل المغرب فقد كان التسبيح بـ(سبحان الله و الحمد لله ولا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول ولا قوة إلا بالله..)يشغل لسانه وقلبه. 
*كان أكثر أخوته طاعة وأحبهم إلى قلب أمه و أخواته..
*كان كريما كثير الإنفاق كثير التصدق فلا يرد يد من سأله خائبة.
*كان صادقاً لا يخلف وعده ويتعامل بتواضع مع الجميع و بالأخص مع أخوانه المجاهدين.
*كان متفانٍ في عمله الجهادي مندفعاً فيه بكل جوارحه واحساسه و كان ممن وصفهم الله بقوله<< من المؤمنين رجالُ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلاً>>
وها أنا أقول لك يا زوجي الغالي (لبيك يا شهيد،لبيك يا شهيد، لبيك يا عبد الإله) و أعاهدك أني على دربك ماضية الى ان يأخذ الله أمانته..
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
زينب عبدالوهاب الشهاري
“وعجلت إليك ربي لترضى” الشهيد أحمد علي أمير الدين المطهر
زينب عبدالوهاب الشهاري
عبدالوهاب الضوراني
تحية لأم الشهيد بشار وكل أمهات الشهداء
عبدالوهاب الضوراني
زياد السالمي
زينبيات بلقيس
زياد السالمي
د.أسماء الشهاري
يوم في الجبهة.. " قصة واقعية "
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
قصة الشهيد هشام الشامي
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
أحِنّ لملامح أخي
د.أسماء الشهاري
المزيد