تجسيداً لتعاليم الدين وتوجيهات الله في التولي الصادق والبراءة من كُـلّ الطغاة والمستكبرين، ماذا لو أن إخوتنا شعب ومجاهدو ومقاومة فلسطين قاموا برفع شعار الصرخة في وجه المستكبرين.
نحن على يقين أن المعادلة ستتغير لصالحهم في المواجهات القادمة مع الكيان الإسرائيلي الذي سترتعد فرائصه وتتعقد الحسابات لديه وسيُرغم مكرهاً أن يحسب لهذه الخطوة ألف مليون حساب.
ليكون بذلك الإخوة في فلسطين شعب وحركات المقاومة قد حقّقوا هدفين واصطادوا عصفورين بحجرٍ واحدة كما يقولون، براءةً من أعداء الله تلبية لتوجيهات الله وتسليماً مطلقاً وتولياً صريحاً لله ورسوله والمؤمنين وتحصيناً لحركات المقاومة من الاختراق، ومن جهةٍ ثانية بث وتوزيع الخوف في الوسط الإسرائيلي وخلق روح الهزيمة والذعر في الوسط العسكري والقيادي للكيان ومن يقف معه.
وهي ضربة وصفعة بالعشر بوجه أمراء وزعامات التطبيع والخيانة ونسف اتّفاقية أبراهام المشؤومة والتي صاغ بنودها جهازا الـ سي آي أيه الأمريكي والموساد الإسرائيلي، من جعلوا من هذا المسمى عنواناً بارزاً لفضيحة التطبيع والانبطاح العربي مع الكيان اللقيط، وصوروا من نبي الله إبراهيم أنه رجل وسطي ومعتدل بينما هو في الأَسَاس أول من أعلن البراءة منهم ومن خبثهم وعقائدهم الشيطانية، تبرأ منهم استجابةً لله ووازعاً دينياً وعقائدياً وفطرةً فطر الله الناس عليها، ولا يُقبل إيمَـان المرء حتى يوالي أولياء الله ويتبرأ من أعداء الله جاهراً عداوةً لهم شاهراً سيفه ضد تعديهم وعربدتهم.
لنعُد قليلًا إلى موضوع الصرخة في وجه المستكبرين شعار العزة والشموخ فهو كفيل بتحقيق الغلبة في الميادين العسكرية والتفاوضية وسيذعن العدوّ لمجمل المطالب والشروط التي ستُفرض عليه من موقع القوة.
وستكشف الأقنعة عن نفسها أمام هذا التحَرّك إما أن تكون مع القضية الفلسطينية أَو ضدها “مؤمن صريح أَو منافق صريح”، وحينها ستعرف المقاومة من في المنطقة العربية عدوٌ لها أَو صديق لها وفي ذات الوقت.